بالتعاون مع البعثة اليابانية

أصل الحكاية | تقرير مفصل عن حقائق مشروع ترميم «هرم منكاورع»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تعتبر أهرامات الجيزة من أشهر المعالم الأثرية في العالم، وإنها أقدم عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، والوحيدة التي بقيت سليمة إلى حد كبير. 

كشف أشرف محيي الدين، مدير منطقة آثار الأهرامات، تفاصيل المشروع الجديد لإعادة تبليط الهرم الثالث "منكاورع"، كاشفا عن وجود دراسة محكمة بشأن المشروع وكساء الهرم.

وأضاف أشرف محيي الدين، أن هناك فريقا مصريا مكونا من 15 أثريا بالإضافة إلى 6 خبراء من اليابان للمشروع، مبينا أن الفريق يتكون من معماريين ومهندسين من أجل إتمام المشروع الكبير للهرم.

ولفت محيي الدين، أن المشروع مرحلته الأولية تستغرق عاما، مشيرا إلى أنه يتم العمل في المشروع بناء على الدراسات من أجل الحفاظ على الآثار المصرية التاريخية، قائلا: "نحن حماة الإرث والتاريخ".

ونوه محيي الدين، بأن الإشراف على المشروع سيكون مصريا، موضحا أن هناك اهتماما كبيرا بالحفاظ على الآثار.

اما عن «مركز المعلومات» بمجلس الوزراء يكشف حقائق مشروع ترميم «هرم منكاورع»

نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا من الفيديوهات على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، حول زيارة أجراها إلى منطقة الأهرامات، للكشف عن تفاصيل الأعمال الجارية لترميم هرم «منكاورع».

وتضمنت الفيديوهات لقاءً مع الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في حضور الدكتور كاشيواجي هيرويوكي، كبير المهندسين بالبعثة المصرية اليابانية العاملة في منطقة هرم "منكاورع"، حيث شرح الدكتور مصطفى وزيري تفاصيل مشروع ترميم هرم "منكاورع"، وأوضح أن الملك منكاورع قام بكساء واجهة الهرم بأحجار من الجرانيت، وأن المشروع هدفه إعادة تلك الأحجار إلى أماكنها بعد أن تساقطت حول الهرم مع مرور الزمن، ومضيفًا أن المشروع الآن في طور الدراسة لمدة عام، وبعدها ستطرح النتائج على لجنة علمية دولية متخصصة لاتخاذ القرار النهائي وبالتعاون مع اليونسكو.

وأكد "وزيري"، أن الحفائر الأثرية حول هرم منكاورع لم تكتمل منذ عام 1837 وحتى الآن بسبب أحجار الجرانيت المتساقطة حوله، مضيفًا أن إعادة تلك الأحجار إلى أماكنها ربما يكشف عن المراكب الجنائزية للملك منكاورع أسفلها، مضيفًا أن نتائج تلك الدراسة ستعرض على لجنة علمية دولية متخصصة لتحديد الموقف النهائي قبل البدء في تنفيذ المشروع، وذلك بالتعاون مع منظمة "اليونسكو".

هرم منكاورع.. الحكومة اليابانية ستتكفل بالتمويل

ومن جانبه، أعرب "هيرويوكي"، عن سعادته  بالعمل في المشروع لأهميته العلمية، مشيرًا إلى أن الحكومة اليابانية ستتكفل بالتمويل، ولافتًا إلى أن الصخرة المقام عليها هرم "منكاورع" لم يتم الكشف عنها حتى الآن عكس ما حدث بالنسبة لهرمي خوفو وخفرع، وأن إعادة الأحجار الأصلية إلى أماكنها سيكشف عن أبعاد قاعدة الهرم، وهو الكشف الذي سيفيد أعمال الحفائر من الناحية الفنية والعلمية.

