بعد فيلم الرحلة 404 .. منى زكى « فى حتة تانية »

فيلم رحلة 404
فيلم رحلة 404

محمد‭ ‬إسماعيل

طرحت دور العرض منذ أيام فيلم “رحلة 404” لمنى زكي ومن تأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة، وحقق الفيلم ردود أفعال إيجابية من قبل الجمهور والنقاد، واعتبروه من أفضل الأعمال السينمائية في السنوات الأخيرة، وحقق الفيلم تجاريا إيرادات مرتفعة فى شباك التذاكر بما يقرب من 10 مليون جنيه حتى الآن أي بمعدل مليون جنيه تقريبا في اليوم الواحد، حيث حصد المركز الثاني في قائمة إيرادات الأفلام بعد فيلم “الحريفة”، ليزاحم أفلام طرحت من قبله في دور العرض بأسابيع ويهدد أفلام مثل “أبو نسب” لمحمد إمام و”الإسكندراني” لأحمد العوضي، ومن الممكن أن تشهد الأسابيع المقبلة تغير كبير في إيرادات الأفلام .. إلا أن هذا لا ينفى حقيقة صعود منى زكى كنجمة تضع بصماتها القوية فى السينما المصرية، وثقة الجمهور فى اختياراتها دائما خاصة فى السنوات الأخيرة نهاية بفيلم “رحلة 404”، والذي يراه الكثيرون محطة هامة فى طريق وضعته منى زكى لنفسها نحو تحقيق الأفضل دائما.

في البداية يقول الناقد رامي المتولي أن فيلم “رحلة 404” هو ثمرة تألق منى زكي ليس في السنوات الماضية فقط ولكن منذ بدايتها الفنية، ويقول: مني من أذكى وأشطر الفنانات في جيلها حتي وإن كانت خطواتها الفنية ليست بالقدر الكافي، ولكن كل خطوة مدروسة من قبل منى، ولا تقدم عمل سينمائي لمجرد التواجد فقط، وذلك لأنها تهتم بالكيف وليس بالكم، فهي تسير بفكر واع وتعلم جيدا ما تريده، ولذلك فإن كل عمل لمنى زكي تترك فيه بصمة ويحظ بتعليقات إيجابية من قبل الجمهور، حتى وإن كانت في بطولة مشتركة، وأفلامها خير دليل على هذا الفكر الناضج المدروس بعناية، بداية من “سهر الليالي” ومرورا بـ”من نظرة عين” و”خالتي فرنسا” و”أبو علي” و”إحكي ياشهرزاد” و”أصحاب ولا أعز”، وأخيرا “رحلة 404 “والذي اعتبره البداية وليس مجرد فيلم نجح بالصدفة.

ويضيف المتولي: منى زكي وياسمين عبدالعزيز هن الوحيدات من بنات جيلهن اللاتى استطعن استكمال مسيرتهن الفنية، وإن كانت منى زكي تفوقت على ياسمين لأن الأخيرة اختفت تماما عن الساحة لفترة، وعند عودتها لجأت إلى الدراما التليفزيونية بدرجة أكبر، والوحيدة التي تزاحم منى زكي هي هند صبري مع اختلاف الأجيال، ومنى زكي تعتبر ناقدة على نفسها وأعمالها، فهي تحاول اختيار وانتقاء أدوارها بعناية، وتعترف بأن هناك بعض الأدوار التي لم يحالفها الحظ، ولكنها تسعى دائما إلى عدم تكرار تلك الأخطاء مرة أخرى، كما أنها لا تهتم كثيرا بالبطولة المطلقة أو البطولة النسائية، ولكنها تؤمن بأن الدور ومضمون العمل هو الأهم، وهي من الفنانين الذين استطاعوا تحقيق التوازن بين جودة الفيلم وأن يكون تجاري في نفس الوقت، وكل تلك العوامل هي التي صنعت نجومية منى زكي، وأخيرا فإنها أيضا من الفنانات اللاتي يتعرضن كثيرا لانتقادات في أعمالهن، وأبرزها “إحكي ياشهرزاد” و”أصحاب ولا أعز”، وحتى عندما أقدمت على الدراما التليفزيونية تعرضت للهجوم بمجرد طرح البوستر الدعائي لمسلسل “تحت الوصاية” والذي حقق نجاحا كبيرا، ومن وجهة نظري أن هذا الانتقاد بسبب الحدود والمعايير التي تتبعها منى زكي في اختيار أعمالها أو مايسمى بمصطلح السينما النظيفة، حتى وإن اختلفنا على معنى هذا المصطلح، والحقيقة أن جيل منى زكي من الأبطال والبطلات مثل كريم عبدالعزيز وياسمين عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد حلمي، كلهم يتبعون هذه المعايير، لذا فإن تلك الانتقادات غير الحقيقية بمثابة أبرز دليل على نجاح منى زكي. 

