«ليلة ممطرة» قصة قصيرة للكاتبة منى حسن

«ليلة ممطرة» قصة قصيرة للكاتبة منى حسن
«ليلة ممطرة» قصة قصيرة للكاتبة منى حسن

كان صباح يوم الخميس.. فتح محمد عينيه علي قائمة من الطلبات لزوم حفل اليوم.. وزوجته لا تكف عن الذهاب والإياب والكلام والصراخ والضحك كله في آن واحد.. فاليوم هو أسعد أيامها الذي انتظرته منذ أن بلغت ابنتها الثامنة عشر... فكانت تبحث لها عن عريس عند كل معارفها ومعارف أصدقائها مخافة أن يفوتها القطار، وكي تتباهي بزواجها كما فعلن صديقاتها ببناتهن... وأخيرا حصلت علي عريس.. لم تدقق في صلاحيته لابنتها من عدمه.. المهم أنه عريس ابن حلال وكفي.

: يا محمد استعجل الكهربائي والفراشة واتصل بمحل الحلويات لا تنسي شئ..

محمد: حاضر ياستي حاضر...

ها أنا جهزت الأثواب واتصلت أستعجل الكوافيرة كله كده تمام.

فجأة سمعوا صراخ العروس فجروا عليها.. ماذا بك؟

الأمطار لا تكف منذ أكثر من ساعة وأطفأت الكهارب، حاولوا تهدئتها وأنها أمطار الخير ولاداعي للقلق

في حين أن محمد وزوجته كانوا في قمة القلق.

عندما وجدوا الشوارع غرقي وكثافة الأمطار مرعبة وممكن المعازيم يعتذروا ويكون عندهم حق فلو كنا مكانهم لاعتذرنا أيضا

حاولوا السيطرة علي قلقهم وألا يبدوه أمام العروس حتي لا تنزعج أكثر، وجهزوا أنفسهم كأن شيئا لم يحدث ولكن العروس لم تكن في حالتها الطبيعية، وصمتت صمتا مخيفا ورفضت التحدث مع أي من أفراد أسرتها.

في المساء حضر العريس وأسرته وبعض من المعازيم وهموا بتقديم الشبكة ولكن العروس شعرت وكأن السماء تبكي من أجلها وتنبهها بأن أمر ما غير مريح سيحدث.