أصل الحكاية| أقدم البيوت التاريخية في مصر القديمة "زينب خاتون"

بيت "زينب خاتون"
بيت "زينب خاتون"

 يعد بيت زينب خاتون، الواقع في محيط الأزهر، ليس مجرد مكان للاسترخاء بجوار منطقة الحسين التاريخية أو مركزًا للأنشطة الثقافية والفنية مثل بيت العود، ولكنه أيضًا موقع أثري ذو أهمية تاريخية لا تقدر بثمن.

اقرأ ايضا:  فندق ٢٤ جناحًا فى وكالة قايتباى.. وترميم قصر السكاكينى ومنزل زينب خاتون

حقائق منزل زينب خاتون العسال تاريخ بناء أقدم البيوت التاريخية في مصر القديمة :

قصة بيت "زينب خاتون" الأثري:

 

وهو بيت أثري قديم يقع خلف الجامع الأزهر مباشرة في مدينة القاهرة، كما أن ذلك المنزل، لجمال التصميم فيه مع روعة البناء، جعله بالفعل وجهة لعمليات تصوير عدد من الأفلام وكذلك المسلسلات التلفزيونية.

فيعد بيت زينب خاتون، الذي يعود تاريخه إلى العصر المملوكي، أحد أبرز نماذج العمارة الإسلامية في القاهرة. بالإضافة إلى ذلك، تُقام هناك العديد من الفعاليات والندوات الثقافية، مما يجعل المكان موقعًا أثريًا وموطنًا للإبداع والابتكار. 

تفاصيل الحكاية عن زينب خاتون ؟

زينب خاتون من خادمة إلى سيدة القصر  .. ليس هذا عنوناً لفيلم سنيمائى أو أمراً دراميا أو من محض الخيال ولكنه واقع أقرب للخيال فهذه السيدة بعد إن كانت مجرد عاملة تقوم بتنظيف المنزل وتساعد فى إدارة شئونه.

وترتيبه وأصبح هذا الأمر صفحة من تاريخ مصر فأبرز ما وصل ألينا هو قصة بطلتها زينب خاتون التى جسدت تفاصيلها فى منزل يحمل أسمها يوجد خلف الجامع الأزهر بمنطقة الغورية شرق القاهرة وتتمتع محافظة القاهرة بالعديد من المزارات السياحية المميزة ومنها منزل زينب خاتون والذى يقع عند تقاطع زقاق العينى مع شارع الأزهر خلف جامع الأزهر.

زينب خاتون هي أحدى خادمات محمد بك الألفى التى تقوم بكل شئون بيته وقد أعتقها الألفى بك فتحررت وأصبحت حرة تماماً بل وتزوجت أميراً يدعى الشريف حمزة الخربوطلى.

وحيث إن زينب تزوجت أمير فقد أصبحت أميرة مثله بل وأضيف لقباً إلى أسمها وهو لقب خاتون أى المرأة الشريفة الجليلة ، فأصبح أسمها زينب خاتون وأشترى لها زوجها منزل شقراء هانم حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون ولم تبخل على عمارته وتجميله فكان حقيقة منزلا رائعاً ليس له مثيل فى عصره وسمى المنول بأسمها منزل زينب خاتون.

 

وكانت آخر من سكن هذا البيت قبل أن يضم إلى وزارة الأوقاف المصرية  والتى قامت بتأجيره للعديد من الشخصيات

كان آخرهم قائد عسكرى بريطانى إبان فترة الأحتلال البريطانى لمصر ورغم مايشاع من إن المرأة المصرية فى العصرين المملوكى

 

عُزلت وراء المشربيات واقتصر دورها فى إطار عالم الجوارى والحريم .. لكن زينب خاتون أثبتت عكس ذلك ففى عام 1798 وجاءت الحملة الفرنسية إلى مصر وبدأ نضال المصريين ضد الأحتلا الأجنبلى وشاركت زينب خاتون فى هذا النضال فكانت تؤوى الفدائيين والجرحى الذين يلجأون إلى البيت عندما يطاردهم الفرنسيون.

وقد عثر فى بيت زينب خاتون على سبع وعشرين جثة دفنت فى سراديب داخل البيت وتحت الأرض ويعتقد أنها جثث الجرحى التى كانت زينب خاتون تؤويهم داخل بيتها للعلاج.

 

ثم توفاهم الله وإذا كانت قصة حياة زينب خاتون تكشف لنا ملمحاً مهماً عن حياة هذه السيدة فإن البيت نفسه وما يشتمل عليه من قاعات وأنماط هندسية وتصميمات فنية رائعة يكشف لنا عن سمات العمارة المملوكية وما تحمله من رؤية .

 

من هو محمد بك الألفى ؟

 

أطلقوا عليه أسم محمد وكان مملوكاً جلب سنة 1775 ثم باعوه إلى مراد بك أحد أكبر أمراء المماليك فرد عليه يهدية.

 

ألف أردب من الغلال فسمى الألفى ثم أصبح بعد ذلك أحد أكبر أمراء المماليك هو محمد بك الألفى وأمتلك مالاً كثبراً وبنى القصور والبيوت.

وأمتلك الكثير من الخدم والمماليك ومجمد بك الألفى من أمراء المماليك فى مصر وكان من كبار مماليك مراد بك مع الفرنسين وعند مجيىء الحملة الفرنسية  على مصر  فر مع مراد بك إلى صعيد مصر واتخذ نابليون بونابرت من قصر الألفى مقراً لإقامته.