هرم منكاورع.. حلم لجميع الأثريين في مصر

وفي السياق نفسه، وصف د. محمد الصعيدي، المدير الأثري لمشروع تطوير الحفائر الخاصة بالهرم الثالث، مشروع ترميم هرم "منكاورع" بأنه بمثابة حلم لجميع الأثريين في مصر، نظرًا لأن المنطقة لم تمتد إليها أيادي العمل للحفر والتنقيب الأثري بسبب كتل الجرانيت المتساقطة من الهرم والمتناثرة حوله بشكل عشوائي، مضيفًا أن المشروع يستهدف دراسة تلك الأحجار من حيث طبيعتها ومعرفة مدى إمكانية إعادتها مرة أخرى إلى الهرم، بما يتيح استكشاف الآثار الموجودة بالمنطقة.

هرم منكاورع.. أحدث جهاز للتصوير الرقمي

حول الوسائل العلمية المتبعة لترميم الهرم، أكد د. نور بدر، رئيس الفريق العلمي الخاص بتوثيق أحجار الهرم الثالث بالليزر "3D"، أن الأعمال تتم باستخدام أحدث جهاز للتصوير الرقمي بالتعاون مع الجانب الياباني في البعثة المشتركة، مشيرًا إلى أن ذلك الجهاز يقوم بتصميم نموذج رقمي للهرم وللأحجار المتساقطة حوله لمعرفة مدى إمكانية إعادتها إلى إماكنها بعد توثيق ومسح وتسجيل كل قطعة ومعرفة تاريخها الأثري، مضيفًا أنه لا صحة لما تردد عن أن المشروع يستهدف كساء واجهة الهرم، بل يهدف إلى إعادة أحجار الجرانيت المتساقطة من الهرم والمتناثرة حوله إلى أماكنها الطبيعية، مضيفًا أن الملك منكاورع كان قد قام بتركيب كتل من الجرانيت لتغطي جزء من واجهة الهرم، لكن مع مرور الزمن تساقطت تلك الكتل ولم يتبق منها إلا ٦ صفوف فقط بقاعدة الهرم من الناحية الشمالية، لذلك يستهدف المشروع إعادة تلك الأحجار إلى أماكنها فقط ودون استخدام أي مواد خارجية بما يحافظ على أثرية المكان، وهي الخطوات المعتادة في أي أعمال تجرى لترميم الآثار بشكل عام.

هرم منكاورع.. خطوات تنفيذ المشروع تتم بشكل علمي

كما أكد د. محمود شهاب، اخصائي الترميم بمشروع توثيق أحجار الهرم الثالث، أن خطوات تنفيذ المشروع تتم بشكل علمي بالتعاون مع الجانب الياباني، مشيرًا إلى حرص البعثة المصرية اليابانية على توثيق كل قطعة من كتل الأحجار الجرانيتية المتناثرة حول الهرم لدراستها وفحصها باستخدام جهاز الليزر وذلك قبل البدء في تنفيذ المشروع والذي أكد أنه لا يزال في مرحلة الدراسة، وأن التنفيذ الفعلي لن يبدأ قبل موافقة لجنة علمية دولية متخصصة حول نتائج الدراسة.

أما عن لجنة لمراجعة مشروع ترميم هرم «منكاورع» قبل التنفيذ

أصدر أحمد عيسى وزير السياحة والآثار قراراً بتشكيل لجنة علمية عليا برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق د. زاهي حواس، وعضوية عدد من كبار العلماء المتخصصين في الآثار لاسيما الأهرامات، والهندسة من المصريين والأجانب من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية التشيك وألمانيا، لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة واسيدا اليابانية، والمقدم لإجراء أعمال الترميم المعماري لهرم منكاورع بمنطقة آثار الهرم.

تقوم اللجنة بعد الانتهاء من مراجعة المشروع، بإعداد تقرير علمي مفصل عن نتائج أعمالها، وما انتهت إليه المراجعة العلمية التي قاموا بها، واتخاذ قرار بشأن المضى قدماً في المشروع من عدمه، على أن يتضمن التقرير كافة الإجـراءات والخطوات الواجب اتبـاعها للتنسيق المطلوب مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO) في هذا الشأن.

وفور انتهاء اللجنة من أعمالها وعرض التقرير على الوزير سيتم تنظيم مؤتمر صحفى عالمي للإعلان عن النتائج التي توصلت إليها اللجنة والقرار الذي اتخذ حيال البدء في المشروع من عدمه.

