فوفانا| من اتهامات بالخيانة إلى كسب قلوب الفيلة

سيكو فوفانا
سيكو فوفانا

 


مكَّنت الروح الانتصارية للاعب الوسط سيكو فوفانا، منتخب بلاده ساحل العاج من تحقيق المعجزات التي قادته إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية وجعلته يكسب قلوب شعب بأكمله.

وخلال النسخة السابقة للعرس القاري في الكاميرون في 2022، رفض فوفانا دعوة مدرب ساحل العاج مفضلاً البقاء مع ناديه آنذاك، لانس الفرنسي.


بدا وقتها حاجة ساحل العاج التي خرجت من ثمن النهائي على يد مصر، إلى قوة فونانا الذي واجه انتقادات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي من مشجعي منتخب "الفيلة" واعتبرت أنه يشعر بكونه فرنسي أكثر من كونه إيفواريا.

وقال الصحفي شويليو ديومانديه الذي يتابع المنتخب العاجي في مجلة "أبيدجان سبورتس": "لقد انتهى كل شيء، كل ذلك أصبح وراءنا. لقد سامحناه على أنه تخلى عن المنتخب في الماضي".

وأضاف "اليوم، لا يمكننا أن نقبل أن تلعب ساحل العاج بدون سيكو فوفانا".

وتابع "إنه قائد خط الوسط، القائد، كان وراء الهدفين في مرمى مالي (2-1 بعد التمديد في ربع النهائي) من خلال تسديداته وإلهامه".

وأردف، إن اللاعب المحترف في السعودية والبالغ 28 عامًا "دخل قلوب الإيفواريين، فهو لاعب يقاتل ويملك الطاقة الرغبة في الفوز"، مشيرا إلى أن التعليقات الغاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي التي هاجمت "الفرنسيين" وعلى رأسهم سيكو فوفانا، المولود في باريس، أصبحت طي النسيان.

"كنت أدعو الله للحصول على الكرة"

عندما تولى جان لوي غاسيه، المدرب الفرنسي الذي أقيل في منتصف البطولة بعد الهزيمة المذلة أمام غينيا الإستوائية (0-4) في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، قيادة الفيلة في 2022، تفاوض مع اللاعب لإقناعه بالعودة الى صفوف المنتخب.

كانت ضربة معلم على الرغم من دور أول مخيب. أكد جادجي سيلي قائد المنتخب العاجي المتوج باللقب القاري الأول عام 1992: "إنه عمليًا مصدر جميع أهداف (الفيلة) في كأس الأمم الإفريقية الحالية".

وسجّل فوفانا، المنتقل حديثًا من النصر السعودي إلى الاتفاق، الهدف الأول للمنتخب البرتقالي في البطولة أمام غينيا بيساو (2-0)، وكان مصدر هدفي التعادل القاتل في الوقت بدل الضائع، والفوز على "نسور" مالي بعد التمديد في ربع النهائي.

وقال اللاعب نفسه: "هناك موهبة تتحدث. سيمون (أدينجرا) يصنع الفارق في الهدف الأول (اثر تسديدة لفوفانا)، وبعد ذلك أنا من سدد وتابع (عمر دياكيتيه) الكرة جيدًا داخل المرمى في آخر محاولة (120+1)".

وعن هدف الفوز، قال "قبل ذلك بقليل كنت أدعو الله كي أحصل على الكرة والتسديد، لأنني أعلم أنه في لحظات كهذه، نميل إلى الذعر. تعاملت مع الكرة بشكل جيد، وعمر كان في وضع جيد وسجل".

"إنه قدوة"

قوة سيكو فوفانا الذي كان يهز ملعب بولارت في الدوري الفرنسي، لها علاقة كبيرة بما يحصل في ساحل العاج. أوضح جادجي سيلي "إنه يقاتل، ويضع دفعة هائلة من الطاقة في كل ما يفعله".

وتابع لاعب كرة القدم السابق الذي أصبح مغنيًا مشهورًا جدًا في ساحل العاج حيث يلقب بـ"الملك": "إنه يجلب الكثير للفيلة. إنه لاعب وسط رائع، يتمتع بخبرة كبيرة، إنه قدوة وأحد أفضل اللاعبين في هذا المنتخب".

وبخصوص علاقاته المتقطعة مع المنتخب الوطني حيث لم يشارك سوى في 17 مباراة (6 أهداف) منذ ظهوره الأول عام 2017، قال سيلي "كانت لديه أسبابه، وقد تمت تسويتها، الشيء المهم هو أنه موجود معنا الآن".

ونسي المشجعون كل شيء، وانتابتهم فرحة عارمة بعد النهاية المذهلة للفيلة مساء السبت في مدينة بواكيه ضد مالي.

وقال فوفانا الذي يستعد لمواجهة الكونغو الديموقراطية الأربعاء في نصف النهائي: "شعرنا بهم طوال اللقاء. نشعر بأننا دولة موحدة، حتى لو مررنا بأوقات عصيبة خاصة بعد مباراة غينيا الاستوائية حيث تلقينا الإهانات، كنا في قاع الحفرة. لكننا سعداء لأننا كتبنا التاريخ".