مشوار

الإيمان و المختومة قلوبهم

خالد رزق
خالد رزق

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة ،وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، لمن استطاع إليه سبيلا هذه هى أركان الإسلام وبها وحدها تكون مسلماً ولكنها المقدمة الأساسية المهمة اللازمة لترتقى وجدانياً إلى مرتبة أعلى وأعمق و أكثر رحابة و اتساعاً من مجرد الفعل التعبدى الإلاهى الذى تنشغل به جوارح الإنسان إلى ما وراءها من مواضع الروح فى قلبك و عقلك وهى مرتبة الإيمان و لا يكون عليها إلا من ألم يقيناً بمقتضيات و معانى الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، و بالقدر خيره وشره.
وأن تؤمن بالله فذلك يعنى بأنك تقر أولاً بوحدانيته و بكمال قدرته التى لا تخضع لمعادلات كونية و غير ذلك من المعروف للبشر حتى قيام الساعة و فيما وراءها ، «هذه» القدرة الربانية هى ما جعلتنا نصدق خلق المسيح عيسى عليه السلام فى ومن رحم إمرأة لم يمسسها بشر ونصدق بأن هذا الوليد حدث الناس و هو بالمهد ، و بأن نصدق أن نبى الله الخاتم محمداً عليه الصلاة و السلام ورسوله إلى العالمين أسرى به من مكة حيث المسجد الحرام إلى القدس حيث المسجد الأقصى ، وعرج به منه إلى السماء إلى الملأ الأعلى حيث سدرة المنتهى وعاد من رحلته فى بعض من ليلة واحدة و فى زمن لم يعرف للانتقال سوى الدواب .
و الحق أنى أعرف كيف أن من المختوم على قلوبهم من لا يؤمنون بوجود إله من الأساس و إن كنت لا أفهم لهم منطقاً وذلك بالنظر إلى خلق الله المعجز فى الكون و فى السماء و الأرض و فى أنفسهم و الذى لا يمكن أن ينشأ سوى عن مشيئة و راءها قدرة و علم كاملين لا مبدأ و لا نهاية لهما وهى أشياء ، و لا يمكن لعقل واع أن يجحد أن وراءها صانعا ، هذا جحود و نراه فى الدنيا حتى من علماء و مفكرين  يتطلب  أكثر من الغباء لإدراكه و أكثر من الشر وسوء المنطوى للوصول إليه .. فحتى الشيطان «إبليس» نفسه و إن كفر  فإنه  لم ينكر قدرة الله ، «هذا» الجحود و الإنكار هو مرتبة من الانحطاط الفكرى والجهل المطبق لا تتحقق إلا فقط فيمن ختم على قلوبهم وعقولهم فسكرت أمام الجلى البين و الواضح.