زيارات بلا طائل.. هل ستكون الخامسة مختلفة لبلينكن ؟

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

يجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة الى الشرق الأوسط هذا الأسبوع في محاولة جديدة لإنهاء الصراع المستمر منذ  122 يوم بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، إذ تأتي هذه الزيارة الخامسة لبلينكن منذ اندلاع القتال في أكتوبر الماضي، في وقت تتصاعد فيه أعمال العنف وتتفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية داخل القطاع.

أستهل بلينكن جولته الشرق أوسطية بزيارة الرياض اليوم الإثنين 5 فبراير، حيث التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير الخارجية فيصل بن فرحان، لبحث عدة ملفات إقليمية هامة متعلقة بالمملكة .

محطة تل أبيب
يتوجه بلينكن بعد ذلك إسرائيل، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين بعض التوتر على خلفية تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير. 

وقال بن غفير لصحيفة وول ستريت جورنال، الأحد، "بدلا من أن يقدم لنا دعمه الكامل، ينشغل بايدن في تقديم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة التي تذهب لحماس". 

وجاءت تلك التصريحات في أعقاب فرض واشنطن عقوبات على أربعة مستوطنين في ظل تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وكان أن رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على بن غفير قائلا "لست بحاجة إلى مساعدة لمعرفة كيفية إدارة علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مع الوقوف بثبات عند مصالحنا الوطنية". 
وسط هذه الانقسامات السياسية، تواصل التظاهرات في تل أبيب بسبب الغضب حيال مصير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مطالبة بإجراء انتخابات مبكرة ورحيل نتنياهو.

مصر وقطر 

ومن المقرر أن يواصل بلينكن جولته في مصر وقطر، حيث سيحاول إعطاء زخم للمفاوضات بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية قطرية للتوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى والرهائن. وقد تم وضع مسودة لاتفاق هدنة جديد ينص على وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع مقابل إطلاق حماس الرهائن المحتجزين لديها.
كما تأتي زيارة بلينكن للمنطقة في لحظة محفوفة بالمخاطر ووسط ضربات تشنها الولايات المتحدة على الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في سوريا والعراق واليمن ردا على ضربة بطائرة مسيرة وقعت الأسبوع الماضي في الأردن، أسفرت عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات.

أوضاع كرثية

تأتي زيارة بلينكن وسط تدهور مروع للأوضاع الإنسانية في غزة، إذ يعاني سكان القطاع من نقص حاد في المياه والكهرباء والرعاية الصحية. وحذرت الأونروا من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لانهاء الحرب ورفع الحصار المفروض منذ 15 عامًا. كما أدانت الأونروا اليوم الاثنين القصف الإسرائيلي المتعمد لقافلة مساعدات غذائية كانت تحاول دخول غزة، ما يعكس حجم الكارثة.

4زيارات شرق أوسطية

جاءت أولى زيارات بلينكن في أكتوبر 2023 بعد اندلاع الحرب مباشرةً، حيث أكد تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل ووصف حركة حماس بالإرهابية. إلا أن هذه الزيارة لم تحقق أي تقدم على صعيد وقف إطلاق النار.
واصل بلينكن جهوده الدبلوماسية بزيارة ثانية في نوفمبر 2023، جاءت أكثر هدوءًا ومحاولةً لفهم وجهات النظر الإقليمية تجاه الأحداث. إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة بعد.

ومع تفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة، عاد بلينكن لزيارة ثالثة في ديسمبر 2023 ركّز فيها على ضرورة إدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن. إلا أن إسرائيل استمرت في حصارها للقطاع.

وفي يناير 2024، قام بلينكن بجولته الرابعة التي شملت عدة عواصم عربية وأكد فيها التزام الولايات المتحدة بدعم إسرائيل مع ضرورة تجنب إلحاق المزيد من الضرر بالمدنيين في غزة.

وفي غضون ذلك، ما زال سكان غزة يعانون المعاناة اليومية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لأكثر من 3 أشهر ونصف الشهر، فبحسب إحصائيات السلطات الصحية الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء حتى اليوم الإثنين، 27,365 شهيدًا، بينهم الكثير من النساء والأطفال، فيما وصل عدد الجرحى الى66,630 جريحًا.