على باب المدرسة .. مقتل طالب ثانوى بطعنة خنجر من زميله

الضحية
الضحية

المنوفية:‭ ‬إيمان‭ ‬البلطي

 في المدارس التي يتوافد إليها الطلاب من قرى مختلفة، تجد بين طلاب قرية ما وطلاب قرية أخرى ضغينة، هذه الضغينة قد لا تعرف معناها، أو المبرر لوجودها، لكن - على كل حال - موجودة.

في البداية كانت الضغينة تصل بالطلاب إلى الشجار، طلاب من قرية ما تشاجروا مع طلاب من قرية أخرى، وعادة ينتهي الأمر بتدخل العقلاء، لكن ما حدث في قرية «بجيرم»، لم ينته بتدخل العقلاء، بل انتهى بالدم والقتل، عندما تعدى عدة طلاب في المرحلة الثانوية، ينتمون إلى قرية بجيرم، على طالب من قرية قويسنا البلد، وقتلوه، بخنجر، أمام المدرسة الثانوية، طلاب في المرحلة الثانوية، المستقبل أمامهم، لكن يصل بهم الأمر ما بين سجين وقتيل.. تفاصيل أكثر في السطور التالية.

الساعة الآن السابعة صباحًا، «إياد» الشقيق الأصغر بين أخوته، والطالب بالصف الأول الثانوي، في طريقه إلى المدرسة، لأداء امتحان المادة المقرر له أن يمتحن فيها هذا اليوم، ضمن امتحانات نصف العام مستذكرًا دروسه جيدا مستعدًا لأداء الامتحان واثقًا من نجاحه بتفوق، وعندما وصل إلى أعتاب المدرسة، وقبل أن يدخل اللجنة، استقبل اتصالاً هاتفيًا من شقيقه الأكبر، محمد، كي يطمئن عليه، وعندما انتهت المكالمة، أمسك إياد الهاتف وأغلقه، كما هو متبع في لجان الامتحانات.

إلى هنا كان الأمر طبيعيًا، لكن محمد، الطالب بالصف الثالث الثانوي، فور أن أغلق الاتصال بينه وشقيقه الأصغر، وما هي الا لحظات قليلة واستقبل هو الآخر اتصالاً هاتفيًا؛ من يتصل به يخبره أن بعض الطلاب من قرية بجيرم، خططوا أن يعتدوا على طلاب قرية قويسنا البلد، عقب امتحان اليوم.

حينها خاف على شقيقه، الموجود في الامتحان، والذي فور خروجه من المدرسة قد يتعرض لمشاجرة ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، وعليه، دون تفكير، قام من مكانه وارتدى ملابسه وخرج مع أصدقائه إلى المدرسة، كي ينتظر شقيقه ويعود به سالمًا قبل أن يكون طرفًا في المشاجرة.

طعنة غدر

عندما وصل محمد إلى المدرسة، بصحبة أصدقائه، دخل إلى مدير المدرسة مباشرة، وأبلغه بما سيحدث، حينها أبلغه المدير ألا يقلق، وأنه سيعود بشقيقه إلى البيت دون أن يحدث شيء، علاوة على ذلك أنه لن يسمح بأن تنشب بين طلاب القريتين أية مشاجرة، وأن على محمد أن يعود إلى البيت مطمئنًا، وأن شقيقه فور أن ينتهي من الامتحان سوف يلحق به.

حينها استجاب للكلام الذي قاله المدير له، وهم للعودة إلى البيت، لكنه فور أن خرج من المدرسة، وجد ثلاثة من الطلاب، المقيدون في الصف الثاني الثانوي، يقفون خارج باب المدرسة، وعندما لمحوه يخرج أسرعوا نحوه والشر يتطاير من أعينهم، وبمنتهى الغلظة سألوه، هل أنت من قرية قويسنا البلد.

أدرك محمد وقتها ما يسعى إليه هؤلاء الطلاب، وأنه لن ينجرف معهم في هذا الشجار الذي لا سبب له، وإن أسلم حل عليه أن يقوم به أن يتركهم ويذهب دون أن يعبأ بهم، ودون حتى أن يرد عليهم، وهو بالفعل ما قام به.

تركهم وذهب دون حتى أن يقول لهم شيئا، وبدلا من أن ينتهي الأمر على هذا النحو، وجد الطلاب أن تصرف محمد يعتبر إهانة لهم، وأنهم لم يستطيعوا إخافته وإيقافه، وأدركوا أن عليهم أن يستعينوا بآخرين كي يقفوا معهم في المشاجرة.

