القيادة السياسية وتمكين الشباب

داليا التونسى
داليا التونسى

 الشباب هم أساس قوة الدولة ومعيار قدرتها المادية والاقتصادية والعسكرية، وكذلك قوتها الناعمة، فالشباب هم أصحاب النصيب الأكبر من المستقبل ويسهمون بشكل حاسم فى تشكيل حاضره، من خلال رغبات الشباب وطموحاتهم وأحلامهم حول مستقبلهم ومستقبل دولتهم، فالشباب هم عوامل حاسمة للتغيير حيث يقودون التطور فى جميع أنحاء العالم، وكما أقر تقرير استراتيجية الأمم المتحدة 2030 للشباب: أننا لا نستطيع تحقيق أهداف التنمية المستدامة دون مشاركة فعالة من الشباب. 

هناك دور قوى جدًا للشباب فيما يتعلق بقضايا دولهم مثل القضاء على الفقر والحد من عدم المساواة بين الجنسين، والتصدى للنزاع المسلح والقضاء على الفساد والعنف ومجابهة الكراهية ودعم حقوق الإنسان ومواصلة تصدر الشباب لممارسة الضغط اللازم لمواجهة الحالة الطارئة للتغير المناخي، وهى مطالب طالبهم بها أمين عام الأمم المتحدة فى كلمته التى وجهها لشباب العالم فى منتدى شرم الشيخ، كما دعا لحوار عالمى بمناسبة احتفال الأمم المتحدة بعيدها الخامس والعشرين ، على اعتبار حاجة الأمم المتحدة لأفكار الشباب لبناء عالم أفضل للجميع.

حيث تقوم مصر بتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادى واجتماعى يتحمله المواطن والدولة بما فرضه من أعباء، استوجبت تبنى مصر بالتوازى برنامجًا آخر للحماية الاجتماعية، مما قلل من تداعيات البرنامج الاقتصادى على المواطن، مثل هيكلة الأجور وبرنامج تكافل وكرامة والإسكان الاجتماعى وإسكان الشباب وحل مشكلة العشوائيات ودعم السلع والتأمين الصحي. وتنفيذ مشروعات كبرى ساعدت بشكل كبير فى خفض معدلات البطالة وتوفير فرص عمل، فضلا عن التوسع فى سياسة القروض للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

الأمر الذى أدى إلى تحقيق موازنة الدولة لأول مرة فى تاريخ مصر فائضا أوليا وهو ما ظهر فى رؤية مصر 2030 التى تم وضعها بشكل تشاركى لجميع فئات المجتمع مع الحرص على المشاركة الشبابية، لتشكيل الإطار العام المنظم لبرامج العمل وخطط التنمية المرحلية خلال السنوات المقبلة على أساس أن أى تهاون فى الاهتمام بالشباب من شأنه إحداث أثر سلبى ليس فقط على تحقيق أهداف رؤية 2030 بل من شأنه التأثير أيضًا على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، كما أن الاستثمار فى رأس المال البشرى يعد ركنا أصيلا فى «رؤية مصر 2030» حيث يقع تمكين الشباب فى صدارة أولويات الحكومة، وذلك فى إطار اهتمام القيادة السياسية بالشباب لضمان مشاركتهم فى صنع السياسات منذ وقت مبكر.

يبرز دور المبادرات الشبابية من خلال المجتمع المدنى والمراكز البحثية فى مجالات التنمية المستدامة واستشراف المستقبل التى تهدف إلى ربط الجهود الذاتية بمؤسسات الدولة، والتدريب ونشر الوعى بأهداف التنمية المستدامة، وسرعة الانتشار وتوعية كل الفئات برؤية مصر 2030 من أجل الالتفاف حول هذه الرؤية كهدف قومي، خاصة أن أحد أهداف الاستراتيجية فتح أبوابها للشباب كبداية حقيقية للمشاركة وتبادل الأفكار من أجل حياة بلا إرهاب.