قصة البناء

خبير الآثار الدكتور منصور بوريك يحذر من الإقدام على تنفيذ المشروع بالكامل. يوضح منصور رؤيته بالعودة لقصة بناء الهرم نفسه وما طرأ عليه من تغيرات خلال القرون المختلفة، يقول إن الملك منكاورع خامس ملوك الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة حوالى ٢٥٣٢ ق.م شيد الهرم الثالث الأصغر فى هضبة الجيزة، ونظرًا للظروف الاقتصادية فى عصره لم يستطع بناء هرم مماثل لارتفاع هرمى أبيه وجده فكان ارتفاع هرمه حوالى ٦٦ متراً فقط، وأراد أن يقلد ما قام به والده من كساء للجزء السفلى من الهرم بأحجار الجرانيت الأحمر، وقد نجح فى تجليد الواجهة الشمالية من الهرم بارتفاع ١٧متراً بعدد ١٦ مدماكاً من الجرانيت، وقد أثبتت الدلائل والدراسات الأثرية أن الملك منكاورع توفى قبل أن يكمل بناء مجموعته الهرمية والتى من أهمها بالطبع بناء هرمه، وقد استكمل ابنه «شبسسكاف» بناء تلك المجموعة مستخدمًا مواد بناء بسيطة حيث أكمل المعبد الجنائزى بالخشب وشيد معبد الوادى لوالده مستخدمًا فى معظمه الطوب اللبن والغريب أنه لم يكمل نحت بعض من تماثيل أبيه «منكاورع» بل وضعها كما هى غير كاملة فى المعبد، وهذا يدل على أن شبس سكاف لم يكن يملك الإمكانيات الكافية لكى يكمل العمل فى هرم أبيه، والدليل على ذلك أيضًا أنه لم يستطع أن يشيد لنفسه هرمًا بل بنى مصطبة كبيرة داخل منطقة سقارة ليدفن داخلها؛ أى بعيدًا عن هضبة الجيزة.

ويستكمل بوريك قصة هرم منكاورع فيقول: نظرًا لأن الهرم لم يكتمل بناؤه أصلًا خلال عصر منكاورع فقد استخدم كمحجر خلال عصر رمسيس الثانى، إذ جرى قطع أحجار الجرانيت من الكتل التى جلبها منكاورع قبل وفاته من محاجر أسوان، وذلك لكساء هرمه وهذه الحجارة موجودة حول الهرم من الجهة الغربية وأيضًا الزاوية الشمالية الغربية، كما يوجد نقش كبير لرئيس عمال الملك رمسيس الثانى منقوش على الصخر أمام الهرم الثانى لخفرع مكتوب اسمه فيه ويدعى «ماى»، وهناك دليل آخر على أن رمسيس الثانى قد استخدم هذا الموقع كمحجر ففى عام ١٩٩٦م وأثناء  أعمال تنقيب فى الجهة الجنوبية من هرم منكاورع تم الكشف عن تمثال مزدوج للملك رمسيس الثانى مع الإله «رع خور اختى» منحوت من إحدى الكتل الجرانيتية للهرم الثالث ونظرًا لحدوث شرخ فى التمثال فقد تركه عمال رمسيس الثانى فى مكانه حتى تم اكتشافه فى نهاية الأمر.

كما أن هناك واقعة أخرى فخلال القرن الـ12 الميلادى حاول الملك العزيز عثمان بن يوسف نجل ووريث صلاح الدين الأيوبى هدم الهرم الثالث ولكنه فشل وأحدث به تلك الفجوة الكبيرة والموجودة حتى اليوم عند الواجهة الشمالية. وفى عام ١٨٣٧م قام هوارد فايس بالتنقيب داخل الهرم واكتشف تابوتاً رائعاً مصنوعاً من حجر البازلت والمزين بأشكال واجهات القصر الملكى، وقد أراد نقله إلى إنجلترا فى سفينة كان يطلق عليها «بياتركس» إلا أنها غرقت أمام سواحل إسبانيا عام ١٨٣٨م، وقد اكتشف أيضًا داخل الهرم تابوت خشبى عليه اسم منكاورع وداخله بقايا هيكل عظمى موجود حاليًا بالمتحف البريطانى وقد اعتقد وقتها أنه اكتشف بقايا مومياء منكاورع ولكن أثبتت عملية التأريخ بالكربون ١٤ المشع أن هذا التابوت الخشبى يرجع لعصر الأسرة ٢٦ حوالى ٦٠٠ قبل الميلاد. ثم بعدها عملت بعثة هارفارد الأمريكية بقيادة جورج ريزنر واستطاع الكشف عن معبد الوادى واكتشف داخله المجموعة الرائعة من تماثيل منكاورع ومنها تلك المعروضة فى المتحف المصرى ومنها كذلك تمثال ضخم من حجر الألبستر وأهمهم بالطبع تمثال منكاورع وزوجته «خع مرر نبتى الثانية» والمعروض حاليًا داخل متحف بوسطن فى أمريكا.

