معرض الكتاب.. قوة مصر الناعمة

 معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي

أشرف رمضان

شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، إقبالا كبيرًا من الزائرين في أسبوعه الأول، الذين تخطوا المليون ونصف المليون زائر من جميع الدول العربية، وبعض الدول الأجنبية، وسط حالة من الزخم الثقافي، والعروض الكثيرة من الناشرين، والفعاليات والندوات الثقافية المتعددة لكبار المؤلفين والكتاب العرب والأجانب.

أغلب دور النشر المشاركة في المعرض تنافست في العروض المقدمة للزائرين، فبعضها أعلن تخفيض كبير في أسعار الكتب تخطت الـ 60%، ودُور أخرى فضلت البيع بنظام المجموعات الكاملة بسعر مخفض، وكان الإقبال كبيرًا على أجنحة وزارة الثقافة، والهيئة العامة للكتاب، التي كانت تعرض كتبًا بأسعار تبدأ من 5 جنيهات فقط.

كما سجل جناح سور الأزبكية، أرقامًا قياسية في الحضور، كعادته كل عام، لما يعرضه من كتب في مختلف المجالات بأسعار رمزية تناسب جميع الفئات خاصة طلاب الجامعات والمدارس.

وافتتحت قرينة ولي العهد النرويجي الأميرة ميت ماريت، جناح دولة النرويج ضيف الشرف الدورة، وقالت، إن الحضارة المصرية من أهم الحضارات وهذا لأنها على عكس حضارات أخرى مازالت حاضرة بقوة في وقتنا الحالي بسبب تراثها الملموس ومساهمتها المتعددة في الفن والثقافة، مشيرة إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب أهم معرض للكتاب في المنطقة العربية، مشيدة باختيار النرويج كضيف شرف الدورة 55.

فيما نظم المعرض ندوة بعنوان الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة، وقالت الدكتورة ميرفت أبو عوف، أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، أن الصناعات الثقافية تشمل عدة أفرع أهمها السينما والمسرح والحرف اليدوية، والطباعة والنشر، والتي تستدعي الحفاظ عليها باعتبارها جزء من التراث المصري، ما يحقق أهداف التنمية المستدامة 2030.

وأضافت أن التعليم هو أهم عناصر الصناعات الثقافية، ولكن بمفهومه الواسع الذي لا يقتصر على التعليم الأكاديمي، بل يشمل التثقيف من خلال القراءة ومشاهدة السينما والدراما والمسرح، حتى يحدث انسجام بين التعليم المهني والثقافي والروحي، معتبرة السينما هي أسهل الطرق للوصول للمتلقي، وخاصة الأجيال الجديدة، ما يجعلها وسيلة مناسبة لغرس القيم والمبادئ ومناقشة المشكلات المختلفة مثل مشكلة ختان الإناث والهجرة غير الشرعية.

فيما أكد الدكتور عثمان أحمد عثمان، أستاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، أن الصناعات الثقافية قادرة على حل مشكلة الاقتصاد المصري بجدارة، إذ من الممكن أن يساهم تطوير قطاع واحد من قطاعات الصناعات الثقافية كالسينما على سبيل المثال، في تحقيق عوائد مادية ضخمة تعمل على حل الأزمة الاقتصادية.

وأضاف أن الصناعات الثقافية هي القوى الناعمة، التي تطلب تضافر كافة جهود الوزارات، كوزارة الثقافة والخارجية وهيئات الاستثمار وشركات القطاع الخاص، من أجل حماية التراث والهوية المصرية، وكذلك تصدير تلك الصناعات للخارج لتحقيق عائد مادي، يمكن تحقيق ذلك من خلال الاهتمام بتمويل المشروعات الصغيرة للحرف اليدوية القائمة على الأفكار البسيطة وتطويرها حتى تصبح قابلة للتصدير.

أما جناح الطفل شهد مجموعة كبيرة من الفعاليات الثقافية والفنية، بما في ذلك ورش الحكي والرسم مثل التلوين، إلى جانب مجموعة من الورش الرياضية والتصوير وغيرها من الفعاليات الأخرى، التي أدت إلى توافد كبير للأسر على الجناح. ويهتم جناح الطفل بتقديم برامج ثقافية وترفيهية متنوعة تعمل على بناء الطفل ثقافيًا وتشكيل وعيه في إطار من روح الانتماء والحس الوطني.

واختار المعرض هذا العام اسم عالم المصريات الدكتور سليم حسن شخصية الدورة الـ55 التي تأتي تحت شعار “نصنع المعرفة.. نصون الكلمة”، لما له من دور كبير في ترسيخ الهُويَة المصرية؛ من خلال تناوله تاريخ مصر وحضارتها من عصور ما قبل التاريخ، مرورا بالدولة القديمة والوسطى والعهد الفارسي، وانتهاء بأواخر العصر البطلمي.

وتشهد الدورة الـ55، مشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم، ويبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة 1200 دار نشر، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام، فيما تحل مملكة النرويج كضيف شرف المعرض، وتم اختيار يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال كشخصية معرض الطفل.

إقرأ أيضاً : طلاب الأزهر يُبدعون في حب مصر ويُبهرون زوار جناح الأزهر بمعرض الكتاب


 

;