الغزاويون في مهب الريح| قوات الاحتلال تُضيِّق الخناق وتهجير قسري لـ «خان يونس»

أوضاع مأساوية لأهالي غزة بسبب عمليات النزوح والتهجير القسري
أوضاع مأساوية لأهالي غزة بسبب عمليات النزوح والتهجير القسري

يُواجه أهالي غزة، ظروفًا مأساوية صعبة وضعتهم فى مهب الريح، وذلك بعد أن ضيقت قوات الاحتلال الخناق على الفلسطينيين، مما تسبب فى نزوح قسرى لسكان «خان يونس».. وتشن قوات الاحتلال غارات بالطيران وإطلاق المدفعية فى مختلف الجهات، ولم يترك الاحتلال مفرًا أمام الأسر الفلسطينية إلا النزوح، بسبب القصف ليواجهون قسوة البرد.. وباتت منطقة رفح نقطة نزوح رئيسية، حيث فاق عدد النازحين فيها أكثر من مليون نازح وسط انهيار القطاع الصحي و زيادة أعداد الجرحي بعد تحويل الحالات من خان يونس إلى رفح.. وأصبحت الشوارع فى رفح مزدحمة، حيث يتنقل السكان بين المناطق على عربات تجرها حيوانات مع ارتفاع سعر الوقود عشرة أضعاف، بينما يفترش جانبي الطرق عشرات الباعة الجائلين، الذين يعرضون للبيع المساعدات التي تصل إلى القطاع بأسعار مرتفعة، من بينها معلبات ودقيق ومراتب وأغطية وخيام.

وأمام مقر وكالة «الأونروا» برفح، ينتظر محمد سلامة «45 عامًا» فى سيارته التى كدس داخلها أغطية وشلت أسفنجية، أملًا فى الحصول على خيمة تأويه مع عائلته التي نزحت مجددًا من مدينة خان يونس، بعد أن طالت عملية القصف البيوت المجاورة لمنزله ، وقامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة المنطقة، ثم أمرت النازحين بإخلاء المنطقة.

وأوضح «سلامة»، أنه نزح مع أفراد عائلته للعيش فى رفح بالقرب من الحدود، و لم يكن يتوقع يومًا أن يترك منزله ومحله التجاري، الذى يبيع فيه أدوات السباكة والصحي.
وقال:» لا أعرف أين سنذهب أو سننام، أطفال ونساء وكبار السن من العائلة بالشارع، نبحث عن مكان أو خيمة نقيم فيها هربًا من برد الشتاء القارس».

أما السيدة «ميسون»، التى نزحت مع أسرتها إلى رفح لتقيم فى خيمة صغيرة، فقد أطلقت صرخة مؤلمة، قائلة إن أطفالها يعانون كثيرًا من شدة البرد والأمراض، فقد أصيب نجلها الصغير عمر «عامان» بنزلة معوية وبسبب قلة التغذية أصيب بالجفاف».

وتابعت: «من ينقذنا من هذه الأوضاع المزرية، الطفل أصبح لا يأكل سوى وجبة واحدة طوال اليوم، ونحن نحتاج نظرة إنسانية إلى حالنا» .

أما هويدا «29 عامًا»، فقبل شهر، فَضَّل زوجها أن تقيم مع أطفالها الثلاثة فى مدرسة تابعة لـ»الأونروا» برفح كى تحصل على وجبة غذائية بشكل مستمر وخوفًا عليهم من غارات الطيران، بينما أقام هو فى خيمة بالمشاركة مع آخرين برفح، لكن تبدل الحال، بعد استهداف المدرسة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وقد اضطرت إلى الانتقال إلى الخيمة التى أقامها زوجها بمنطقة رفح لتحمى أطفالها من خطر الموت.. ووصفت الوضع بأنه كارثى إذ كنا نتشارك الغرفة مع أكثر من خمسين فردًا، فقررنا الرحيل والعيش فى خيمة رغم البرد.

وتقول «أم سيف»: «بقينا أول شهر من الحرب فى غزة، لكن أطفالى خافوا واضطررنا للنزوح إلى مدينة خان يونس ثم انتقلنا مجددًا قبل أيام إلى رفح، نمنا فى الشارع عدة ليالٍ ثم تبرع لنا شخص بأعمدة خشبية لعمل خيمة نعيش فيها.. أريد فقط العودة لمنزلى الذى غادرته من شدة الخوف، فهو الموطن والملاذ».. وعلى تبة رمال جلس صلاح «40 عامًا»، الذى نزح من مخيم البريح فى شمال القطاع مع زوجته وأطفاله الأربعة، إلى مدينة رفح منذ 3 أسابيع، يقول: أنتظر توقف شاحنة لتلقى بعض المساعدات، أحصل أحياناً على صندوق مساعدات سقط أرضاً، ووصف الوضع بالكارثي، فهو يقف كل يوم ينتظر المساعدات التى تدخل من معبر رفح البري.

وأشار إلى أن ما يحدث غير منطقي، ويجب فتح المعابر، فقد فقدنا منازلنا وأعمالنا وكل شيء ولا توجد حتى مقومات الحياة الضرورية.. وتفتقر عائلة أبو طعيمة، لأبسط احتياجاتها اليومية، حالها حال نازحي الحرب عموماً فى جنوب قطاع غزة، فالطعام والشراب والأغطية لا يلبى الحد الأدنى للمطالب العادية للأسرة قبل النزوح.

وأضاف أن رحلة البحث عن الطعام تبدأ مع بداية ساعات النهار، حتى نستطيع توفير القليل من احتياجاتنا من الطعام وأحيانا لا يحالفنا الحظ فى توفير الطعام، فنضطر إلى تقاسم المتوافر لدينا لإطعام الأطفال.