هرم غير مكتمل 

يدلل بوريك على وجهة نظره فيقول أيضا إن الدكتور عبدالعزيز صالح حين بدأ بعمليات التنقيب حول الطريق الصاعد للملك منكاورع اكتشف ورشة كبيرة لصناعة الألبستر بها كتل ضخمة مازالت كما كانت عندما نقلها المصرى القديم من محاجر «حتنوب» فى المنيا كى تستخدم فى نحت تماثيل وأوانٍ، بجانب قطع أخرى تخص الملك منكاورع. كما أن الدكتور عليّ حسن قد قام بالتنقيب أمام الهرم الثالث، وكشف عن بقايا المنحدرات التى استخدمت فى عملية رفع الكتل الحجرية وقت تشييد الهرم الثالث، والتى ما زالت موجودة أمام الواجهة الشمالية للهرم، إذ لم يتم إزالتها وهذا يؤكد أيضًا عن أن الهرم لم يكتمل بناؤه. وقد كشف الأثرى كمال وحيد فى عام ٢٠٠٨م عن تمثال غير مكتمل النحت للملك منكاورع شمال الهرم الثالث مصنوع من حجر الكوارتز ملقى بجوار سور المجموعة الهرمية، وهذا دليل آخر أن بناء الهرم لم يكتمل فى عصر منكاورع ولا شبس سكاف.

يؤكد منصور بوريك أن إعادة كساء الهرم بالكتل الجرانيتية الموجودة حوله من الجهة الغربية والشمالية هى فكرة تحتاج إلى دراسات كبيرة ومطولة، ويرى أنه من الصعب تحقيقها خاصة أن الكساء الخارجى للهرم والذى ما زالت أحجاره باقية حتى اليوم على واجهة هرم منكاورع لم يستكمل من قبل المصرى القديم أصلًا. يدلل على ذلك بأن كثيراً من أحجار الهرم قد تُرك أغلبها دون «صقل أو تسوية» مثل الأحجار الموجودة على مدخل الهرم. بالإضافة إلى أن أغلب أحجار الجرانيت الموجودة حول الهرم ما زالت كما جلبها المصرى القديم من محاجر أسوان؛ أى كتل كبيرة غير مستوية وغير مشذبة بزاوية ميل الهرم وهذا دليل آخر أنها لم تسقط من الكساء الخارجى للهرم بل أغلبها مثل الكتل التى كشف عنها الدكتور عبدالعزيز صالح فى ورشة الألبستر الموجودة بجوار الطريق الصاعد لمنكاورع؛ وهذا أيضًا يدل على أن الهرم لم تستكمل عملية تجليده من جميع الاتجاهات بواسطة الـ16 مدماكاً بل تمت العملية فى أجزاء معينة فقط.

يضيف: الأمر الثانى أن الحفائر التى تتم حاليًا والتى ظهرت فى الصور، هى نفسها الحفائر التى قمنا بها فى وقت سابق، ففى عام 1998 قمنا بالحفر داخل نفس الموقع للبحث عن مداميك الهرم، أى أننا هنا أمام إعادة حفر موقع تمت دراسته من قبل. كما أنه ينبغى الأخذ فى الاعتبار حالة أحجار جسم الهرم نفسه حاليًا وما مرّ عليها من عوامل تعرية مختلفة لأكثر من ٢٥٠٠ عام، قبل التفكير فى البدء فى هذا المشروع الذى أعتقد أنه سيكون مخاطرة كبيرة ويمكن أن تؤثر هذه التجربة على سلامة الهرم. كما أن إزالة الحجارة من مكانها غير صحيح بالمرة، لأنها أصبحت جزء أساسى من تاريخ هرم منكاورع.

