«ثورة الجرارات» .. غضب الفلاحين يجتاح أوروبا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت عدد من الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة احتجاجات واسعة من قبل المزارعين بسبب الضغوط الاقتصادية التي يتعرضون لها، وقد بدأت هذه الاحتجاجات في هولندا وفرنسا ثم انتشرت إلى دول أخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وبولندا.

اقرأ أيضًا: قطع الطرق وحوادث مرورية.. احتجاجات الفلاحين تضرب إسبانيا

وينتقد المحتجون بشدة السياسات الزراعية الجديدة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي والمعروفة باسم "السياسة الزراعية المشتركة" أو CAP. ، التي تتضمن هذه السياسات عدة إجراءات تهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة من القطاع الزراعي مثل خفض عدد الماشية وتقليل استخدام المبيدات.

كما تفتح هذه السياسات المجال أمام استيراد المزيد من اللحوم من دول أخرى مثل الأرجنتين والبرازيل التي لا تخضع لنفس المعايير، ويخشى المزارعون من تداعيات ذلك على منتجاتهم ودخلهم.

ارتفاع أسعار الوقود وانخفاض الدخول



يواجه المزارعون أيضاً تحديات من ارتفاع أسعار الوقود والأعلاف وتكاليف الإنتاج الأخرى، وقد أدى ذلك مع انخفاض أسعار بيع منتجاتهم إلى تدني دخولهم بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة مما دفع الكثيرين منهم إلى حافة الفقر.

كما ساهم انفتاح الأسواق أمام الواردات الزراعية من بعض الدول مثل أوكرانيا، التي اشارت الكتلة الاوروبية الى انه لن يتم فرض رسوم جمركية عليها، في زيادة حدة المنافسة التي يواجهها المزارعون المحليون.

أشكال الاحتجاجات

لفت المزارعون الأوروبيون الأنظار إلى مطالبهم من خلال التظاهر في الشوارع وقطع الطرق ومحاصرة العواصم وإغلاق الحدود مع بعض الدول بالجرارات الزاراعية، كما لجأ بعضهم إلى إلقاء القمامة الزراعية وروث الماشية أمام مقرات الحكومة والمؤسسات الرسمية احتجاجاً على تجاهل مطالبهم.

وقد بلغت الاحتجاجات ذروتها مؤخراً في فرنسا حيث خاذر آلاف المزارعين العاصمة باريس بجراراتهم اعتباراً من اليوم الاثنين، احتجاجًا على ما اعتبرته بيانات غير كافية من رئيس الوزراء جابرييل أتال.

فيما يحتج المزارعون الألمان على خطة المستشار أولاف شولتس لزيادة الضرائب على الديزل الزراعي، وقد قاموا مؤخرًا بغلق الطرق في أنحاء البلاد بجراراتهم احتجاجًا على هذه السياسة.

أما في بولندا، فقد أغلق المزارعون نقاط العبور مع أوكرانيا احتجاجًا على المنافسة غير العادلة، ولم يفتحوها إلا بعد التوصل لاتفاق مع الحكومة يقضي بتقديم مساعدات لهم، فيما اقدم المتظاهرون البلجيكيون مؤخرًا على قطع إحدى الطرق السريعة وإلقاء الحبوب أمام مقر حزب وزير الزراعة في بروكسل احتجاجًا على السياسات الزراعية.

تبعات ومخاطر الاحتجاجات



رغم حق المزارعين في التعبير عن مطالبهم إلا أن أساليب الاحتجاج المتبعة غالباً ما تتسبب في إزعاج المواطنين وتعطيل حركة المرور، وقد أثارت هذه الاحتجاجات مخاوف من نقص بعض السلع الغذائية في الأسواق الأوروبية خاصة الخضروات والفواكه ومنتجات الألبان.

كما برزت مخاوف من احتمال حدوث مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين قد تؤدي إلى إصابات أو خسائر في الممتلكات إذا ما خرجت عن السيطرة. ولذلك حثت بعض الأطراف على ضبط النفس وتجنب التصعيد غير المبرر.