تقوى الله

الربع الأخير من العمر

جلال السيد
جلال السيد

مقالتى اليوم أخص بها كبار السن بعثها لى صديقى د.على أبوالعز رئيس الإدارة الطبية بمجلس النواب سابقا.. المقال كتبه عالم الاجتماع السويدى «بيريرهانسون» أستاذ علم الاجتماع بجامعة ستوكهولم هذا المقال لكبار السن يشرح فيها تجربته الشخصية بعد التقاعد عنوان المقالة الربع الأخير من العمر يقول فيها بالأمس كنت طفلا صغيرا واليوم أتساءل أين ذهبت سنوات العمر؟

أعلم أننى عشتها وأتذكر لمحات عن آمالى وأحلامى فيها ولكن فجأة اكتشفت أننى أعيش الربع الأخير من حياتى. وقد أدهشنى ذلك الاكتشاف أين ذهبت كل تلك السنين ومتى وإلى أين غادر شبابى؟ كم عرفت من كبار السن طوال حياتى وكم اعتقدت أن الشيخوخة التى اتصفوا بها بعيدة عنى وكنت وقتها فى الربع الأول من رحلة العمر وكان الربع الرابع بعيداً عنى لدرجة أننى لم أتمكن من تخيل كيف سأكون حين أبلغه ولكن ها هو الربع الرابع قد اقتحم بابى وتجاوز أعتابى وسلبنى شبابى.

أصدقائى الآن متقاعدون وأصبحوا شيبا لا شبابا يتحركون ببطء ويسمعون بصعوبة ويفهمون بمشقة بعضهم حالته أفضل منى وبعضهم أسوأ وأصبحوا ليسوا الأشخاص الذين أتذكرهم. نحن الآن «كبار السن» مثل الذين اعتدنا رؤيتهم فى شبابنا لم نتخيل يوما أننا سنكون مثلهم شيوخا اليوم أرى مجرد الاستحمام هو مهمة شاقة لهذا اليوم والقيلولة لم تعد اختيارية بعد الآن بل متلازمة منى وإلزامية أو بمحض إرادتى بل أنا أغفو حيث أجلس واليوم أدخل الموسم الجديد من حياتى غير مستعد للأوجاع والآلام وفقدان القدرة على القيام بأشياء كنت أفعلها أو أحب فعلها. واليوم أندم على فعل كان يجب أن أفعله ولم أفعله ولكن أيضا هناك العديد من الأشياء التى أسعدنى القيام بها خلال ما مضى من العمر.

دعنى أذكرك أنه سيأتيك الربع الأخير من عمرك أسرع مما تتوقع لذلك كل ما ترغب فى تحقيقه فى حياتك افعله بسرعة اليوم وأنت قادر عليه ستنام على الكنبة أو الكرسى وأنت تتفرج على التليفزيون ستنام بشكل أفضل مما لو كنت نائما فى سريرك، وفى ختام مقاله قال: لن نستطيع أن نضيف وقتا إلى حياتنا لكن يمكن أن نضيف حياة إلى وقتنا.

ملحوظة: أنا حزين على خروجنا من بطولة كأس إفريقيا والعلاج مهمة شاقة ومحتاجة إلى رجال.