عطر السنين

ماذا بعد الأونروا ؟

ميرڤت شعيب
ميرڤت شعيب

ماذا بعد تزايد الضغوط التى تمارسها إسرائيل وامريكا على المفوضية السامية لشئون اللاجئين لتوقف عملها بأن تعلق امريكا تمويلها للوكالة وكذلك فعلت انجلترا وبلدان أوروبية اخرى حتى ان الوكالة اصبحت مهددة بالتوقف عن اداء دورها الانسانى فى الشهر الحالى بحجة ان بعض العاملين فى الوكالة بفلسطين شاركوا وسهلوا عملية طوفان الاقصى فى السابع من اكتوبر الماضى دون محاكمتهم.. ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة والتى تأسست من 75 عاما هى الجهة الدولية الوحيدة الباقية فى غزة التى تحاول ان تمد يد المساعدة للفلسطينيين للبقاء على قيد الحياة وتعمل فى ظروف بالغة الصعوبة تحت القصف المتواصل للأراضى وتدمير البنية التحتية للمنطقة وقصف المستشفيات والمنازل والمدارس، ونتج عن الغارات الوحشية سقوط حوالى 29 الف شهيد نصفهم من الاطفال والنساء  واكثر من 63 الف مصاب بعضهم تحول الى معاقين والباقى لا يجدون العلاج وفقد 17 الف طفل ذويهم وفقا لما أعلنته منظمة اليونيسيف وتهدف إسرائيل الى قتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وتستهدف الاطفال حتى لا يكبروا ويحملوا السلاح فى مقاومة الاحتلال، ولهذا تحاول إسرائيل وقف عمل الاونروا حتى تقطع المساعدات التى تقدمها الوكالة للنازحين الذين فروا تحت القصف والذين ان لم يموتوا من رصاص المحتل الهمجى ماتوا جوعا وعطشا وبردا تحت الامطار التى لا ترحم اجسادهم الهزيلة وقد تحولت غزة كلها الى مناطق لا تصلح للحياة الادمية .وفى آخر تقرير نشر عن مفوضية شئون اللاجئين بأنه فى نهاية 2022 نزح 108 ملايين شخص قسريا فى جميع انحاء العالم نتيجة الاضطهاد والصراعات والعنف وانتهاكات حقوق الانسان التى تخل بالنظام العالمى بشكل خطير وتزيد هذه الاحصائية بزيادة 19 مليون شخص عن العام السابق وهى اكبر زيادة على الاطلاق وبذلك يكون شخص واحد من بين كل 74 شخصا فى العالم قد اضطر للفرار القسرى ويحتاج هؤلاء اللاجئون الى الحماية الدولية خاصة فى سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.