بدأت الصحافة الورقية فى عصر النهضة فى أوروبا، حيث ظهرت أول صحيفة فى العالم بعنوان «Aviso» فى فينسيا عام 1556.
وخلال العصور التالية، تطورت الصحافة الورقية بشكل كبير، وأصبحت لها تأثير كبير فى شكل الحياة اليومية والثقافة. وفى القرن الـ19، شهدت زيادة فى عدد الصحف والمجلات، وكانت تلك الوسيلة الرئيسية لنقل الأخبار. فى القرن العشرين، مع تطور التكنولوجيا، بدأت الصحافة الورقية تواجه تحديات من وسائط الإعلام الإلكترونية.
مؤخرا قرأت خبر عن خطوة ستتخذها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تتمثل فى دمج الذكاء الإصطناعي فى غرفة التحرير الخاصة بها، والاستعانة بفريق متخصص سيقوم بتجربة استخدام الذكاء الاصطناعى فى توليد محتوى صحفي. واستكشاف أفكار مبتكرة ونقلها من المفهوم إلى الواقع. والغريب فى هذا الأمر هو أن هذه الخطوة التى اتخذتها صحيفة نيويورك تايمز تمثل تغييرا كبيرا فى نهجها تجاه الذكاء الاصطناعي، ففى السابق كانت الصحيفة متشككة فى برامج الويب، بل إنها رفعت دعوى قضائية ضد شركة OpenAI، متهمة نموذج الذكاء الاصطناعى الخاص بها، ChatGPT، بإعادة إنتاج المقالات والإضرار بعلاقة التايمز بقرائها.
هل سينتهى عصر الصحافة الورقية؟.. سؤال طرح كثيرا ومازال يطرحه البعض مع كل تطور تكنولوجى يطرأ على الساحة.. والحقيقة لا يمكن التنبؤ بشكل قاطع بنهاية الصحافة الورقية، ومع ذلك أرى أنه اذا لم تنتبه الصحف الورقية وتدرك أنها أمام وحش عملاق اسمه «التكنولوجيا» سيلتهمها وتنتهى وتصبح الصحافة «صحافة ذكاء اصطناعى».
