«صورة الملاك الباكي».. قصة قصيرة للكاتبة مارا أحمد

مارا أحمد
مارا أحمد

صورة لطفل لم يتعد الرابعة من عمره، بجلابية ممزقة، حافي القدمين، متسخ، يستند إلى جدار أطلال بيت، باكي العينين، يرتعد خوفا أو بردا، أو ربما ضعفا بسبب الجوع، كانت جلابيته الممزقة هي وطنه وبيته بل وربما هي كل أهله.

من أنت، أين أبوك وأمك، ومن أين أنت، أنت عربي؟ واضح جدا من ملابسك أنك عربي، ولكن من أي بلد أنت؟

ملابسك تشبه زي كثير من البلاد العربية الشقيقة؛ قد تكون مصريا أو سوريا أو ليبيا أو يمنيا أو...

لم تخل عنك الوالدان؟

هل تهت منهما أم ضاعا بين جثث الموتى الذين غادروا بلادهم وأوطانهم بحثا عن العيش الكريم ولقمة العيش؟

أم ضاعا بين جثث الشهداء الهاربين من نار الحرب، الذين تبعثروا بين فريقين كل فريق يتحدث باسم الله وباسم الحق والعدالة، فاهترأت العدالة بين أيديهم ولم يعد لها ملمح يوصف، بل صارت مسخا لا معالم لها تلمس بالعقل أو بالقلب أوبالعين؟

أم قد تكون نتاج أب وأم أخطأوا الطريق إلى الحب أو أخطا الحب الطريق إليهما فخرجوا إلى الظلام وخرجت أنت إلى النور؛ لتصفع المجتمع على وجهه، وتصفعنا على قلوبنا، تلقي بحجر على صدورنا، تلعن ضمائرنا التي أدمنت المخدر؟

من أنت أيها الملاك؟