« رسم على الظلام» قصة قصيرة للكاتب مجدي محفوظ

الكاتب مجدي محفوظ
الكاتب مجدي محفوظ

في ليلة باردة من ليالي الشتاء ظل النوم يعاندني كلما حل النعاس بي ، كل شيء في سكون ،عم الصمت المكان، لحظات من الوحدة أطبقت على قلبي وأشتد بي الحزن ، حاولت انتزاعه ، مددت يدي لهاتفي لاستمع لتلك المقطوعة التي عشقتها حينما كنت صغيراً استمع لها على استحياء خوفاً من أسرتي ، وعدت مع صوتها إلي تلك الليلة حين جلسنا سوياً بعيداً عن أعين الناس ،

نستنشق من رحيق حكايتنا حنين وخيال ولادة وابن زيدون بعيداً عن إحداث العالم المليئة بالدمار والحروب ، فلا يشغلني إلا تلك الابتسامة التي تملاً المكان فرحاً من شفاهك القرمزية تفتح أبواب الأمل بأحاديث يملئها الصمت، وعينان تتحدث فاعشق حديثها فما زلت بين يديك كطفل يبحث عن صدر أمه ، فالأمي هي كل عمري عشته بعيداً عنك ، وما زلت عاجز عن اللقاء بك، تتعثر خطاي كلما هممت بلقائك أو بحثت في إثرك عن حلم بين الحنين والشوق ،

فما زال شعرك ذهبي لم تظهر عليه أثار الماضي ، وما أنا الا عاشق اقرأ اسمك كل صباح ومساء أرسم وجهك في الظلام ليضيء لي الطريق ، وما زلت في انتظار رسائلك  فلم يضيء هاتفي بعد ، وتذكرت رسائل مي وجبران حين ظل في إثرها سنوات يرسم صورتها في ذاكرته بشعرها القصير لتقصره حين تقرأ الرسالة فيكون خياله حقيقة ...

آلا تعلمي أنني زهدت في شيء آلا أنت ؟ فجأة أضاء هاتفي...!  لقد وصلت رسالتي؟ فلما لا تكتب؟ انتظرت دقائق وساعات وأمسكت بهاتفي لعلة يضئ أو يحدث صوتاً، توسلت إليها أن ترسل لي شيئاً وبعد وقت طويل أضاء هاتفي، لم أتمالك نفسي ألقيت به بين أحضاني لعله يهدئ من روعي وإذا بصورة تهتز أمامي تبتسم تأخذني عبر ضحكاتها تملأ المكان بتفاصيل جميلة وخيال رحب وذاكرة مليئة بالأمل تناشدني نشوه الحب تؤازر قلبي الجريح، بلقاء منتظر وبوح لم نلفظه بعد .... فمتي سيكون اللقاء؟