«بسبب تجميد التمويل»| «الأونروا»: دعمنا لغزة يتوقف بعد 30 يومًا

نازحون فلسطينيون يحصلون على مساعدات (الأونروا) فى رفح
نازحون فلسطينيون يحصلون على مساعدات (الأونروا) فى رفح

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس، إنها لن تتمكن من مواصلة العمليات فى قطاع غزة والمنطقة بعد نهاية فبراير المقبل إذا لم يتم استئناف التمويل.. وقال متحدث باسم الوكالة «إذا لم يتم استئناف التمويل، فلن تتمكن الأونروا من مواصلة خدماتها والعمليات فى أنحاء المنطقة بما يشمل غزة لما بعد نهاية فبراير».

جاء ذلك بعدما أوقف عدد من الدول، بما فى ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا، تمويلها للوكالة بعد اتهامات إسرائيلية بتورط 12 من موظفى الأونروا فى هجمات السابع من أكتوبر الماضى التى شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المستوطنات الإسرائيلية.

وتتواصل عمليات تعليق التمويل للوكالة الأممية التى تعد الشريان الوحيد المتبقى لنحو مليونى فلسطينى يواجهون الموت يوميـًا فى القطاع نتيجة قصف الاحتلال. وأعلنت اليابان تعليق التمويل الإضافى لـ»الأونروا» فى الوقت الذى تجرى فيه الوكالة تحقيقا فى مزاعم عن ضلوع أفراد من موظفيها فى عملية «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر الماضى.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية فى بيان إن طوكيو «تشعر بقلق بالغ إزاء المزاعم المتعلقة بضلوع موظفين من الأونروا فى الهجوم الإرهابى على إسرائيل» وإنها «تحث الأونروا بشدة على إجراء التحقيق بطريقة سريعة وكاملة». واليابان هى سادس أكبر جهة مانحة للوكالة وفقا لبيانات الأونروا لعام 2022.

بدورها، أعلنت النمسا عن تعليق مدفوعاتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة انتظارا لإجراء تحقيق كامل فى اتهامات بأن موظفيها متورطون فى هجوم حماس. كما قالت وزارة الخارجية الرومانية إن بوخارست علقت مدفوعاتها الطوعية للوكالة الأممية.

ويأتي ذلك فيما حث مسئولون فى الأمم المتحدة الدول، بما فى ذلك كبار المانحين مثل الولايات المتحدة وألمانيا، على إعادة النظر فى قرار وقف تمويلها للأونروا. ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الجهات المانحة إلى عدم تعليق الدعم المالى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وقال فى تغريده نشرها على حسابه عبر منصة «إكس»: «إننا نناشد المانحين عدم تعليق تمويلهم للأونروا فى هذه اللحظة الحرجة». وشدد على أن «قطع التمويل لن يؤدى إلا إلى الإضرار بشعب قطاع غزة الذى يعانى بشدة، وبحاجة ماسة إلى الدعم».

وتعدّ وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، جهة فاعلة أساسية بالنسبة إلى ملايين الفلسطينيين، منذ إنشائها فى عام 1949. ومنذ بدء النزاع العربى الإسرائيلى وحتى إقرار الهدنة فى يناير 1949، اضطر أكثر من 760 ألف فلسطينى للفرار من منازلهم أمام تقدّم القوات اليهودية أو تم تهجيرهم وطردهم من منازلهم بالقوة، وقد لجأ معظم هؤلاء إلى دول مجاورة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الأونروا، في غياب أى جهة أخرى ذات صلاحية، الهيئة الوحيدة الضامنة للوضع الدولي للاجئ الفلسطينى.

وهناك حوالى 5٫9 مليون فلسطينى مسجّلين لدى الأونروا ويمكنهم الاستفادة من خدماتها، التى تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية للمخيّمات والتمويلات الصغيرة والمساعدات الطارئة، بما فى ذلك خلال الفترات التى تشهد نزاعاً مسلّحاً.

وهناك ما مجموعه 58 مخيما للاجئين تعترف بها الوكالة الأممية، بينها 19 مخيّما فى الضفة الغربية التى تحتلّها إسرائيل عسكريا منذ 50 عاما. ويدرس أكثر من 540 ألف طفل فى مدارس الأونروا.