الصحة العالمية تحذّر: العالم في انتظار وباء مجهول

وباء «إكس» يثير مخاوف العالم
وباء «إكس» يثير مخاوف العالم

انتشر مؤخرا فى الأوساط العلمية وعلى منصات التواصل الاجتماعى تحذير شديد أطلقته منظمة الصحة العالمية تُحذر فيه من مخاوف انتشار وباء مجهول بشكل مفاجئ في العديد من دول العالم ويشكل خطورة بالغة تتعدى ما أحدثه وباء كورونا من مضاعفات ووفيات، وأطلقت المنظمة مصطلح «إكس» على هذا الوباء الافتراضى الذى لا يشير حتى الآن إلى مرض بعينه.

ما حقيقة هذا الوباء؟ وهل سيتحقق هذا الافتراض؟ أم أنها مجرد تكهنات ومخاوف ليس لها أساس من الصحة؟ أم أن هذا التحذير يقف وراءه سبب آخر يضع منظمة الصحة العالمية فى مأزق؟

اقرأ أيضاً |تشجيع المنتج المحلي يدعم الاقتصاد الوطني.. إعلان ببلاش لـ«صناعة مصر»

بدأت القصة عندما قال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، خلال حلقة نقاش بعنوان «الاستعداد لمرض إكس» بالمنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، إن العالم يخطط لمواجهة جائحة دولية يمكن أن تتسبب فى وفيات أكثر 20 مرة من كورونا، وطالب الدول بالاستعداد لمواجهة هذا الوباء المفترض، وعبّر عن تفاؤله بتوصل البلدان لاتفاق بشأنه قبل مايو المقبل.

300 فيروس


المدير التنفيذى للمركز المصرى لحماية الحق فى الدواء، محمود فؤاد، يقول عن وباء «إكس»: إن الحديث عن هذا الوباء ليس جديدًا، وإنما بدأ للمرة الأولى بالتزامن مع انطلاق جائحة كورونا فى أواخر عام 2019، وكان يتعلق حينها بافتراض ظهور ما يقرب من 300 فيروس تهاجم البشرية فى السنوات المقبلة، بعضها فيروسات موجودة بالفعل لكنها غير مؤثرة، وبعضها الآخر يمكن أن يسبب وباءً مثلما حدث حين انتشر «كوفيد 19»، وذلك تحسبًا لاستقبال العالم مزيدًا من الهجمات الفيروسية.

وأوضح أن «إكس» ما هو إلا مصطلح تطلقه منظمة الصحة العالمية حين ترصد عن طريق بعض الدول احتمالية ظهور فيروس غير معلومة خصائصه أو أعراضه، ثم تبدأ المنظمة فى الرصد عن طريق أجهزة إحداثيات الوبائيات وتطلق عليه لقب «إكس» حتى يتبيّن لها حقيقته ثم يتم وضع البروتوكولات العلاجية له.

علامات استفهام


ما حدث مؤخرا كان سببا فى توجيه العديد من الاتهامات لرئيس المنظمة، حيث يرى العديد من الحقوقيين حول العالم أن مدير المنظمة مجرد ألعوبة فى يد الشركات الصناعية الكبرى، واتهموا المنظمة بأنها مجرد فرع تابع يعمل ضمن منظمة التجارة العالمية لصالح الدول الرأسمالية، خاصة الشركات العابرة التى تمثل عصب الاقتصاد العالمى خصوصا فى مجال الدواء.

وما أثار هذه الشكوك هو إعلان مدير المنظمة عن وباء «إكس» أثناء انعقاد مؤتمر دافوس الاقتصادى السنوى الخاص بمشكلات المجتمع الاقتصادية ومؤشرات التجارة العالمية وعلى مسمع ومرأى العالم أجمع، مما يشكل علامة استفهام أمام المنظمات الدولية الحقوقية العالمية لطرح تساؤل: لماذا بث الرعب والذعر فى نفوس البشر حول العالم؟.

اللقاحات جاهزة


وزاد الأمر حيرة واستنكارًا تصريح ثلاث شركات عالمية بأن لديها تجارب ناجحة لعلاج الفيروسات عمومًا وأن لديها ثلاثة لقاحات يمكن أن تؤثر بشكل إيجابى فى الوقاية من «إكس»، وقد استنكر أطباء معهد الأمراض المتوطنة فى أمريكا CDC الأمر، متسائلين عن كيفية استطاعة هذه الشركات إنتاج لقاحات لمرض لم تستطع منظمة الصحة العالمية إثباته أو التعرف على خصائصه أو حتى معرفة موطنه الأصلى وسبب الإصابة به كما حدث فى جائحة كورونا!

من جانبها، طالبت منظمة الصحة العالمية جميع الدول باتخاذ إجراءات احترازية شديدة، وأن تخصّص ميزانيات ضخمة، خاصة الدول الفقيرة، لشراء لقاحات ثم تخزينها للتعامل مع هذا الوباء عندما يظهر وينتشر.

ويرى محمود فؤاد أن هذا الإعلان ظهر فى ظروف غير طبيعية، ويقول إن ما حدث من الشركات الأخرى يوحى بكثير من التفسيرات والتساؤلات عن تعلق الأمر بالترويج التجارى من جانب شركات الأدوية.

من ناحية أخرى، أشار أطباء سويديون إلى أنه يوجد حاليا بعض الحالات المعدية التى تتشابه وغير معروف سببها ولكنها لم تؤدِ لمضاعفات خطيرة، أو يمكن القول بأن الفيروس لا يزال فى فترة الخصوبة، لكن بعض المنظمات الفرنسية استبعدت ذلك، واستنكرت الإعلان عن الفيروس فى منتدى دافوس.

احتياطات احترازية


فيما تؤكد مسئولة مكافحة البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية بمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة إنجى حامد، أن الحديث عن «وباء إكس» مجرد تكهنات أطلقتها منظمة الصحة العالمية بسبب ما تتوقعه من انتشار كبير للأوبئة والأمراض خلال الفترات المقبلة نتيجة لتغير المناخ، والأحداث المؤسفة والحروب التى تحدث فى المنطقة العربية والتى ترتب عليها انتشار العديد من الأمراض والأوبئة بشكل مخيف، مما جعل المنظمة تنبه الدول بتوخى الحذر وأن تكون على استعداد دائم لمواجهة أى خطر جديد.
وترى أن المنظمة لم توفق فى الحديث عن وباء «إكس» فى هذه الفترة، كونه افتراضًا غير ملموس وتسبب فى إثار الذعر والقلق.