«كنت أشك» قصة قصيرة للكاتب فاطمة مندي

« كنت أشك» قصة قصيرة للكاتب فاطمة مندي
« كنت أشك» قصة قصيرة للكاتب فاطمة مندي

رن هاتفي أجبت:

-الوووو.

الطرف الآخر :

- ممكن تشرفينا في المستشفى، زوجك مريض ونقل إلى المستشفى.

هرولت إلى المستشفى وعلى عجل، كنت أهرول في الطريق، ولم اعط لنفسي فرصة أن أوقف سيارة أجرة أو ميكروباص أو أي مركبة تنقلني بسرعة، بل كنت أهرول فقط ارتديت خماري على السلم وكنت أطوي الطريق طيا، أقف التقط بعض أنفاسي ثم أعاود العدو، وقف لي شاب في عمر ابني كي ينقلني بالموتوسيكل بعدما رأني أقف التقط انفاسي وأنا انحني في وضع الركوع، ويدي مثبتة على قدمي، وافقت.

 

وصلت الى المستشفى، سألت عنه، ارشدوني على مكانة، وجدته يرقد لا حول له ولا قوة، بكيت بل انتحبت كثيرا على جبروت الإنسان، كانت الدماء تغطي أجزاء كثيرة من جسده، شهقت من رد فعلي على المنظر، فالذي حدثني أخبرني أنه مريض، ولم يخبرني أنه تعرض لحادث سيارة.

كنت أبكي وأهذي على منظره.

حدثتني نفسي: لقد فاجئني القدر بهذا الحادث، لقد حذرته كثيرا من العقاب ومن جبروته معي ولم ينصت، كنت ألوح له بالحقيقة من بعيد ولم يجب أو لم يفهم، كنت أقصها عليه كحكايات بخبث كي يأخذ حذره أنني أعلم بما يفعل، كم قلت له من لم تنهه صلاته عن سيئاته فلا صلاة له ولم يصغ.

خرج الطبيب من عنده حدثني في همس: تقدري تدخلي تشوفيه.

دخلت أربت على صدره، أمسح رأسه، أقبله في هستريا، غير مصدقة ما ألم به، كنت أبكي بكاء متقطع بأنفاس متشنجة، وجدته ينظر إلىّ ودمعة تفر من عينيه، قربت من أذنه هامسه:

لقد دعوت الله أن يكفيك شر نفسك، وأن يمنعك إذا كنت تتحرش بالصغار، كنت أشك وهو استجاب.

ذرف دمعة أخرى وشهق آخر أنفاسه.