 

وبعد أن تحالف مراد بك المصرى المملوكى الجركسى الأصل مع الفرنسيين والتى بموجبه أصبح مراد بك حاكماً للصعيد.

 

وقد أعتزله الألفى واستمر فى قتاله للفرنسيين وعند قدوم الأنجليز لمصر  لإخراج الفرنسيين منها.

 

تحالف معهم  إلا أنهم بعد خروجهم من مصر عام 1802 وفق معاهدة إمبان أصبح فى مواجهة مباشرة مع الأتراك فلجأ إلى الصعيد إلا أنه أستمر فى مراسلة الأنجليز ليعودوا إلى مصر ويساعدون فى أنتزاع عرشها الذى أعتلاه محمد على باشا الكبير.

 

وقد استطاع محمد بك الألفى هزيمـة جيشين كبيرين وجههما محمد على باشا الكبير لقتاله فى مدينة بنى سويف.

 

وأيضاً قى مدينو الرحمانيـة إلا أن محمد بك الألفى  توفى فى الثامن والعشرين من شهر يناير عام 1807 أثناء عودتـه.

 

إلى الصعيد بعد إخفاقه فى حصار دمنهور وقبل أشهر من  وصول حلفاؤه الأنجليز فى حملتهم على مصر.

 

تصميم منزل زينب خاتون "

 

يعتبر بيت زينب خاتون نموزجاً للعمارة المملوكية فمدخل البيت صمم بحيث لا يمكن رؤية من بالداخل وهو ما أطلق عليه فى العمارة الأسلامية.

 

المدخل المنكسر وفور أن تمر من المدخل إلى داخل البيت ستجد نفسك فى حوش كبير يحيط بأركان البيت الأربعة وهو ما أصطلح على تسميته فى العمارة الأسلامية.

 

ب صحن البيت والهدف من تصميم البيت بهذا الشكل هو ضمان وصول الضوء والهواء لوجهات البيت وما تحويه من من حجرات وبيت زينب خاتون يتطابق فى هذه السمة.

 

مع البيوت الأخرى فى القاهرة الفاطمية مثل بيت الهراوى والذى تم بناؤه عام 1486 نفس العام الذى تم فيه بناء زينب خاتون بل ومواجه له أيضاً.

 

وكذلك بيت السحيمى الذى تم بناؤه 1648 مما يدل على إن الصحن كان سمة أساسية لعمارة البيوت فى العصرين المملوكى والعثمانى ودون التطرق إلى باقى عمارة المنزل لكن هنا نشير إلى أحدى غرف الأميرة.

 

وعن متى تم بناؤه؟

 

وفي عام 1486، قامت الأميرة شقراء هانم، حفيدة السلطان المملوكي الناصر حسن بن قلاوون، ببناء المنزل خلف الجامع الأزهر. 

 

مما يتكون المنزل؟

 

"الفناء" عبارة عن مساحة مفتوحة كبيرة محاطة بالمشربيات (نوافذ كبيرة مغطاة بالشبك)، وتقع منطقة الرجال والمعروفة بـ "السلاملك" ومنطقة النساء والمعروفة بـ "الحرملك" في الطابق الثاني، بينما تقع غرف النوم في الطابق الثالث.

 

شمال منزل زينب خاتون، تم بناء قهوة مصرية تعرف باسم “زينب خاتون” منذ سنوات عديدة. وكغيرها من المشروبات الأخرى، تتميز القهوة بنكهتها العربية الأصيلة.

 

ترميم المنزل :

 

والغريب أن المنزل أُغلق عام 1981 بعد اكتشاف شقوق خطيرة فيه. ومنذ ذلك الحين، يجري تنفيذ مشروع ترميم لإعادته إلى مجده السابق بمساعدة عشرات الخبراء من المجلس الأعلى للآثار، من علماء آثار ومهندسين ومرممين وحرفيين.

 

تم ترميم بيت زينب خاتون التاريخي إلى أيام مجده، وأصبح الآن مركزًا ثقافيًا يرحب بالزوار من القريب والبعيد!

 

بيت زينب خاتون وعلاقته بالأحداث التاريخية :

 

ومما يذكر بخصوص تاريخ بيت زينب خاتون  وما مرَ عليه من أحداث فأنه فى زمن الحملة الفرنسية على مصر مابين عام 1798م و1801.

 

وبداية نضال وجهادالمصريين ضد الفرنسيين كانت زينب خاتون تؤوى فى بيتها المجاهدين الذين كان الفرنسيين يطاردونهم.

 

وتداوى الجرحى منهم وقد عثر فى بيتها على سرداب وجد مدفوناً به عدد 27 جثة يظن إنها جثث بعض الجرحى من المجاهدين المصريين ضد الحملة الفرنسية الذين كانوا يستشهدون تأثراً بجراحهم.مما ينفى تماماً مقولة إن المرأة فى العصرين المملوكى والعثمانى كانت حبيسة بيتها وراء المشرابيات ولا عمل لها غير خدمة زوجها فى البيت والحمل والولادة و أقتصار دورها.

 

فى إطار عالم الجوارى والحريم فهاهى زينب خاتون تثبت عكس ذلك وتبرهن إن للمرأة دور هام فى الحياة العامة تساهم به وتشترك فيه مع الرجال غير خدمة زوجها والحمل والولادة سواء فى وقت السلم أو فى وقت الحرب.