«مثل هذا الحب» قصة قصيرة للكاتبة الدكتورة إيمان سيد إسماعيل

الدكتورة إيمان سيد إسماعيل
الدكتورة إيمان سيد إسماعيل

جلست وكأنها في عالم آخر .. شرد ذهنها إلى ماضي جمعها بحبيب أظن أنه قد سكن روحها واستكان.. كانت تعشقه حد البكاء .. لم أر يوما مثل هذا الحب.. كنت حينما أراهما معا أشعر وأنها روح واحدة انقسمت إلى جسدين.. أشعر وكأن ذلك الهواء المحيط بهما هو عطر الحب.. لم يكن انفصالهما بالشئ الهين .. شعرت انه انشطار الروح .. لا أدرى لما أو كيف انفصلا .. ولكني حينما أراها الآن أشعر أنها ضائعة .. تائهة في عالم لا تقوى على الحياة فيه بمفردها.. كنت أرى تلك اللمعة في عينيها فقط حينما تتحدث عنه.. جلست تقص عليا قصتهما معا .. كم كانت تحبه .. كم كان يكملها وتكمله .. كم كانا ينسجان حياتهما من نسيج الحب الخالص والعشق المجنون.كلما تحدثت تقول بتعجب ولما لا نعود .. ولم لا نكون سويا مثلما كنا !!

واليوم قررت أن ترسل له رسالة الخلاص .. قررت أن تطلب منه أن يعودا سويا .. فلم الفراق إن كان الحب قدرهما إن كان لازال يحياها كما تحياه وكتبت :

رسالة إليك

أي حبيبى الذى يعرفنى أكثر منى ..

بعد السلام والكثير من الحب والأشواق ..

أهديك كلماتى وأنتظر منك الجواب.

أما بعد..

افتقدك وبشدة ..

أشعر في البعد عنك أننى تائهة .. ضائعة حتى من ذاتى ..

أبحث عن عينيك في كل شيء .. عن رائحة عطرك أو بعض كلمات منك تؤنسنى وتواسى ألم البعاد..

أشعر بالبرد .. ترتجف أوصالى..

 فأعود إليك بخيال قد جف ماء حياته من أثر الفراق ..

  أسرح كثيرا في لغة عينيك التي أفهمها وتفهمنى دون كلمات ..

أتذكر رائحة عطرك كم كانت تغمرني حينما أذوب بين ذراعيك كطفلة تائهة وجدت أبيها بعد طول غياب ..

أتذكر يديك .. كم هي دافئة و حنون .. تضم يدى وكأنه عناق أبدى فأشعر أنها ملكت قلبى ..

أستشعر دفء كلماتك ..  تطمئن قلبى .. تجعله يذوب ثم يعود منبت بالزهور..

أتذكر صوتك .. يحتضنني .. يأخذنى .. يخطفنى .. يحيينى ..

في المسافة الفاصلة بين ذراعيك وطنى وموطنى .. أغمض عينى فتطمئن روحى وتنام ..

أتنفس رائحة زهور الياسمين حولى فطالما شبهتني بها وجعلتني أعشقها كما أعشقك ..

وأستفيق من خيالى وأعود إلى أرضى محملة بكل لغات الحب ..

هائمة في بحر الهوى .. ذائبة فى أشواق طواها قلب أتعبه الفراق..

هكذا أخفف جرح أيامى منذ ان قرر الزمان ان لا نحن مرة أخرى ..

فأرتأيت أن لا أنا بلا نحن ..

أرتأيت أنى انت وأنك أنا ..

فهل لنا أن نصبح مرة أخرى .. أنت وأنا ؟؟