فواصل

وجه إسرائيل الحقيقى

أسامة عجاج
أسامة عجاج

للمرة الثالثة خلال عام، أكتب عن نفس الشخص، الأولى كانت فى أول فبراير، والثانية كانت فى نهاية اغسطس، فهل يستحق؟ الاجابة قولا واحدا (نعم)، انه ايتمار بن غفير وزير الامن القومى فى إسرائيل، زعيم حزب القوة الصهيونية، فهو كما وصفته سابقا، مشروع لتفجير الوضع فى المنطقة، ويكفى ان تتوقف عند تصريحاته الأخيرة التى كشفت عن وجه إسرائيل القبيح، فلن اتوقف عند هجومه على الرئيس الأمريكى جون بايدن، واتهامه بالاهتمام بتوصيل المساعدات الانسانية للفلسطينيين فى غزة ، فقد رد عليه ، نتنياهو حليفه وشريكه فى الائتلاف الحكومى ، وأعطاه دروسا فى أصول وممارسة ( الدجل السياسي)، وقال له ، الحكمة هى المناورة بين( نعم)، عندما يكون ذلك ممكنا، وبين( لا) عندما يكون ذلك ضروريا)، ويهمنى فكرة بن غفير التى عبر عنها مرارا حول التهجير القسرى للفلسطينيين، والذى دعا -لعل محكمة العدل الدولية ترصد ذلك- الى عقد مؤتمر  دولى لمساعدة إسرائيل، فى العثور على دول مستعدة لاستقبال الفلسطينيين، مع منحهم حوافز مالية، وتحدث عن امتلاكه خطة متكاملة لذلك ، بن غفير هو ابن بيئته، تعبير صحيح عن وجه اسرائيل الحقيقي، بدون زيف أو ادعاءات، فالمنافسة الآن ليست بين التطرف والوسطية ، بعد تراجع التيارات المعتدلة، وحزب العمل وجماعات السلام الآن، والتى كانت نشطة فى تسعينيات القرن الماضي، ولكن الصراع أصبح بين اليمين، ويمثله الليكود بقيادة نتنياهو ، وأقصى اليمين ويمثله الأحزاب الوطنية اليهودية، ناهيك عن الأحزاب الدينية التى  ارتفعت شعبيتها بشكل مذهل خلال عامين فقط ، فجميعهم ضد قيام دولة فلسطينية ، ومع الاستيطان الكامل، وتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وحقيقة الأمر ان الخطر لا يتوقف عند التهجير القسري، بل يتعداه الى المساعدة فى توغل الاستيطان واجرام المستوطنين ويصل عددهم الى ٧٥٠ ألفا وتحولوا الى رديف للجيش الإسرائيلى ، وأصبحت اعتداءاتهم على الفلسطينيين ، محل ادانة حتى من امريكا ودول اوروبية، بعد تبنى بن غفير فكرة تسليح المستوطنين، وتشاركه فى ذلك وزيرة الاستيطان الإسرائيلية ايلت شكد حزب البيت اليهودي، التى اعتبرت قرارات واشنطن ضد المستوطنين،( وصمة عار ) فى حق إدارة بايدن، وهناك ايضا حزب الصهيونية الدينية، ويتزعمه سموترش وزير المالية ، الذى أصبح من مهامه الحكومية التضييق واستهداف فلسطينيى ١٩٤٨ ، بالضرائب والرسوم وهدم المنازل، كلهم فى إسرائيل فى سلة واحدة، الفرق فقط بين خبرات نتنياهو السياسية، وبن غفير الشعبوي، هذه هى إسرائيل ، بسياساتها  وقاداتها، واخشى ان تكون النتيجة تحويل الصراع من السياسى الى الديني.