فى المليان

مصر تواجه أكبر التحديات فـى أواخـر ينـايـر 2024

حاتم زكريا
حاتم زكريا

مرت مصر خلال الاسبوع الأخير من يناير بأحداث عصيبة وتاريخية بحكم تماسها مع كافة  المشاكل الإقليمية والدولية والمحلية على قاعدة محوريتها وتأثيرها وتأثرها بالقضايا الشائكة العديدة التى تواجه العالم..

وبدأت الأحداث المهمة يوم 23 يناير بإعطاء الرئيسين عبد الفتاح السيسى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين إشارة بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووى ـ عبر تقنية الفيديو كونفرانس ـ إيذانا ببدء مرحلة الإنشاءات الكبرى لكل الوحدات النووية فى المشروع .. 
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى : « إن ما يشهده العالم اليوم من أزمة فى إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الإستراتيجى الذى اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووى السلمى المصرى لإنتاج الطاقة كونه يسهم فى توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل» ..

ومن جانبه قال الرئيس بوتين : « إن القاهرة شريك استراتيجى لموسكو وعلاقاتنا مبنية على الاحترام المتبادل « .. ووفقاً لإليكسى ليخاتشوف مدير شركة روساتوم للطاقة النووية فإن الضبعة تعد ضمن أكبر مشروعين لإنشاء المحطات النووية فى العالم ..

> وفى يوم الأربعاء 24 يناير التقى الرئيس السيسى مع عدد من المسئولين والإعلاميين بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة ومرور 72 عاماً على ملحمة الشرطة بالإسماعيلية فى مواجهة قوات الإحتلال البريطانى .. وتحدث الرئيس من القلب إليهم وإلى جميع المواطنين عن الأوضاع الصعبة التى يمر بها الجميع مع ارتفاع سعر صرف الدولار .. وقال : إنه من الضرورة الحفاظ على ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية ، وإن مواردنا محدودة ولا تكفى كل شىء مؤكداً أن الحل يكمن فى زيادة معدلات التصدير ومساهمة الصناعة فى ذلك ، وإننا كنا نستهدف رفع معدل التصدير الى 100 مليار دولار ، ولكن هذا لم يحدث بسبب الضغط على فاتورة الاستيراد من الخارج .. ولفت الرئيس إلى أنه ومنذ 2011 وحتى الآن زاد عدد السكان نحو 26 مليون نسمة وهى زيادة لها متطلبات ضرورية ولابد للدولة أن توفرها .. وتساءل الرئيس : « هل ونحن فى 2013 كان من الممكن أن نتحمل نتائج الأوضاع التى كانت موجودة ونقول إن أولوياتنا شىء آخر ، وإننا نتحمل نتائج التحرك وسوف نتحرك مجدداً أو ستظهر مشكلات وسنتحملها « .

وقال الرئيس إن الدولة أنفقت 120 مليار جنيه على مكافحة الإرهاب من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية .. وأضاف إن الدولة المصرية تحتاج إلى موارد كبيرة وأموال للإنفاق ، وكان أمامنا مساران لمواجهة هذا الوضع إما التضحية حتى نصل الى موارد تلبى ما يكفى من مطالبنا أو عدم التضحية وترحيل حل المشكلة لأولادنا منوها بصلابة الإنسان المصرى . 

وتابع الرئيس : « إنى أتحدث كراصد لرأى عام فى مصر وقدرته على التحمل بعد فترة صعبة مرت قبل 2013 .. وكانت هناك حالة إحباط وفقدان للأمل وتفجيرات فى كل مكان ، والناس تشعر أن البلد تضيع وأنت تريد أن تقفز بهم من هذه الحالة المعنوية والإحباط وعدم الثقة الى حالة أخرى « .
وأضاف : إن الدولة كانت تسير بشكل جيد حتى عام 2020 ، وكان معدل النمو أكثر من 6 % وهذا النمو ليس لفئة أو طبقة معينة ، وكنا نستهدف المواطن البسيط والخدمات الأساسية له ولأبنائه ..

> حفل يوم الجمعة 26 يناير بعدد من الأحداث المهمة والتاريخية وذات المغزى على كافة المستويات .. وقد تلقى الرئيس السيسى فى ذلك اليوم اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكى جو بايدن تناولا فيه الأوضاع الإقليمية فى الشرق الأوسط ، وناقش الرئيسان تطورات الجهود الجارية للتوصل لوقف إطلاق نار إنسانى بهدف حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والرهائن والأسرى وإنفاذ المساعدات الإنسانية وبما يدفع فى اتجاه خفض التوتر وإنهاء الأوضاع الراهنة، فى إشارة الى المباحثات التى تجرى بباريس بين ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل لنفس الغرض .. وشدد الرئيس السيسى خلال الاتصال على أن مصر مستمرة فى جهودها لتقديم الدعم لأهالى قطاع غزة .. 

كما تلقى الرئيس السيسى فى نفس اليوم ( 26 يناير )  اتصالاً هاتفياً من رئيسة وزراء إيطاليا «جورجيا ميلونى» ورحب الجانبان بالزخم الكبير الذى تشهده العلاقات فى كل المجالات وبحثا كيفية مواصلة دفعها الى آفاق أرحب . وتناول الاتصال الأوضاع الإقليمية وخاصة فى غزة واستعرض الرئيس الجهود المصرية للتوصل الى وقف لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وجدد الرئيس التحذير من أن استمرار الحرب فى غزة ستكون له تداعياته الكبيرة على أمن الإقليم وإنه لابد من السعى لاستقرار المنطقة وأن تحقيق العدل يرتبط بإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية .. 

> وكان العالم كله على موعد مع الجلسة التاريخية لمحكمة العدل الدولية التى أعلنت فيها قرارها الذى أقرت فيه بمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية وطالبتها باتخاذ إجراءات لوقف أعمال القتل ضد الفلسطينيين وإلزام تل أبيب بتقديم تقرير للرد على الاتهامات خلال شهر .. وقد أعلنت مصر ترحيبها بقرار محكمة العدل الدولية رغم عدم تضمنه وقف إطلاق النار ، باعتباره انتصارا للقيم الإنسانية .. 

> ومن ناحية أخرى علقت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على خلفية ادعاءات إسرائيلية مغرضة بأن موظفين فى الوكالة قد يكونون ضالعين فى عملية حماس فى السابع من أكتوبر ، وأوضح جويتريش فى بيان أن «الأفعال الشنيعة التى قد يكون ارتكبها هؤلاء الموظفون يجب أن يكون لها عواقب ،ولكن يجب عدم معاقبة عشرات الآلاف الذين يعملون لحساب الأونروا ولخدمة مليونى مدنى يعتمدون على مساعدة الأونروا فى المزاعم الإسرائيلية - التى فتحت الأمم المتحدة تحقيقاً فيها وأوضح أن تسعة منهم تم طردهم ولقى آخر مصرعه فيما يتم التحقق من هوية اثنين آخرين « ..

وفى السياق العام لهذه الواقعة أجرى سامح شكرى وزير الخارجية المصرى اتصالاً هاتفياً مع سيجريد كاخ كبيرة منسقى الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة وأجرى أيضاً اتصالاً مع فيليب لازارينى المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) .. وأكد وزير الخارجية الدور المحورى الذى تضطلع به الوكالة الأممية فى تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين .