إطلالة نور

الإبادة الجماعية فى غزة

محمد هنداوى
محمد هنداوى

كانت الرؤية المصرية لأحداث غزة وخطورتها واضحة وجلية، حيث حذر الرئيس السيسى أكثر من مرة بأن المنطقة أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب من جميع دول العالم والمنطقة الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع الحالى بين الفلسطينيين والإسرائيليين بما يهدد استقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين بالكامل وهو ما تحقق وشاهده العالم أجمع بعد دخول الجماعات المرتبطة ببعض دول الإقليم فى الصراع وتأثير ذلك على استقرار وأمن المنطقة وأمن الملاحة فى البحر الأحمر وقيام التحالف الدولى بقيادة أمريكا وبريطانيا بعمليات عسكرية ضد جماعات الحوثى فى اليمن.

وبعيداً عن الوضع الأمنى والاستقرار فى المنطقة الذى تأثر بالأزمة الحالية نجد أننا أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها سكان وأهالى قطاع غزة فعدد الضحايا قارب على ٢٧ ألف شهيد و٦٢ ألف مصاب، الجميع يعيش أوضاعاً غير إنسانية متردية وسط مخاوف من انتشار مجاعة ورعب من انتشار أوبئة وأمراض يصعب السيطرة عليها، الدمار طال كل شيء الأخضر واليابس، نفاذ الطعام والماء والوقود ومواد التدفئة وكل متطلبات الحياة، أتمنى أن تسفر الجهود المصرية الحالية بإيقاف إطلاق النار فى قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية فى ظل الأزمة الحالية التى يعيشها أطفال وسيدات وكبار السن والمرضى فى قطاع غزة.

وتأتى الجهود المصرية فى ظل موقف تاريخى اتخذه الرئيس السيسى بالوقوف ضد محاولات إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية ومخططات تهجير أهالى غزة والضفة الغربية خارج أراضيهم، وسط تحركات مستمرة على مدار ١١٥ يوم للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى عبر اتصالات مع قادة وزعماء العالم ومشاركة فى مؤتمرات وقمم دولية وإقليمية. كما تواصل القاهرة جهودها لدخول المساعدات عبر معبر رفح ولم تغلق المعبر أبدًا، فى ظل محاولات من البعض الإساءة إلى القاهرة وحتى كتابة هذا المقال، لا يزال العمل على قدم وساق داخل أروقة الرئاسة المصرية لتقديم الدعم والمساندة للأشقاء فى غزة، والتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار والدخول فى مفاوضات جادة لحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة.