فى المليان

مـصـر قـادرة عـلى مواجـهـة التحديات الخارجية والداخلية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

حاتم زكريا

فى الوقت الذى تواصل فيه مصر جهودها لوقف إطلاق النار بقطاع غزة عن طريق التواصل مع القوى العالمية الكبرى، تواصل إسرائيل اعتداءاتها الوحشية على الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية، وتم اعتقال ما يقرب من سبعة آلاف فلسطينى خلال عملية مداهمات بالضفة من بينهم عدد من الأسرى المحررين. كما تقترب حصيلة الشهداء بغزة من الـ 30 ألف شهيد فى ظل محاصرة مستشفيات القطاع والأهالى.. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فهناك مائة ألف فلسطينى بين مصاب أو مفقود أو قتيل..


وقد بدأ أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى جولته الخامسة فى الشرق الأوسط يوم الأحد الماضى 4 فبراير فى محاولة للضغط على نتنياهو للموافقة على الصفقة التى تم التوصل إليها فى باريس بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل.. وفى إطار هذه الجولة وصل بلينكن إلى القاهرة أول أمس الثلاثاء والتقى الرئيس السيسى لمزيد من المشاورات مع القيادة المصرية حول كيفية التغلب على العقبات التى يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلى وعدد من أقطاب حكومته الإئتلافية، خاصة بعد أن أرسلت حماس إلى مصر وقطر تفاصيل موقفها النهائى على مذكرة التفاهم والذى لم تعلنه، وإن كان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى زيد النخالة أكد أن حماس تطالب بوقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال وضمان إعادة الإعمار وحلاً سياسياً واضحاً يضمن حقوق الشعب الفلسطينى.. وفى هذا الصدد تذكروا اسم مروان البرغوثى.
ورغم موقف نتنياهو المتشدد ضد وقف إطلاق النار بالصورة التى ترضى حماس، فإن المظاهرات المؤيدة لفلسطين مازالت تجوب شوارع مدن عدد من الدول الأوروبية مثل السويد والنرويج وإيطاليا. كما كرر ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانى فى لبنان ما سبق وأكده للرئيس عبد الفتاح السيسى بأن بلاده يمكن أن تعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار فى غزة دون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.. 
وفى نفس الوقت هاجمت منظمة العفو الدولية السلوك الإسرائيلى فى غزة وبأنها تمارس القوة المميتة غير المشروعة بغير ضرورة وتحرم المصابين من العلاج !! 
ورغم مطالبات عدد من الدول بمعاقبة المستوطنين فى الضفة الغربية ومن بينهم الرئيس الأمريكى جو بايدن فإن سموتريش وزير المالية الإسرائيلى أعلن تحديه ووفقاً لوسائل إعلام عبرية قال: تعتزم إسرائيل بناء سبعة آلاف وحدة سكنية فى الضفة الغربية، وقالت صحيفة يديعوت أحرونت أنه مع توقف عملية البناء لمدة 7 أشهر كاملة فإن وزير المالية يعتزم التقدم بخطة لبناء نحو سبعة آلاف وحدة سكنية فى الضفة لموافقة الحكومة عليها..
وخلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم الأحد الماضى 4 فبراير وزير أوروبا والشئون الخارجية الفرنسى ستيفان سيجورنى فى حضور سامح شكرى وزير الخارجية المصرى أكدت مصر وفرنسا رفضهما أى إجراءات أو سياسات تهدف لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وإتفاقهما على ضرورة منع دائرة الصراع من التوسع وتفعيل حل الدولتين كأساس للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية واستعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط. وتناول اللقاء أيضا تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين خاصة فى ضوء تعدد مجالات التعاون الاقتصادى والقائمة حالياً فى قطاعات النقل والتصنيع والتجارة وغيرها.. 
واتساقاً مع الموقف المصرى والقيادة السياسية وفى اتصال هاتفى يوم السبت 3 فبراير أكد سامح شكرى ونظيره النرويجى إسبن بارث إيدى على أهمية حشد الموارد والدعم الدولى لتكثيف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة فى أسرع وقت وإزالة العوائق التى تحول دون تدفقها إلى القطاع.. 


ووسط اهتمام الدولة المصرية بكافة الأحوال العربية وخاصة الحالة الليبية استقبل الرئيس السيسى رئيس مجلس الرئاسة الليبى محمد المنفى يوم الخميس الماضى أول فبراير، وأكد الرئيس دعم مصر لكل الجهود الرامية لحماية وحدة الأراضى الليبية ودعم مؤسسات الدولة لتمكينها من القيام بدورها واستكمال مسار الانتخابات. ومع التحديات الكبرى التى تواجهها مصر على المستوى السياسى العربى فإنها تواجه تحدياً وجودياً على المستوى الاقتصادى الداخلى لمواجهة محاولات التلاعب بأسعار السلع وحجبها عن الجمهور واتخذت الدولة عدة مسارات فى هذا السياق بقيام وزارة الداخلية بحملات مكثفة لضبط الأسواق مع الحملات الرقابية لحماية المستهلك وفى نفس الوقت إقامة عدد من المشروعات المستقبلية لتحديث وتطوير محطات توليد كهرباء السد العالى بتكلفة تصل إلى نحو 2٫3 مليار جنيه.. وإقامة مشروع تصنيع زراعى وإنتاج حيوانى فى الصالحية على 100 فدان بمدينة الصالحية الجديدة بحجم استثمارات أولى تبلغ قيمته 500 مليون جنيه.. 
ونتيجة لإجراءات متعددة هبط سعر صرف الدولار فى السوق الموازية مع رفع أسعار الفائدة النسبى وفق القرار الأخير للبنك المركزى المصرى وإجراءات الرقابة العامة على الأسواق، وهذا سينعكس على تراجع أسعار السلع الإستراتيجية تدريجياً.