«حكومة آيلة للسقوط».. نتنياهو يسير على الحبال بحرب غزة

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي مناورات سياسية مكثفة فيما تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة ووقف القتال في القطاع.

ويدرس قادة حماس اقتراح هدنة أعدته قطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل يشمل الإفراج عن رهائن في مقابل وقف القتال.

ويتوقع أن يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل قريبا لإجراء مباحثات مع نتانياهو حول الاقتراح.

إلا ان مسؤولين في الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف الحاكم أكدوا أنهم سيسقطون حكومة نتانياهو في حال تم الاتفاق على المقترح فيما حذر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير البرلمان من "أن صفقة خطرة تعني حل الحكومة".

وفيما يتصاعد غضب الرأي العام بشأن الرهائن، يحرص نتايناهو على إبقاء حلفائه من اليمين المتطرف إلى جانبه رغم تهديداتهم بالانسحاب على ما أفاد خبراء وكالة فرانس برس.

وعرض زعيم المعارضة يائير لابيد خيارا بديلا على رئيس الوزراء الأربعاء مؤكدا أن حزبه سيدعم وقفا للقتال في حال تضمن الاتفاق الافراج عن الرهائن.

وأكد لابيد في تصريح لـ"قناة 12" الإسرائيلية "أنا غير مستعد لعدم الإفراج عن الرهائن لأسباب سياسية، لذا سنقوم بما يلزم وإذا كان علينا دخول الحكومة سنفعل" عارضا الانضمام إلى ائتلاف نتانياهو لمده بغالبية برلمانية.

ائتلاف آيل للسقوط

إلا ان إلغاء اجتماع في اللحظة الأخيرة كان مقررا بين لابيد ونتانياهو، يلقي بظلال الشك حول إمكان أن تحقق هذه المقترحات السياسية بين الطرفين نتائج، على ما رأى خبراء.

واستبعد خبراء تهديدات بن غفير وقادة آخرين من اليمين المتطرف بإسقاط الحكومة.

وكانت الهدنة التي اتفق عليها في نوفمبر استمرت أسبوعا، أما الاتفاق الحالي فيمهد الطريق لوقف القتال مدة ستة أسابيع.

وبحسب مسؤولين في حماس، فإنّ الحركة تدرس اقتراحاً يتألّف من ثلاث مراحل، تنصّ الأولى منها على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعيّن على إسرائيل خلالها إطلاق سراح 200 إلى 300 معتقل فلسطيني في مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يومياً.

ويخوض نتانياهو لعبة توازن دقيق بين الإقرار بالطابع الملح للإفراج عن رهائن وبين عدم الظهور على أنه يذعن لمطالب حماس.

اتفاق حذر
وقال نتانياهو الأربعاء إن حكومته تعمل على "التوصل إلى اتفاق للافراج عن رهائننا لكن ليس بأي ثمن".

وأضاف "لن نسحب جنودا من غزة ولن ننهي الحرب ولن نفرج عن آلاف الإرهابيين".

واندلعت الحرب في قطاع غزة في أعقاب هجوم حماس الذي أسفر عن سقوط 1163 قتيلاً معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

رداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وهي تنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة على قطاع غزة أتبعت منذ 27 أكتوبر بهجوم بري واسع النطاق، ما أدى إلى سقوط أكثر من 27 ألف قتيلا ، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.

ورجح خبراء أن يبقى نتانياهو والأعضاء اليمينيون المتطرفون في ائتلافه في السلطة طوال مدة الحرب حتى لو تم الاتفاق على صفقة تبادل جديدة.