بعد فوز دونالد ترامب، بالانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير الثلاثاء الماضي، ازدادت مخاوف جو بايدن من الفوز مجددا في انتخابات أمريكا 2024، وتكرار ما فعله قبل 4 سنوات.
اقرأ أيضًا: انسحاب «ديسانتيس» يعيد ترتيب الأوراق ويهدد آمال «نيكي هيلي» في التفوق على ترامب
ولفتت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن توقع تكرار بايدن وترامب - وهو الأقرب لليقين - يعد بمثابة أخبار سيئة داخل الولايات المتحدة وخارجها، مع الأخذ في الاعتبار ثقل البلاد عالميا والذي سيتأثر حال تمكن ترامب من العودة للبيت الأبيض من جديد.
إلى أنه بعد الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نيو هامبشاير، يبدو أن السباق على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة قد أوشك على الانتهاء، على الرغم من أنه قد بدأ للتو، فمن الواضح أن أغلبية كبيرة من الناخبين المحافظين يريدون منح دونالد ترامب فرصة أخرى على الرغم من النكسات الانتخابية التي مني بها ودوره في التنافس الخطير على نتائج الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٠.
ترامب.. المرشح المُفضل
ويحظى رجل الأعمال السابق بالاستحسان رغم رفضه الدائم للمساءلة القانونية، فقد اصطف النظام القديم خلف الحزب الذي داس على هذه المبادئ باستمرار، وبدلا من أن تمنعه المحاكمات من العودة، فإنها أبرزت ردود الفعل المساندة لشخص ترامب الذي تقدمه إعلانات الحملة الانتخابية، في ظاهرها، على أنه "هدية من الله"، قبل أشهر قليلة من انتخابات أمريكا 2024.
وأضافت لوموند، بأن عدم رؤية أي مرشح آخر سوى ترامب يحكم على ترشيح حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، نيكي هيلي، بالفشل، على الرغم من مسيرتها المهنية المثالية.
اقرأ أيضًا: انتخابات أمريكا 2024 | دعوات لكتابة وقف إطلاق النار بغزة على بطاقات التصويت
وتظهر نوايا التصويت التي تم قياسها حتى الآن أن ترامب يسعى جاهدا لتحقيق فوز ساحق على الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في الخامس من نوفمبر.
وعلى الرغم من التزامه عام 2020 بأن يكون "جسراً" لجيل جديد من القادة الديمقراطيين، فقد اختار على العكس من ذلك مواجهة نفس الخصم مرة أخرى. وهو مقتنع بالفعل بأنه قادر على تكرار انتصاره الذي حققه قبل أربع سنوات.
ويشكل هذا العناد المزدوج خبراً سيئاً بالنسبة للولايات المتحدة، بل وخارجها، نظراً لوضعها وثقلها خارجيا وحول العالم.
عامل السن يُحرج ترامب وبايدن قبل انتخابات أمريكا 2024
وازدادت الانتقادات الموجهة إلى جو بايدن والتي تتمحور غالبيتها حول سنه، وهو ما يفسر نوبات الإرهاق التي يقدمها منتقدوه كعلامات على الخرف، لا يستطيع دونالد ترامب، الذي سيبلغ 78 عاما في يونيو، أن يقدم نفسه كبديل مذهل، خاصة أنه أثار للتو تساؤلات من خلال الخلط بين خصمه الجمهوري ورئيسة مجلس النواب السابق نانسي بيلوسي خلال تجمع انتخابي لسبب غير مفهوم.
اقرأ أيضًا: انتخابات أمريكا 2024| مخاوف أوروبية بسبب انقسام الأمريكيين
هذا الوضع والآجال القانونية التي تنتظره، والتي يسعى محاموه إلى تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، والفوز المحتمل الذي يضعه مرة أخرى فوق القانون، يعني أن الحملة الرئاسية المقبلة ستكون بالتأكيد الأغرب في التاريخ الأمريكي، وتبدو نتائجها أكثر غموضا حيث يظهر المرشح المحافظ أقل ميلا من أي وقت مضى لقبول حكم استطلاعات الرأي، ومع تزايد أعداد الناخبين الجمهوريين الذين يعتقدون أنهم بحاجة إلى زعيم مستعد لانتهاك القواعد باسم انعاش البلاد.
ونوهت الصحيفة إلى أنه ينبغي أن تكون الحملة الانتخابية الرئاسية فرصة لمعركة الأفكار ووجهات النظر الاستباقية والمتفائلة، ونشأة تحديات كثيرة، خاصة فيما يتعلق بالمناخ الذي لا يتحدث عنه الرئيس السابق أبدا. ولكن إذا ظلت الأمور على ما هي عليه الآن، فسوف يضطر الناخبون في الولايات المتحدة إلى إعلان الحداد على خسارة "الحلم الأمريكي". ولن يكون أمامهم سوى الاختيار في نوفمبر بين إدانة "المذبحة" التي يُزعم أنها حلت ببلادهم، وسط تجاهل للحقائق، والتحذير من خطر الانهيار الديمقراطي الذي تدعمه للأسف خطب دونالد ترامب اللاذعة.
