أهل الخبرة والفرصة غير المنقوصة

النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

تحدثنا فى المقال السابق عن ضرورة تفضيل أهل الخبرة على أهل الثقة، وقلنا إن الدول تتمتع بالرفاهية عندما يكون أهل الخبرة هم الذين يتصدرون المشهد.

وأشرنا فيه عن كرة القدم، وخيرًا فعل وزير الشباب والرياضة باختياره الكابتن حسام حسن مديراً فنياً للمنتخب القومي.

وأنا أؤكد، من الآن، أن حسام حسن من أهل الخبرة، بالإضافة إلى أنه من أهل الثقة، ويعجبنى فيه وتوأمه أبراهيم حسن روح العزيمة والبطولة.

كما أؤكد من الآن، أن منتخبنا القومى فى وجود حسام حسن، ووجود محمد صلاح وإبراهيم حسن والنجوم المحليين والدوليين، سوف يحقق إنجازات تاريخية جديدة

وفى هذا المقام، أوجه رسالة إلى حسام حسن: لقد انتظرت الفرصة كثيراً، وها هى الفرصة أتتك. لقد آن الأوان أن تستخدمها لمصلحة الوطن أولاً، وأن تهدأ وتعمل فى هدوء.

هنا أيضاً أوجه رسالتى إلى الجميع من الرياضيين أن يصبروا على الجهاز الفنى ويعطوه الفرصه كاملة قبل الحكم عليه.
وأثمّن غاليا البادرة الطيبة التى قام بها الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، لاختياره حسام حسن وشقيقه إبراهيم حسن لتولى المسئولية فى هذا الوقت العصيب.

وهنا أدعو جميع الوزارات والمؤسسات إلى اختيار أهل الخبرة، لأنهم سيبنون بسواعدهم الجمهورية الجديدة. فالاعتماد على أهل الثقة فقط، من باب «اللى نعرفه»، أو بمنطق «العزوة» هو الذى أسقط دولًا كانت راسخة وذات تاريخ، ولكنا نعلم علم اليقين ان ذلك ليس الطريقة السليمة لإدارة دولة بحجم مصر.
ومثلما أتينا بحسام حسن مديراً فنياً للمنتخب الوطني، يجب أن نأتى بمثله خبرة فى الصناعة والاقتصاد والزراعة والأستثمار والصحة والتعليم والثقافة. 
لأنه من المؤكد أن أصحاب الخبرات يمتلكون الحنكة فى مجالهم ما يجعلهم يستطيعون إدارة الأمور ولكن ينقصهم الفرصة كاملة ليكملوا تجربتهم دون استعجال مثلما حدث مع الكابتن حسام البدري.

ومن باب الخبرة أيضا، ما فعله السيد الرئيس، حينما قرر فى بادرة حكيمة رفع الحد الأدنى للأجور إلى أعلى مستوياته، بنسبة 50%، ناهيك عن توسيع مظلة برامج الحماية الاجتماعية. 

ولا شك أن الرئيس السيسى من أهل الخبرة والحنكة، لأنه استطاع أن يدير مصر بكفاءة عالية خلال الفترة الماضية، فاستطعنا - بفضل اللله- النجاة من الحروب والصراعات بعد أن أدار الرئيس المعركة على كافة الجهات الاستراتيجية الملتهبة، إقليمياً وداخلياً، واقتصادياً.

والمتأمل فى السيرة النبوية العطرة، يجد أن النبى صلى الله عليه وسلم، الذى أوتى الحكمة، اهتم بمعيار الكفاءة فى تولى المناصب أو المهام. فقد استعان بعبد الله بن أريقط، وهو  غير مسلم وقتها، ليكون دليله فى متاهات الصحراء عند الهجرة من مكة إلى المدينة لأنه من أهل الخبرة

ولنا، أخيرًا، فى دعوتنا للاستعانة بأهل الخبرة فى الوظائف العامة، بدلًا من أهل الثقة، أسوة حسنة فى الآية الكريمة (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمينِ.

لقد ذكر الله، سبحانه وتعالى،القوة قبل الأمانة. والقوة هنا معناها الخبرة، وليس القوة الجسمانية. ثم تليها، فى الأفضلية، الأمانة. فهل بعد هذا من حديث يُفترى، فى قضية أهل الثقة وأهل الخبرة؟