معرض الكتاب .. تجربة ثرية

إيمان ممتاز
إيمان ممتاز

 وسط أجواء أدبية وثقافية زاخرة يطل علينا معرض القاهرة الدولى للكتاب مرة سنويًا وها نحن فى ٢٠٢٤ نشهد الدورة الخامسة والخمسون لهذا الحدث العظيم الذى هو بمثابة عرس ثقافى كبير. 

ويشكل المعرض تجربة ثرية للزوار من كل الفئات والأعمار، ومهرجانًا أدبيًا يجمع مزيجًا رائعًا من دور النشر المختلفة المحلية والعربية والعالمية بمجموعة خيارات متنوعة تناسب كل الأذواق وتضم خلاصة فكر الأدباء والمفكرين والمبدعين لتصحبك فى رحلة ممتعة فى صفحات الكتب ومعارفها ووجهة ثرية لكل قارئ شغوف للقراءة، مما يوفر تنوعًا لا مثيل له فى الأعمال الأدبية والثقافية المعروضة. هذا التنوع يعكس الروح الثقافية الغنية للمعرض ويتيح للزوار فرصة التعرف على ثقافات وأدبيات متنوعة.

كما يتضمن المعرض مجموعة واسعة من الفعاليات كالندوات، وورش العمل، والمحاضرات التى تشارك فيها شخصيات بارزة من عالم الأدب والثقافة. هذه الفعاليات توفر للزوار تجربة غنية وفرصة للتفاعل المباشر مع المؤلفين والنقاد.

كما يوفر المعرض أجواء مُحفزة للعائلة لاصطحاب أطفالهم عبر تخصيص جناح متكامل خاص بالطفل، يتضمن الكثير من الكتب المخصصة للأطفال بمختلف أعمارهم وأيضا ألعابًا وأنشطة تفاعلية تعليمية وتدريبية تُعزّز القدرات الإبداعية لدى الأطفال، وترسخ أيضا حب القراءة لديهم بطرقٍ مبتكرة تناسب التقدم التكنولوجى للجيل الحالي.

اللافت للنظر هذا العام فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هو حجم مشاركة الشباب فى معرض الكتاب وحرصهم على التواجد واقتناء الكثير من الكتب المتنوعة.

ودائمًا ما يكون معرض القاهرة الدولى للكتاب نقطة مضيئة وبارقة أمل لتشكيل جيلٍ جديد أكثر وعيًا وأكثر تقدمًا.

من الجدير بالذكر أن معرض القاهرة الدولى للكتاب بدأ فى عام ١٩٦٩، آنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوى بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب.

ويعدّ معرض القاهرة الدولى للكتاب من أكبر معارض الكتب فى الشرق الأوسط، وقد اعتبرته وكالة الصحافة الفرنسية عام 2006، «ثانى أكبر معرض من نوعه فى العالم، بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب».

وقد أقيمت الدورة 55 فى الفترة من 24 يناير إلى 6 فبراير عام 2024م وكان شعارها «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة» وشارك فى هذه الدورة 1200 دار نشر من 70 دولة عربية وأجنبية. موزّعة على خمس قاعات منها قاعة كاملة للأطفال ، وتشغل مساحة 80 ألف متر، والنرويج ضيفة شرف على المعرض هذا العام  رافعة شعار «هذا هو الحلم»، تعبيرًا عن الرغبة فى أن تشهد تلك الدورة من اتفاقات تعزز الجهود فى ترجمة الأدب النرويجى «مباشرة» إلى اللغة العربية، والتعرف أكثر على الثقافة العربية.