«انعدام الوقود».. قطاع غزة على وشك كارثة بيئية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يشهد قطاع غزة أزمة بيئية حادة على وشك الانهيار بسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ 117 يومًا، فالحرب القاسية التي تعيشها المنطقة خلفت آثارًا مأساوية على البيئة والسكان، خاصة مع انعدام الوقود وتراكم النفايات وتزايد أعداد النازحين يومًا بعد الآخر نحو مدينة رفح جنوب غزة بحثًا عن مأوى آمن في هذا القطاع المحاصر.

حيث تتسارع الخطى نحو أزمة بيئية في مدينة رفح بغزة بسبب تراكم النفايات الصلبة في أركان الشوارع، نتيجة لتكدس النازحين الهاربين من ألسنة الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي عقب عملية طوفان الأقصى التي قامت بها الفصائل الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي.

بوادر الأزمة البيئية في رفح بغزة

وتكمن بوادر الأزمة البيئية في رفح في النقص الحاد لعمال النظافة بسبب تداعيات حرب غزة، إضافة إلى نقص في ترحيل النفايات، مما يتسبب في تفاقم الوضع البيئي. 

وفي ذات السياق، يستمر سكان رفح في مواجهة نقص في كميات الوقود، الذي يستخدم في تشغيل العربات والسيارات المخصصة لنقل النفايات، مما يُلقي بظلال الأزمة البيئية على واقع الحياة في هذه المنطقة المتأثرة بشدة بالحرب القاسية.

وأشارت منظمات دولية، إلى أن قطاع غزة يمر بأزمة عصيبة نتيجة للحرب الدائرة وما ترتب عليها من ويلات، فيما يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في شن هجماته العسكرية بقصف مناطق متفرقة، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد الشهداء والجرحى.

ويُضاف إلى هذا الوضع المحتدم، موجة الأمطار والبرد القارس التي تعصف بالقطاع في موسم الشتاء الحالي، ما يجعل معاناة أهالي غزة تتعاظم أكثر وأكثر، بحسب "العربية" الإخبارية.

سياسة الأرض المحروقة

وشهدت مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة حركة كبيرة للسكان، حيث نزحت آلاف الأسر الفلسطينية إلى مدينة رفح، مما خلق حالة من التكدس الشديد بين المواطنين.

وامتدت عمليات النزوح إلى مناطق أقصى الجنوب، ولا تزال مستمرة، حيث يفوق عددهم 1.9 مليون فلسطيني في أقصى جنوب القطاع، ليتسبب ذلك في ظروف معيشية وإنسانية وطبية كارثية، خاصةً مع تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة خاصة عقب عملية طوفان الأقصى، فضلًا عن عرقلة إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين الأبرياء.

وأخيرًا، وبينما يسعى العالم إلى خفض الانبعاثات والحد من آثار الاحتباس الحراري وتحقيق الاستدامة البيئية، تركز إسرائيل على القضاء على "حماس" عبر تنفيذ سياسة "الأرض المحروقة" في قطاع غزة مما يعيق كل فرص الحياة في المنطقة، بحسب "اندبندنت عربية" البريطانية.

حيث تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة التي استمرت لأكثر من 100 يومًا في غزة، في تسجيل انبعاثات كربونية كبيرة رفعت ناقوس الخطر البيئي والمناخي في القطاع تداعياتها كارثية.