في حين يقول الناقد أندرو محسن أن منى زكي لايختلف اثنين عليها وعلى مكانتها في الساحة السينمائية، فيقول: هي من أهم نجمات جيلها بسبب حرصها على اختيار أدوارها التي تلمس قضايا المجتمع والقضايا الشائكة التي لم تقدم من قبل على الشاشة، كما أنها تحرص دائما على تسليط الضوء على قضايا المرأة التى تعتبر تمثل الأولوية الأولى من ضمن اهتماماتها، هذا بالإضافة إلى حبها للتمثيل الذى ينعكس على تجسيدها للشخصيات التي تؤديها بصدق وبراعة مما يشعر المشاهد عند رؤيتها كأنها شخصية حقيقية من لحم ودم، ولذلك فهي تحرص دائما على عدم تكرار شخصياتها أكثر من مرة، وعندما تنجح في شخصية ما فهى لا تكررها مرة أخرى، وتبحث عن المغامرة في مناطق ثانية أخرى.

ويضيف أندرو: إيرادات الفيلم تتحدث عن نجاح منى زكي وفيلمها الجديد ومدي تميزه، خاصة وأنه حقق هذه الإيرادات في توقيت صعب، حيث تم طرحه بعد انتهاء موسم أجازة نصف العام ولم يأخذ فرصته، ولكن يحسب للشركة المنتجة أنه لأول مرة يأخذ فيلم حقه في الدعاية، خاصة مع طرح البوستر والتريللر الدعائي للفيلم قبلها بوقت كاف، وهو مالم يحدث في أفلام منى السابقة.

ويستطرد: كما أن العمل استغرق وقت كاف في التحضير، منذ بداية الفكرة في 2013 وحتى تنفيذه الذي استغرق 3 سنوات منذ 2021، ومشاركة محمد فراج ومحمد ممدوح كان له عامل كبير في نجاح العمل، فهما بمثابة إضافة كبيرة، خاصة بعد النجاح الذي حققاه مع منى في مسلسل “لعبة نيوتن”، ويظهر الكيميا والتوافق بينهما على الشاشة، ولا ننسى السيناريو بقيادة محمد رجاء الذي استطاع أن يبرز صراع النفس البشرية ورحلة التطهر بين الصح والخطأ، وضعفها في مواجهة مغريات الحياة، ونجحت منى بتعابير حقيقية غير متكلفة في توصيل تلك الفكرة إلى الجمهور، وأخيرا المخرج هاني خليفة الذي يعود إلى السينما بعد غياب 9 سنوات، فهو أيضا يهتم باختيار أعماله بعناية، وأظهر براعته في اختيار أماكن التصوير والكادرات والنقلات بين المشاهد والتركيز الموفق على ملامح الأبطال خاصة منى، لنقل الأحاسيس الداخلية الصادقة للجمهور الذي بدوره تعايش مع الفيلم وجذبه من البداية للنهاية، ومن وجهة نظري هى عوامل متكاملة ساهمت أن يكون الفيلم “في حتة تانية” وأنتظر المزيد من التألق والموضوعات الهادفة والمتميزة من منى زكي في الفترة المقبلة.

 

اقرأ  أيضا : منى زكى : أنا فى أجازة l حوار

;