في ذكرى ميلاد السندريلا .. سعاد حسني عاشت أوجاع الفراق والوحدة والمرض

سعاد حسني
سعاد حسني

نورهان‭ ‬نبيل‭ ‬

كل من يتابع أفلامها أو يشاهد صورها سواء من كواليس أعمالها أو جلسات التصوير الخاصة يحسدها على جمالها وخفة ظلها وحلاوة روحها التي انعكست على شكلها الخارجي وخصوصًا عيونها التى تميزت بالشقاوة، ولكن خلف هذه الحياة المليئة بالشهرة والنجاحات والانجازات وحب الملايين لها أزمات ومآسي حقيقية حولت حياتها لجحيم رغم كل محاولاتها للخروج منها والتعافي.. حديثنا هنا عن السندريلا التي لم ولن تتكرر سعاد حسني، وفي السطور التالية نرصد أبرز الأزمات التي عانت منها وعاشت عدة انكسارات بسببها.

نأتي بأول كارثة حلت بالسندريلا وهي في عز تألقها الفني، وهي وفاة شقيقتها الصغيرة صباح والتي كانت أقرب أشقائها، وكانت تستعد لدخول مجال الفن مثلها وتوقع لها الكثير من المخرجين مستقبل فني باهر، سعاد تلقت الخبر وهي مع والدتها برأس البر أثناء قضائهما أجازة قصيرة، ووقتها أصيبت بصدمة شديدة ونشرت الصحف وقتها خبر جاء كالتالي : “مصرع صباح شقيقة نجاة الصغيرة.. لقيت صباح (20 سنة) شقيقة نجاة الصغيرة وسعاد حسني مصرعها في الطريق الزراعي، كانت صباح تنوي الاشتغال بالسينما، وكان السينمائيون يتوقعون لها مستقبلا ناجحًا.. وقع الحادث قرب إيتاي البارود على إثر تصادم السيارة التي كانت تستقلها صباح بسيارة لوري كانت في طريقها إلى القاهرة، كانت صباح متجهة إلى الإسكندرية لحضور حفلة غنائية تحييها شقيقتها نجاة.

وقع الحادث مساء الأربعاء الماضي، ماتت صباح عقب الحادث بنصف ساعة، تعرفت الشرطة على شخصيتها بعد 24 ساعة من الحادث، قامت بإبلاغ شقيقتها سعاد حسني بالنبأ، الذي أبلغته بدورها لنجاة، والتي ألغت الحفلة التي كانت تنوي احيائها “ .

هذه ليست الصدمة العائلية الوحيدة فى حياة سعاد، فقد رحل شقيقها جلاء الذي كان من المقربين لها بشكل مفاجئ حيث ذهبت لمنزله فى شهر رمضان وعمره لم يكن يتجاوز وقتها الأربعين عاما، وقد توفي بشكل مفاجئ جعلها تدخل بصدمة كبيرة.

ثم توالت الكوارث على سعاد حسني، فلا يوجد أصعب من الفراق والموت، حيث فقدت والدتها وهو ما أصابها باكتئاب وزاد بعد رحيل صلاح جاهين والذي كانت شديدة الارتباط به وكانت تستشيره في عدة أمور تتعلق بحياتها الفنية والخاصة معًا.

جميع المقربين من سعاد حسني يؤكدون أنها لم تحقق حلم حياتها وهو تكوين أسرة وإنجاب اطفال، وذلك رغم زيجاتها المتعددة والتي كان مصيرها الفشل ويمكن تفسيره بسوء حظ في بعض الأحيان وأحيان أخرى سوء اختيار لشريك الحياة، فكان الطلاق والانفصال النتيجة دائما بعد كل قصة حب عاشتها.

عانت السندريلا سعاد حسني من الوحدة طوال حياتها، فهي فقدت شقيقتها ثم شقيقها ثم والدتها ثم أقرب أصدقائها وفشلت في تحقيق حلم الأمومة وتكوين الأسرة، ولم يبقى لها سوى الفن والشهرة، ورغم حبها الشديد للتمثيل وعشقها للكاميرا ولكن الحزن ملأ قلبها لأن النتيجة فى النهاية كانت الوحدة والألم .

ولكن حلت المصيبة الأكبر على رأس سعاد حسني عندما أصيبت بمرض العصب السابع والذي تحدثت عنه شقيقتها وقالت :” جالها العصب السابع من التكييف والمروحة مع بعض، وفجأة صحيت من النوم ولقت عينها فيها كسرة، ولم تذهب إلى الطبيب وأهملت فى العلاج، فزاد عليها المرض، لأنه كان من المفترض عليها الذهاب مباشرة إلى الطبيب لتلقي العلاج”.

وحينما قررت سعاد حسني زيارة الطبيب أخبرها بأن حالتها تأخرت وعليها أن تُعالج بأقراص الكورتيزون، وبالفعل بدأت رحلة علاجها وساعد ذلك في زيادة وزنها، كما كانت تعاني من تآكل في لثتها مع شعورها بآلام في الظهر .

أصيبت سعاد حسني باكتئاب شديد وكان يزداد كلما نظرت لنفسها بالمرآة، وزاد الأمر سوءا عندما بدأ الكثيرون لا يعرفونها بسبب وزنها الزائد، ومنهم حسن يوسف وشمس البارودي عندما قابلوها بالصدفة في لندن .

سعاد كان لديها أمل أن تنتصر على المرض وعلى وزنها، لكنها توفيت بشكل مأساوي وغامض جعل الكثيرون يتسائلون حتى هذه اللحظة، هل الاكتئاب سيطر عليها فقررت الانتحار، أم أنها جريمة مدبرة؟.. ومازالت الإجابة على هذا السؤال غامضة.

إقرأ أيضاً : في ذكرى ميلاد السندريلا.. تاريخ سينمائي انتهى بـ «كارثة»

;