عليه، أسرع أحدهما، والذي يسكن في بيت بجوار المدرسة، إلى البيت، وأبلغ نجل عمه بأنه سوف يتشاجر، ودون تفكير، أسرع معه نجل عمه، وخرج الاثنان من البيت، واستقلا دراجة نارية، وفي الطريق ركب معهما الاثنان الآخران، وفي يدى أحدهما، القاتل، والذي يسكن بجوار المدرسة، خنجرًا، أخذه من غرفته وقت أن جاء يبلغ ابن عمه بالمشاجرة.

بعد دقائق، كان قد وصل الطلاب الأربعة إلى محمد، أثناء ما كان في طريقه إلى البيت، والذي تصادف حينها أنه سبق أصدقاءه الذين جاءوا بصحبته، وكان يسير بمفرده وقت أن لحق به طلاب قرية بجيرم.

فور أن وصل إليه الطلاب، ترجل ثلاثة منهم من على الدراجة النارية، القاتل، والذي يدعى «خالد، وابن عمه، المدعو «إبراهيم»، وثالث، بينما الرابع ما زال يستقل الدراجة، ودون سبب افتعل الطلاب الثلاثة معه مشكلة، حينها هم محمد للدفاع عن نفسه، لكن بغته القاتل بطعنة في قلبه بالخنجر الذي كان معه، وسبق الطعنة ضربة على جسده تلقاها محمد من نجل عم القاتل، إبراهيم، بالكرباج، ليسقط على الأرض غارقًا في دمائه بعد أن استقرت الطعنة في قلبه.

ضبط القتلة

يحكي لـ»أخبار الحوادث» خال محمد، تفاصيل تلك اللحظات القاسية، قائلا:» بعد أن تعرض ابن شقيقتي، محمد، لتلك الطعنة الغائرة، سقط على الأرض غارقًا في دمائه، وقتها أسرع إليه زملاؤه، وحملوه إلى المدرسة، لأن الجريمة حدثت على بعد أمتار منها، وعندما وصلوا إلى المدرسة أبلغوا عاملها بما حدث، والذي بدوره أبلغ المدير، حينها حمل مدير المدرسة ومعه بعض المدرسين محمد إلى بيته، لكن أمر الله قد حان، وفارق محمد الحياة قبل الوصول لمنزله، وبعد أن نطق الشهادة.

وأضاف خال المجني عليه: «في الساعة الـ ١١ صباحا، كنت أهاتف شقيقتي المغتربة في إحدى الدول العربية، وقتها وجدت زوجتي تتصل بي بشكل متواصل، على غير العادة، وعندما أجبت عليها قالت لى أن محمد ابن شقيقي قد تعرض لحادث، وأنه نقل إلى المستشفى العام، حينها لم أكن اعرف حقيقة ما جرى، لكن بعد أن أسرعت إلى المستشفى، ووجدت الشرطة والنيابة، عرفت حينها حقيقة ما تعرض له ابن شقيقتي».

واستكمل: «خلال ساعات، كانت قد استطاعت أجهزة الأمن في قويسنا الوصول إلى القتلة، وتم اقتيادهم إلى قسم الشرطة، وهناك تحرر محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة، والتي أمرت بحبس الجناة أربعة أيام لحين عرض محمد على الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وعندما جاء تقرير الطب الشرعي بتفاصيل ما تعرض له ابن شقيقتي، وكيف قتل مطعونًا، أصدرت النيابة العامة قرارها بحبس الجناة ١٥ يومًا على ذمة التحقيق، مع التجديد لهم فى المواعيد المحددة.

واختتم قائلا: «المتهمون القتلة، اعترفوا أثناء التحقيق معهم بحقيقة ما جرى، والقاتل، خالد، اعترف بأنه أحضر الخنجر من منزله وطعن محمد طعنة غائرة أسفل الإبط، استقرت في قلبه، وهو ما أظهرته أيضًا كاميرات المراقبة التي كانت موجودة في المكان الذي وقعت فيه الجريمة، وعليه صُنفت الواقعة على أنها قتل مع سبق الإصرار والترصد. والآن أنا وكل افراد الأسرة على ثقة بأن القضاء سوف يقتص لنا،وحتما الجاني سوف يأخذ الجزاء الذي يستحقه ومعه تبرد نارنا.

إقرأ أيضاً : تأجيل محاكمة المتهم بقتل نجله في الشرقية لـ28 فبراير


 

;