خيري شلبي.. رائد الفانتازيا التاريخية

خيري شلبي
خيري شلبي

تحل علينا اليوم الأربعاء الموافق 31 يناير، ذكرى ميلاد الروائي المصري خيري شلبي، حيث ولد خيري شلبي في 31 يناير 1938، ونشأ وكبر في قرية شباس بمحافظة كفر الشيخ هذا الرجل العلامة الذي ملأت كتاباته المكتبات، وتهافت عليها الكثير لتزيين عقولهم بهذه القراءات.

بدأ خيرى شلبى حياته كاتبا صحفيا، يكتب موضوعات فى مجلة، ومن ثم كتب بشكل منتظم في مجلة "المسرح" كما عالج عددًا من المسرحيات، وكتب المسلسلات للإذاعة حيث يعد شلبي من أبرز كتاب جيل الستينيات، حيث قدم الكثير من الأعمال التي ترك بصمة مؤثرة في حياتنا، ورصد فيها حياة المهمشين في القرية والمدينة المصرية، والتحولات التي تطرأ عليها مع التغيرات السياسية، وصدرت روايته الأولى التي تسمى "السنيورة" عام 1971.

كما يعد خيري شلبي رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وتعد روايته (رحلات الطرشجي الحلوجي) عملا فريدا في بابها، وقد ترجمها إلى الإنجليزية المترجم الأمريكي مايكل كوبرسون حيث كان شلبي من أوائل من كتبوا ما يسمى الآن بالواقعية السحرية، ففي أدبه الروائي تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الأطيار والأشجار والحيوانات والحشرات وكل ما يدب على الأرض، حيث يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة.

في فترة السبعينيات من القرن الماضي كان خيري شلبي باحثا مسرحيا، اكتشف من خلال البحث الدءوب أكثر من مائتي مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، بعضها تم تمثيله على المسرح بفرق شهيرة وقد نشرت أسماء الفرق والممثلين، وبعضها الآخر يدخل في أدب المسرح العصيّ على التنفيذ، وقد أدهشه أن هذه المسرحيات المكتشفة لم يرد لها ذكر في جميع الدراسات التاريخية والنقدية التي عنيت بالتاريخ للمسرح المصري، ومعظمها غير مدرج في (ريبروتوار) الفرقة التي مثلتها، وبعضها الآخر انقرضت الجوقات التي مثلتها. وقام الباحث بتحقيق هذه المسرحيات في حديث بإذاعة البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي حاليا) تحت عنوان (مسرحيات ساقطة القيد) ضمن برنامج كبير كان يقدمه الروائي بهاء طاهر. 

والجدير بالذكر أن الباحث وضع خطة (حاليا) لتجميع هذه الأحاديث (وهي دراسات بكل معنى الكلمة) في كتاب كبير يحفظ لهذه الأعمال ريادتها.

كما يعد خيري شلبي من رواد النقد الإذاعي، ففي فترة من حياته أثناء عمله كاتبا بمجلة الإذاعة والتليفزيون تخصص في النقد الإذاعي بوجهيه المسموع والمرئي. وكان إسهامه مهما لأنه التزم الأسلوب العلمي في التحليل والنقد بعيدا عن القفشات الصحفية والدردشة، فكان يكتب عن البرنامج الإذاعي كما يكتب عن الكتاب والفيلم السينمائي والديوان الشعري.

ابتدع في الصحافة المصرية لونا من الكتابة الأدبية كان موجودا من قبل في الصحافة العالمية ولكنه أحياه وقدم فيه إسهاما كبيرا اشتهر به بين القراء، وهو فن البورتريه، حيث يرسم القلم صورة دقيقة لوجه من الوجوه تترسم ملامحه الخارجية والداخلية، إضافة إلى التكريس الفني للنموذج المراد إبرازه، وقدم في فن البورتريه مائتين وخمسين شخصية من نجوم مصر في جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية، على امتداد ثلاثة أجيال، من جيل طه حسين إلى جيل الخمسينيات إلى جيل الستينيات.

اقرأ أيضا|82 شمعة لأسطورة الضربة القاضية فى القرن العشرين

في التليفزيون: مسلسل (الوتد) من إخراج أحمد النحاس، ومسلسل (الكومي) عن ثلاثية الأمالي ومن إخراج محمد راضي.

جوائز خيري شلبي

حاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981.

حاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981.

حاصل على جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993.

حاصل على الجائزة الأولى لإتحاد الكتاب للتفوق عام 2002.

حاصل على جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية وكالة عطية 2003.

حاصل على جائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ 2002.

حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005.

رشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب.

تولى رئاسة تحرير مجلة الشعر (وزارة الإعلام) لعدة سنوات.

تولى حتى رحيله رئاسة تحرير سلسلة: مكتبة الدراسات الشعبية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة(وزارة الثقافة).

توفي الكاتب والرواي الكبير خيري شلبي فجر يوم 9 سبتمبر 2011 عن عمر يناهز 73 عاماً.

المصدر.. مركز معلومات أخبار اليوم