تصاعد دور فرنسا بالصراع الأوكراني.. وروسيا تحذر من تأزم الأوضاع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تشتد وتيرة الخلافات بين روسيا وفرنسا حول الحرب في أوكرانيا، حيث تنتقد موسكو بشدة دعم باريس المستمر لكييف، إذ تم توجيه انتقادات لاذعة لفرنسا خلال تصريحات جديدة للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، متهمة إياها بتبرير أعمال الإرهاب التي تقوم بها أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: «ستكون نهاية كل شيء».. مدفيديف يحذر الناتو من الحرب مع روسيا

كما حذرت زاخاروفا من أن سياسة باريس تعرض حياة مواطنيها للخطر، في ظل تزايد أعداد المرتزقة الفرنسيين في أوكرانيا، مؤكدة على أن سياسة فرنسا في دعم أوكرانيا ومحاولة تبرير تصرفات كييف "تؤدي إلى نتائج عكسية وخطيرة"، في الوقت الذي زعمت فيه باريس الأسبوع الماضي أن ثلاثة عمال إغاثة فرنسيين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في غارة روسية على الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحادث بأنه "عمل جبان"، في حين وصفه وزير خارجية البلاد ستيفان سيجورن بأنه مثال على "الهمجية الروسية".

وقالت زاخاروفا إن هذه التصريحات التي "اقتربت من تجاوز الحدود" لم تمر مرور الكرام في موسكو.

وشددت على أن السلطات الروسية لم تكن على علم بتفاصيل الحادث الذي ذكرته باريس، لكنها أصرت على أن "موت الناس هو دائما مأساة".

وتابعت "رغم غضبهم من مقتل مواطنيهم، يفضل القادة الفرنسيون بسخرية غض الطرف عن حقيقة أن الأسلحة التي يقدمونها يستخدمها نظام كييف عمدا لقتل المدنيين في المدن الروسية".

وأشارت زاخاروفا إلى إن باريس حاولت تبرير أعمال الإرهاب، في إشارة إلى بيان وزارة الخارجية الفرنسية، التي زعمت في يناير الماضي أن أوكرانيا "كانت تتصرف دفاعا عن النفس" عندما نفذت ضربة على مدينة بيلغورود الروسية، حيث قُتل 25 مدنياً وأصيب أكثر من مائة آخرين.

وأضافت أن الوفيات الأخيرة لمواطنين فرنسيين قد تجعل عامة الناس "يتساءلون بشكل أكبر عن أهمية الخط الخطير الذي يؤدي إلى نتائج عكسية لقيادتهم فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا".

وقالت زاخاروفا إن تورط فرنسا المتزايد في الصراع "لا يؤدي فقط إلى إطالة أمده ومزيد من التصعيد، بل يعرض أيضًا حياة المواطنين الفرنسيين للخطر"، لافتة إلى أن الكثيرين "مشبعون بالدعاية المناهضة لروسيا وبموافقة صامتة من السلطات على السفر إلى منطقة القتال كمرتزقة أو متطوعين ".

وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قتلت أكثر من 60 مقاتلاً أجنبياً في ضربة دقيقة على مدينة خاركوف الأوكرانية، قائلة إن معظمهم يتحدثون الفرنسية.

ونفت وزارة الخارجية الفرنسية في البداية وجود مرتزقة في البلاد "في أوكرانيا ولا في أي مكان آخر"، ومع ذلك، اعترف وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو في وقت لاحق بأن عددًا من المواطنين الفرنسيين، الذين لم يكونوا على صلة بالقوات المسلحة للبلاد، قد جندوا للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية.