يفضل العزلة.. يكرر الجمل والكلمات.. يفضل التعامل مع الجماد وليس البشر..
تلك هى أهم صفات المصابين باضطرابات طيف التوحد التي يواجه فيها الأشخاص صعوبة في تطوير علاقاتهم الاجتماعية العادية، أو استخدام اللغة بشكل طبيعي. والملفت للنظر أن هناك علاقة كبيرة بين «التوحد» و»النجاح».. فهناك العديد من المشاهير المصابين باضطراب طيف التوحد الذين استخدموا نقاط قوتهم وقدراتهم فى تحقيق النجاح أو الشهرة أو إنجاز أشياء مذهلة ومنهم علماء مثل ألبرت أينشتاين - عالم رياضيات - وهنري كافنديش - عالم كيمياء - وتشارلز داروين - عالم الطبيعة والجيولوجي - وباربرا مكلينتوك - عالمة الوراثة الخلوية - وإسحاق نيوتن - عالم الرياضيات والفلك والفيزياء - وهناك أشهر ما انجبت ملاعب كرة القدم وهو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي نجح في أن يتغلب علي «التوحد» ليتحول الي أسطورة ورمز في تاريخ كرة القدم.. وهناك أيضا رجل الأعمال الأشهر عالميا وأغنى أغنياء العالم إيلون ماسك الذي أعلن أنه مصاب بطيف التوحد في ٢٠٢١.
نماذج كثيرة في مجتمعنا مصابة بطيف التوحد لكن قليلا ما نلتفت إليها رغم قدراتهم وعبقريتهم التي تضعهم في مكانة خاصة. ومؤخرا ظهر العمل الفني والدرامي الأول من نوعه في مصر والوطن العربي الذي يجسد حياة المصابين بطيف التوحد.
مسلسل «حالة خاصة» بطولة النجمة غادة عادل، وطه دسوقى، النجم الشاب الذي اجاد وتألق في كل أعماله التي قدمها حتى الآن، ومجموعة من الفنانين الشباب، وتأليف مهاب طارق وإخراج عبد العزيز النجار وإنتاج طارق الجناينى، بجانب اختيار الموسيقار الكبير هاني شنودة لتنفيذ الموسيقى التصويرية للمسلسل.
عندما تبدع الدراما بالفعل يكون العمل «حالة خاصة» جدا.. فقد نجح المسلسل في تقديم دراما إنسانية تعالج قضية اجتماعية وانسانية دقيقة، وقدم رسالة مهمة وهي أن النجاح لا يعرف المستحيل واختلافك هو أهم ما يميزك عن الآخرين ويدفعك للتفوق مهما كانت الصعاب والتحديات.. وأن الحكم على الشخص لا يكون بمظهره أو بحالته الصحية، وإنما بإعطائه الفرصة ليثبت كفاءته، وتميزه عن الآخرين.
