على هامش معرض الكتاب.. مناقشة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المعرفة

فعاليات الجلسة الرابعة لمؤتمر الذكاء الاصطناعي
فعاليات الجلسة الرابعة لمؤتمر الذكاء الاصطناعي

استضاف الصالون الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ55، فعاليات الجلسة الرابعة لمؤتمر الذكاء الاصطناعي، بعنوان "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المعرفة"، بمشاركة الدكتورة أماني جمال مجاهد، أستاذ علم المعلومات بجامعة المنوفية، والدكتور محمد طاهر، مدرس بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة مصر للمعلوماتية، والمهندس زياد عبدالتواب عضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، والناشر شريف بكر، وأدار اللقاء الدكتور عماد الدين الأكحل.

في البداية، تحدثت الدكتورة أماني جمال مجاهد، عن ماهية المعرفة ومن المسئول عن تكوين المعرفة؟ مشيرة إلى أن المعارف مختلفة ومتنوعة، ومصطلح المعرفة يشمل أمور عديدة ومناحي كثيرة تستهدف توعية البشر ونقل الإنسان من حالة إلى أخرى.

وقالت: تعتبر المعرفة هي القوة، فمن يملك المعرفة والمعلومات يملك القوة ويكون صاحب قرارات في الحياة، مضيفة، من وجهة نظري جميع البشر من التخصصات المختلفة وجميع الباحثين لهم حق استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحدث عن التقنيات الناشئة والتطبيقات التي أصبحت بالفعل أساس التعامل مع أي شيء في الحياة".

وتابعت، دور اختصاصي المعلومات نشر الوعي القرائي بالتنمية والوعي بالأمور الحديثة في أي من مجالات الحياة، فالمكتبة هي المكان الآمن والأكثر ثقة في بث المعلومات والمعرفة.

وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي اقتحم بالفعل خدمات الترجمة، كما يتطور في مجالات النشر العلمي والقانوني، لكنه يظل هامشيا في عالم الإبداع الأدبي.

وأوضحت، فيما يتعلق الأمر بكتابة الروايات لا يزال الذكاء الاصطناعى يفتقر إلى الإلهام، وفق الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي يشكك بقدرة برامج الذكاء الاصطناعي على صياغة نصوص أدبية تضاهي جودتها مؤلفات الكتاب.

وأضافت: أطلقت جمعية الأدباء البريطانيين تحذيرا من استخدام هذا التطبيق في عمل الروايات والكتب الأدبية، وقالت إن هذا التطبيق سيقضي على الإبداع البشرى، ورغم أن تاريخ تطبيقات الذكاء الاصطناعي منذ خمسينات القرن الماضي، إلا أن هذا التطبيق أحدث طفرة كبيرة في دعم الإنتاج الفكري وإعادة صياغة العبارات ومساعدة المؤلفين في إيجاد عناوين مناسبة لقصصهم الأدبية.

وتابعت، وهذا مما يثير الجدل والقلق على رأس المال الفكري للبشرية، ومنذ إطلاق برنامج محولات الدردشة التوليدية المدربة وهو في تطور يومي سريع ويتعامل التطبيق مع 95 لغة عالمية ووصل بعض التطبيقات مثل Bard الخاص بجوجل بدعم 165 لغة.

وقالت، نجد برمجيات تدخل في صناعة النشر بجميع أنواعه وأيضا أجهزة خاصة بالطباعة تدخل فيها الذكاء الاصطناعي ويستطيع الإنسان الآلي أن يقوم بدور الإنسان في مراحل طباعة الوسائط المختلفة، ونجد أيضا تطبيقات خاصة بصناعة الكتب الصوتية.

وأضافت، نجد تطبيقات الفويس أوفر وبعد ما كانت الكتب الصوتية نسمعها من بشر نجد العديد من التطبيقات يتحدث فيها الذكاء الاصطناعي، ولكن هل ستقدم الآلة عند قرائتها لرواية أدبية نفس الاحاسيس التي يقدمها اسلام عادل في قراءته للقصص او الكتب او الاحداث الشيقة في الروايات؟.

فيما تحدث الدكتور محمد طاهر، عن مخاطر الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الهوية المصرية والعربية، مقدما شرح مبسط لكتاب الفرد السيد، الذي توقع وجود الذكاء الاصطناعي، كما تحدث عن موضوع متعلق بمن المستهلك الحقيقي للذكاء الاصطناعي الخلاق؟.

وأشار إلى أنه مهما تطور هذا الأداء لن تصل لكيميا مخ الإنسان، كما تحدث عن كيف يتدرب الذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أن هذا الأداء يشكل خطورة تظهر عند حجب بعض المعلومات منها عن القضية الفلسطينية أو الحرب في العراق، وما يتعلق بالقرآن وهكذا.

وأوضح أن هناك إشكالية في المحتوى العربي، والذكاء الاصطناعي عاجز على التعامل معها مقارنة بالغة الإنجليزية، مضيفا، لابد من وجود جهات تعمل على حوكمة المحتوى الخلاق للذكاء الاصطناعي، والإسهام في إثراء المحتوى العربي الأونلاين.

بينما قال المهندس زياد عبدالتواب، تحدثنا على الذكاء الاصطناعي في الجامعة من 35 سنة، ومنذ الأربعينات بدأ الحديث عنه وأن الآلة ستحل مكان الإنسان.

وأشار إلى أن قضية أن الذكاء الاصطناعي موجود وتمثل خطورة على الإنسان، لافتا إلى أن فكرة الأخلاقيات فكرة أكبر وأشمل من الذكاء الاصطناعي، مضيفا: "مع إحساسنا بالخطورة، لابد أن نعٌرف الناس بالذكاء الاصطناعي، وهناك ميثاق وضعته وزارة الاتصالات لضبطه".

وتحدث عن الفترة ما قبل دخول الآلة، والتي شهدت على قدرة الإنسان الجسمانية التي تراجعت مع ظهور الآلة، وبالتالي تدمرت صحته وقلة قدرته مقارنة بعصر ما قبل الآلة، وبالتالي لو تركنا أنفسنا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ستقل قدرات الإنسان العقلية وهنا تكمن الخطورة.

وأشار شريف بكر، ممثل عن دار العربي، إلى أن التحضير لهذا المؤتمر بدأ منذ 6 أشهر، موجها الشكر لجميع القائمين عليها، مضيفا: "لابد أن نصون الحقوق وقانون الملكية الفكرية وقانون اتحاد الناشرين، قبل استخدام الذكاء الاصطناعي، لابد أن ندخل له تشريعات، كتبنا يتم تزويرها وسرقتها، لذلك نحن في حاجة ماسة لصدور تشريعات".