أزمة الطاقة في أوروبا «لم تنته بعد»

حقول الغاز
حقول الغاز

برزت أزمة الطاقة في أوروبا وتكاليف الوقود الباهظة باعتبارها القضية الرئيسية في العامين التاليين للحرب في أوكرانيا منذ الرابع والعشرين من فبراير 2022، لكن انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال أدى في الآونة الأخيرة إلى تهدئة المخاوف، حسبما ذكر موقع قناة CNBC عربية.

وكان الطقس الدافئ والتدفقات التجارية المتقلبة علامة مشجعة وكان هذا الشتاء ثاني أدفأ شتاء في العقد الماضي، كما انخفضت أسعار الغاز الأوروبية بنسبة 37% منذ نوفمبر، الأمر الذي سمح لأوروبا بتكوين مخزون كبير من الوقود، ولكن الاستراتيجيين في بنك Goldman Sachs غير مقتنعين بأن القارة في وضع واضح، بحسب تقرير لـ businessinsider.

وقال خبراء البنك في مذكرة يوم الخميس 8 فبراير: "في حين أن انخفاض أسعار الغاز قد يترك الانطباع بأن أوروبا قد حلت أزمة الطاقة التي تعاني منها، فإننا نعتقد بأن الأزمة لم تنته بعد، وأمامنا شتاء آخر قبل أن نخفف بشكل كامل خطر عودة أسعار الغاز المفرطة إلى الظهور".

ومن وجهة نظرهم، فإن التحسينات في إمدادات الغاز الطبيعي المسال على المدى القريب لم تحل العجز الهيكلي وخسارة الواردات من روسيا. وتظل الأسعار بدورها عرضة لانقطاع العرض أو تقلبات الطلب.

وشدد الخبراء على أن الغاز الأوروبي "لا يزال أمامه فصل شتاء آخر"، بالنظر إلى أن الطقس البارد يمكن أن يتسبب في ارتفاع الطلب، الأمر الذي من شأنه أن يستنزف المخزون ويدفع الأسعار إلى الارتفاع. وأشاروا إلى أن التدفئة المعتمدة على الطقس تشكل أكثر من 60% من طلب المستهلكين.

ووفقا لتقديراتهم، فإن فصل الشتاء الذي يكون أكثر برودة بانحراف معياري واحد - حوالي 1 درجة مئوية أقل من المتوسط - يمكن أن يزيد الطلب بما يعادل حوالي 12٪ من سعة التخزين.

وبينما التخزين أعلى من المعايير الموسمية، مما يوفر إعدادًا مريحًا للمخزون لفصل الصيف. لكن الشتاء المقبل يلوح في الأفق، ويجب أن يصل التخزين إلى طاقته الكاملة قبل الأشهر الباردة. 

ولم تفشل أوروبا فقط في التعويض الكامل عن ما يقرب من 20% من الإمدادات المفقودة التي لم تعد تتلقاها من روسيا، بل إن الكثير من الانخفاضات الأخيرة في أسعار الغاز الطبيعي المسال تنبع من تدمير الطلب وليس العرض الإضافي، وفقًا لبنك Goldman Sachs.

وبالنظر إلى ما بعد هذا العام، يتوقع Goldman Sachs أن مشاريع تصدير الغاز الطبيعي المسال الجديدة يمكن أن تبدأ في عام 2025، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادات في المعروض العالمي من الغاز الطبيعي المسال والبدء في دفع الأسواق إلى زيادة العرض.

اقرأ أيضا.. وزير التموين: معارض «أهلا رمضان» ستقام منتصف فبراير الجاري

وقال الخبراء: "مع توفر كميات أكبر بكثير من الغاز الطبيعي المسال، لن تضطر أوروبا بعد الآن إلى مزاحمة المشترين الحساسين للأسعار في بقية العالم لضمان الواردات الكافية، وسوف تكون قادرة على استيعاب الطلب المحلي المتزايد، مما يؤدي إلى انخفاض مستدام في أسعار الغاز الطبيعي المسال والغاز الأوروبي". وإذا سار الأمر وفقًا لذلك، فمن المفترض أن يشهد شتاء 2025-2026 "خلفية إمداد مريحة".