ما بين استقالة مصطفى كامل وتفويض حلمى عبد الباقى.. رياح التغيير داخل نقابة الموسيقيين

نقابة الموسيقيين
نقابة الموسيقيين

يبدو أن رياح التغيير قد عصفت من جديد داخل أروقة نقابة المهن الموسيقية، فبعد فترة قصيرة لا تتجاوز الـ15 شهرًا من تولي الفنان مصطفى كامل منصب نقيب الموسيقيين، ورغم تحقيقه عدد من الإنجازات لصالح النقابة وأعضائها، إلا إنه فاجأ الجميع بإعلان استقالته وتخليه عن المنصب، وتفويض مهامه للفنان حلمي عبد الباقي - وكيل أول النقابة -، دون إبداء أو توضيح أسباب ودوافع قراره، لكنه لمح بشكل غير مباشر عن بعض السلوكيات الغير أخلاقية التي تصدر عن فئة من أعضاء النقابة.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه “هل سيعدل عن قراره أم لا؟”.

أثار قرار استقالته حالة من الجدل بين أعضاء مجلس النقابة والجمعية العمومية الذين أعلنوا كامل دعمهم ومساندتهم له، ورفضهم قرار الاستقالة، وعلى رأسهم الفنان حلمي عبد الباقي الذي كتب عبر حسابه الشخصي على “فيس بوك”: “تحية تقدير وحب وعرفان إلى صديق عمري وأخويا الفنان الكبير مصطفى كامل النقيب العام للمهن الموسيقية، أعلن رفضي التام للبيان الذي قام صديقي العزيز بنشره على صفحته وهو إسناده مهمة النقابة لي”، وأضاف: “وأنا بقوله لم ولن أستطيع أن أقبل بتلك المهمة الثقيلة لأنك حققت ما لم يستطع أي إنسان على مدار سنوات وسنوات، وكذلك لن يستطيع أي إنسان بمن فيهم أنا شخصيا أن يكمل مشوارك الذي بدأته أنت بجهدك وعرقك وتفانيك في خدمة كل فرد في الجمعية العمومية الذي يحتاج إلى صفحات كي نحصر تلك الإنجازات”، واختتم قائلاً: “أرفض هذا البيان شكلا وموضوعًا ومكانك في انتظارك كي تسعدنا بوجودك”.

كما أصدر مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية بيانًا رسميًا وجاء فيه: “يعرب أعضاء مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية برغبتهم المستقلة وبإرادتهم الحُرة عن دعمهم للنقيب العام الأستاذ الفنان مصطفى كامل في أداء مهامه والتي باتت ثمارها واضحة للجميع من إنجازات تحققت على أرض الواقع والتي أحدثت طفرة هامة وحيوية ونوعية في كافة أعمال وخدمات النقابة ولسنا بصدد حصر هذه الإنجازات تفصيلا لأننا نحتاج ملء هذه السطور ولن تكفينا”.

وأضاف البيان: “ويشير أعضاء مجلس الإدارة والنقيب العام إلى أنهم لن يلتفتوا إلى المتربصين والحاقدين على النجاحات التي حققتها النقابة وملأت السمع والأبصار، ولن تزيدهم إلا عزيمة وإصرار على استكمال مسيرة التقدم والتى تصب في خدمة الجمعية العمومية”.

واستكمل البيان: “نؤكد كأعضاء لمجلس لنقابة المهن الموسيقية على الدعم والمساندة التامة للنقيب العام الفنان مصطفى كامل ونثمن خطواته في طريق التغيير والإصلاح والذي شهد له الجميع، ولن نقبل أن يكون هناك بديلا لاستكمال النهوض بنقابتنا العريقة.. وفقنا الله جميعا إلى ما فيه الخير”.

ورغم حالة الدعم والمساندة التي تلقاها كامل من زملائه وأصدقائه الفنانين، إلا إنه لم يُعلن تراجعه عن قراره حتى كتابة هذه السطور، ويبدو أن الأمور قد تفاقمت إلى الحد الذي يصعب السيطرة عليه، وهو ما أوضحه خلال البيان الذي أصدره عبر حسابه الشخصي على “فيس بوك” قائلاً: “دعوت الله كثيراً وكثيراً بآيته الكريمة (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)، لكن الحمل يزيد يومًا تلو الآخر وبلا رحمة وبلا وعي، وللأمانة فاق طاقتي وقدرتي وأعصابي، وكأن المطلوب مني أن أكون إنساناً آليًا وهذا ما لا أستطيع فعله وعلى ذلك أشعر أنني في أشد الإحتياج إلي بيتي وأسرتي وفني وأصدقائي الذين أختارهم برغبتي ولست مجبورًا علي صداقتهم ولا هم مجبورين علي صداقتي ووجودي بينهم، وشكرًا لحضراتكم جميعًا على هذه الفترة التي قضيتها معكم، ويكفيني إحترام المحترمين ودعوات الصادقين والمخلصين”.

وشهدت فترة تولى “كامل” لمنصب نقيب الموسيقيين أحداث وأزمات عديدة، منها ما يتعلق بالشق الإداري وآخر بالفني، لعل آخرها اتهام سماح القرشي - زوجة الموسيقار حلمي بكر - له بالتشهير بها والاساءة إلى سمعتها في بلاغ رسمي تقدمت به لمديرية أمن الجيزة، بعد اتهامه لها بتأجير عدد من الأشخاص لضرب زوجها الموسيقار حلمي بكر.

لعل من أبرز القرارات التي أثارت جدلاً وأشعلت الخلافات والمشاكل منع أي فنان من الاستعانة بـ “فلاشة” في الحفلات الجماهيرية، وإلزامه بإصطحاب فرقة موسيقية لا تقل عن 8 عازفين، وذلك لحل أزمة البطالة التي يُعاني منها عدد كبير من العازفين الموسيقيين، لكن هذا القرار لم يُسفر بتحقيق نتائجه المرجوة، وتم الاستعانة بالـ”فلاشة” في عدد كبير من الحفلات التي أُقيمت خلال الفترة الماضية.

واجه أيضًا مصطفى كامل انتقادات واسعة وسخرية من طريقة تعامله مع الأزمات الشخصية التي تعرض لها عدد من الفنانين، أبرزها أزمة المطرب أحمد سعد مع منظمة حفله في تونس، وأيضًا الأزمة الصحية التي مرت بها المطربة شيرين عبد الوهاب، والمطرب إيمان البحر درويش، كما واجه اتهامات باستغلاله لمنصب نقيب الموسيقيين من أجل تحقيق مكاسب على الصعيدين الشخصي والفني.

إقرأ أيضاً : غدًا.. وقفة في نقابة الموسيقيين للمطالبة برجوع مصطفى كامل عن قرار الاستقالة 

;