شهدت الساعات الأخيرة قبل مباراة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مع الكونغو الديمقراطية أمس حالة من التركيز والحماس وذلك ضمن منافسات دور الـ١٦ لبطولة أمم أفريقيا والتي تستضيفها كوت ديفوار حتى 11 فبراير.
وتحدث البرتغالى روى فيتوريا المدير الفني للفراعنة مع لاعبيه بشكل مُكثّف بهدف توجيه العديد من النصائح لهم، فى مقدمتها الاهتمام بالجانب الدفاعي الجيد، وفرض رقابة صارمة على مفاتيح لعب المنافس.
وحذر المدير الفنى اللاعبين من قوة الفهود خصوصا أن الكرة الأفريقية تطورت بصورة كبيرة مطالبا إياهم بضرورة استغلال الفرص التى تُتاح لهم وعدم تكرار ما حدث فى مباريات غانا وموزمبيق والرأس الأخضر.
وتحدث البرتغالى فى محاضرة عن ضرورة تلاشي الأخطاء السابقة التى ظهرت فى أدائهم خلال المباريات السابقة خاصة لقاء كاب فيردي الماضي وفي مقدمتها التوتر والرعونة وعدم التركيز أمام مرمى المنافس.
وفرض الجهاز الفنى سياجا من السرية على المعسكر وسط حالة من التركيز الشديد بين جميع اللاعبين والجهاز الفنى خوفا من أعين الجواسيس.
وشهدت كواليس اللحظات الاخيرة استنفارا بين الجميع منذ تناول اللاعبين والجهاز الفنى وجبة الافطار تلاها اجتماعات وجلسات عديدة من فيتوريا مع أكثر من لاعب وفى جلسات مجمعة من أجل مطالبة الجميع بالتركيز والتأكيد على اهمية المباراة والتى يعقد عليها آمالا كبيرة فى الظهور بصورة جيدة وإسعاد المصريين.
وشدد فيتوريا خلال جلساته مع اللاعبين على أهمية السعى لحسم المباراة مبكرا مشددا على أهمية إحباط الهجمات المرتدة من المنتخب المنافس.
كما شدد على أهمية التسجيل المبكر، محذرا من إحراز المنافس لهدف مبكر يربك حسابات الفراعنة.
كما تحدث المدير الفنى مع لاعبيه عن أهمية تنفيذ تعليمات الجهاز الفنى بالحرف الواحد من أجل التفوق على المنافس والذى يسعى لتحقيق مفاجأة بالتأهل لربع النهائى على حساب الفراعنة.
ورغم التفوق التاريخى لـ»الفراعنة» على حساب الكونغو، فإنه لا يكفى التاريخ وحده لحسم مثل هذه المباريات، خاصة فى ظل حالة التوتر التى تسيطر على المنتخب منذ بداية البطولة، وبعد تعرض ٣ لاعبين مهمين للإصابة، بداية من محمد صلاح، الذى سافر إلى إنجلترا لاستكمال علاجه من شد العضلة الخلفية، إلى جانب محمد الشناوى، الذى سافر إلى ألمانيا بسبب تعرضه لخلع فى الكتف، وأخيرًا إمام عاشور، الذى تعرض لارتجاج فى المخ، لكنه تعافى وما زال فى المعسكر.
فى الوقت نفسه، بدت أسهم منتخب الكونغو الديمقراطية كبيرة فى الذهاب بعيدًا خلال هذه البطولة، بعد المستوى الجيد الذى قدمه خلال مباريات الدور الأول، خاصة أمام منتخب المغرب القوى فى الجولة الثانية.
وركز فيتوريا، على النواحى المعنوية للاعبين من أجل التغلب على سوء التوفيق والإحباط الذى لازمهم خلال مباريات الدور الأول، على أمل أن يتحسن الأداء فى الأدوار الإقصائية.
ويقف التاريخ فى صف الفراعنة على حساب نظيره الكونغو الديمقراطية، بعد أن التقيا فى ١٢ مباراة سابقة، ٨ رسمية و٤ ودية، شهدت فوز «الفراعنة» فى ٨ مباريات، مقابل فوز وحيد لـ»الفهود»، بينما كان التعادل حاضرًا فى ٣ مناسبات، وذلك قبيل اللقاء المرتقب بينهما.
وأعرب المدير الفنى عن ثقته الكبيرة فى اللاعبين، وقدرتهم على تحقيق الفوز، بشرط استغلال الفرص أمام مرمى المنافس، وتقريب الخطوط، وعدم ارتكاب هفوات دفاعية أمام مرمى محمد أبوجبل.
وشدد المدرب البرتغالى على أن مباراة امس هى بداية الطريق للمنافسة على اللقب الإفريقى، خاصة مع تميز المنتخب على مدار تاريخه بالتطور من مباراة لأخرى فى البطولات المجمعة، مطالبًا لاعبيه بالضغط على لاعبى الكونغو بطول الملعب، وعدم منحهم الحرية لتناقل الكرات.
ورأى فيتوريا أن مباراة أمس ليست سهلة كما يتوقعها البعض فالمنتخب الكونغولى يضم لاعبا أو أكثر مميزا فضلا عن تصريحات مدربهم بأنه سيلعب بدون ضغوطات وأن الفراعنة مرشحون للفوز والتأهل للربع النهائى.
وكان فيتوريا قد أكد خلال المؤتمر الصحفى أن الفراعنة جاهزون للمباراة، رغم أنها لن تكون سهلة.
وأكد روى فيتوريا أن مواجهة الكونغو مهمة جدًا بالنسبة للفراعنة معتبرًا أن كل المواجهات كئوس خصوصًا فى الأدوار الإقصائية.
وقال فيتوريا إنه يشعر تجاه مباراة أمس بمسئولية كبيرة وبمعنويات مرتفعة من أجل الصعود للدور التالى مشددا على أن المنافس يضم أكثر من لاعب مميز ومحترف فى الدوريات الأوروبية، مشيرًا إلى أنه لا يفكر فيمن سيواجه بل يسعى للفوز دوما.
وأشار إلى أن الخريطة فى القارة الأفريقية تغيرت ولا يوجد فريق صغير فكل الذى يشغله هو حصد النقاط الثلاث، قائلًا إنه قام بدراسة الفهود جيدًا معترفا بوجود «أخطاء دفاعية» فى تشكيلة الفراعنة فى المباريات الثلاثة الماضية فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، وأنه سعى لعلاجها أمام الكونغو الديمقراطية.
وقال فيتوريا إن لكل مباراة تفكيرا مختلفا، واعدا بتحسن الأداء الدفاعى أمام الفهود.
