روان سامي تكتب: "حالة خاصة".. مقطوعة إنسانية متفردة في القلوب

روان سامي - باحثة إعلام بمعهد البحوث والدراسات العربية
روان سامي - باحثة إعلام بمعهد البحوث والدراسات العربية

يُعرض خلال الفترة الحالية مسلسل حالة خاصة للنجمة غادة عادل، و النجم الواعد طه دسوقي، والذي يلعب دوره نديم ذلك الشاب المميز الذي يمتلك قدرات عقلية متفردة، ويتمكن من حل الكثير من القضايا الصعبة، ولكنه يعاني من مرض التوحد، وعلى الرغم من ذلك فهو يحاول أن يعمل كمحامى في مكتب المحامية أماني النجار، والتى تلعب دورها النجمة غادة عادل، وبذلك تحدى ظروفه المرضية، والمجتمع الذي رفضه في البداية، ولكنه قاوم وتمكن من النجاح، وانبهر به كل من حوله. 


يُساهم المسلسل فى عرض مرض التوحد بصورة جديدة تجعلنا نتعرف على القدرات العقلية المميزة التي يملكها صاحب هذا المرض، على الرغم من عرض الموضوع قبل ذلك من خلال فيلم التروبيني عام ٢٠٠٧م والذي لعب فيه وقتها الفنان أحمد رزق شخصية الذي يُعاني من التوحد.


وتمكن من عرض الموضوع بشكل جيد، ولكن المسلسل هذه المرة، وخلال الحلقات الأولى منه تمكن من جذب المشاهدين إليه وتعاطفهم مع شخصية نديم، والتي لعبها طه دسوقى بشكل محترف ومتميز، مع الاهتمام بأدق التفاصيل والحركات المُعبرة، وصدق الإحساس، فجعلنا نعيش معه يومه، ونرى كيف يتعامل مع مرضه خاصة أنه يعيش بمفرده، وليس لديه أصدقاء سوى شخص واحد يدعى عم جميل رجل كبير في السن ويمتلك الحكمة والطيبة، وهو من يوجهه ويُساعده للتعبير عما بداخله ومُشاركته ما يحدث له من أحداث وتغيرات ومواقف مختلفة، وهو من يحفزه ليكون أفضل. 


المسلسل يُحيي الأمل من جديد لكل الأمهات الذين لديهم أبناء يعانون من هذا المرض، و يساعد فى تحفيزهم أن يقفوا بجوار أبناءهم وينمو من قدراتهم، ويثقوا بهم، وبإمكانياتهم فهم جزء من هذا المجتمع. 


ويُساعد المسلسل فى تسليط الضوء على فكرة عمل الأفراد الذين لديهم توحد ودمجهم في المجتمع بالشكل الصحيح، فالعمل في مهنة المحاماة يتطلب إمكانيات ومهارات  بكل تأكيد، ولكن فى النهاية حتى إذا كان الشخص لديه توحد، ولكنه متمكن من العمل في هذه الوظيفة أو غيرها فما المانع من حدوث ذلك، وتغيير القوانين لصالح تلك الفئة خاصةً مع اهتمام الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة بذوي الهمم وتمكينهم بتوليهم المناصب المختلفة داخل المجتمع، وإقامة الاحتفالات والمسابقات لهم ومُشاركتهم في الأنشطة الرياضية وغيرها، والنظر إليهم بأنهم يمتلكون قدرات كبيرة يساهمون من خلالها في رفعة وتقدم المجتمع. 


فلا ننسى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عام ٢٠١٨م كعاماً لذوى الاحتياجات الخاصة في مصر، مع تخصيص ٨٠ مليون جنية من صندوق تحيا مصر لذوى الهمم، بالإضافة إلى صدور قانون رقم ٦٦ لسنة ٢٠١٩م، ومنح المجلس القومى للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الاستقلال المالي  والفني والإداري، فأصبح مجلس قومي مستقل بذاته. 


وبالتالى لابد من الإكثار من تلك المسلسلات الدرامية، والأعمال الفنية التى تناقش  القضايا المختلفة، وتتناولها بالطرح الجيد والمبدع، مع عرض التفاصيل بدقة؛ حتى يُشاهدها الجمهور، ومن ثم يكون هناك تغيير إيجابي داخل المجتمع المصري.