بالإضافة إلى أننا لا نعلم أصلًا إذا ما كان منكاورع قد أكمل الـ16 مدماكاً أم لم يستكملها حول أضلع الهرم الأربعة، «ولكن لو أردت معرفة رأيى فأنا متأكد أنه لم يكمل تشييد الـ 16 مدماكاً حول أضلعه الأربعة، فأنا أرجح رأيين وهما أن منكاورع قد ترك الهرم على هذه الصورة ولم يكمله، أو أن عمال المحاجر فى فترة رمسيس الثانى قد تركوه على هذه الهيئة. 

أما بالنسبة للجانب الأيسر من الهرم والمحاط بالحجارة الملقاة على الأرض فهذا ما خلفه الملك العزيز عثمان بن يوسف نجل ووريث صلاح الدين الأيوبي، عندما حاول هدم الهرم. 

كما أننا لا يمكن أن نعيد استكمال أثر لا نملك أى صورة أو وصف له أو حتى توثيقًا له، والمشروع مخاطرة ومجازفة كبيرة جدًا على سلامة حجارة الهرم، وأنا أعتقد أن هذا المشروع لن يكتمل أبدًا».

فكرة قديمة

وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهى حواس يقول: قديما تم كساء حوالى ثلث الهرم بالجرانيت، والمشروع المقترح عبارة عن مسح أثرى للواجهة، ثم سيتم عمل مشروع آخر لدراسة الجرانيت المتساقط حول الهرم ولو وجدت إمكانية لتركيب أى من هذه القطع الجرانيتية على واجهة الهرم سينفذ الأمر، أما إذ وجدنا قطعاً جرانيتية غير ملائمة للتركيب فلن نقدم على تركيبها، ولكى ينجح المشروع ينبغى عمل مسح طبوغرافى لأسطح الهرم الأربعة، فعلى مرّ العصور سقط الجرانيت الذى تم كساء الهرم به؛ لذلك ينبغى عمل خريطة طبوغرافية للهرم ومسحه بشكل كامل لتحديد أماكن الـ16 «بلوك» المحيطة بالهرم. 

يكمل حواس: تاريخيًا لم يكتمل شكل الهرم أبدًا، كما أن الدراسات التاريخية لم تحدد التوقيت الذى سقطت فيه هذه الكتل الجرانيتية من واجهة الهرم، لكن علميًا فنحن نعلم أن البلوكات الـ 16 تمت خلال فترة منكاورع، والذى مات قبل أن يتمكن من تكسية الهرم بشكل كامل. وعلى مرّ العصور سقطت هذه التكسيات الموجودة على الهرم وهى موجودة اليوم أسفله.

رغم إيمان حواس بفكرة المشروع لكنه يرى أنه علميًا ووفقًا لاعتقاده الشخصى فإن المشروع من الصعب أن يكتمل أو أن يرى النور. يقول إنه كان قد فكر فى هذا المشروع من قبل لكنه وجد صعوبة بالغة فى تنفيذه نظرًا للتكلفة المالية العالية، ومؤخرا طلب من الدكتور مصطفى وزيرى عرض فكرة المشروع الحالى عليّه لبحث إمكانية تنفيذه من عدمه «لكن حتى الآن لم يتم عرضه علينا كمتخصصين للبحث والدراسة»!

لكنه يعود ليؤكد أنه إذا وجدت الآثار صعوبات فى عملية إعادة كساء الهرم فلن يستكمل المشروع، ولن يقدم أحد على هذه الخطوة، «فاللجنة التى سيتم تشكيلها لدراسة الموضوع سأكون عضوًا فيها ومعى البروفيسور مارك لينر، نظرًا لكوننا متخصصين فى عصر بناة الأهرامات؛ لذلك لن يقدم أحد على شىء إلا بالرجوع إلينا، ونحن من جانبنا ننتظر أن يعرض علينا المشروع بشكله النهائيى».