تحل اليوم الذكرى الـ 81 لميلاد الفنانة سعاد حسنىي، والتي تُعد من أبرز نجمات السينما العربية وأكثرهن تأثيرا، تميزت أدوارها بالبساطة والعمق، وقدمت ما يقرب من 85 فيلما يحمل الكثير منها علامات فى تاريخ السينما.
في مثل هذا اليوم 26 يناير عام 1943 ولدت الفنانة الجميلة سعاد محمد حسني البابا ـ الشهيرة بسعاد حسني في حي الفوالة بالقاهرة، لأسرة فنية فجدها حسني البابا صاحب الأصول السورية كان يعمل مطربا في دمشق، ووالدها محمد حسني البابا كان خطاطا مشهورا لكنه مزواجا ومتعدد الزيجات، عمل في القصر الملكي، ولها اكثر من 17 أخا وأختا، فشقيقها عازف كمان وكان يعزف في فرقة أم كلثوم، وأختها الفنانة نجاة الصغيرة.
منذ أن بلغت سعاد حسنى الثالثة عام 1945 بدأت تندمج مع الجو الفني حولها حتى قدمها زوج شقيقتها مفتش الموسيقى بالتعليم إلى ركن الأطفال في بابا شارو، وبالصدفة كان هناك احتفال بشم النسيم في حديقة الحرية لتنطلق وتغنى أغنية "أنا سعاد أخت القمر بين العباد حسني اشتهر" وتغني أيضا "طولي شبر وصوتي سحر وجهي بدر كلي بشر".
أول فيلم غنت فيه سعاد حسنى هو "هـ 3" إخراج عباس كامل عام 1961 حيث قدمت ديالوجين غنائيين الأول من ألحان الموجي مع ماهر العطار تقول فيه "قوللي قالتلك إيه أمي ورأيها إيه"، والثاني مع المطربة طروب والراقصة قطقوطة تقول سعاد حسنى فيه "إحنا ثلاثة وهمه ثلاثة والحب أقوى من الثلاثة" ألحان محمد جمال.
رشح الكاتب عبد الرحمن الخميسى سعاد حسنى للتمثيل في مسلسله الذى كتبه للإذاعة "حسن ونعيمة " لكن رفض المخرج محمد توفيق لصغر سنها واختار بدلا منها كريمة مختار، ونجح المسلسل في الإذاعة، وعندما قام الكاتب بتحويل المسلسل إلى فيلم سينمائي وعهد به الى المخرج هنري بركات الذي رشح فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ للدور على أن تقوم سعاد حسني بدور صديقة البطلة، إلا أن الموسيقار محمد عبد الوهاب صاحب الشركة المنتجة للفيلم اختار وجهين جديدين تماما لم يسبق لهما العمل بالسينما فكانت سعاد حسني ومحرم فؤاد اللذان قدمهما لأول مرة للسينما نهاية الخمسينات.
من المعروف أنه بعد أن قدم عبد الرحمن الخميسى اكتشافه سعاد حسنى وهى في الخامسة عشر من عمرها إلى المخرج هنرى بركات وقبل تصوير "حسن ونعيمة" أسند الخميسى إلى الفنانة إنعام سالوسة والفنان إبراهيم سعفان الذى كان أستاذا للغة العربية مهمة تعليم سعاد القراءة والكتابة لأنها لم تلتحق بمدارس نظامية بسبب ظروفها العائلية إذ ساعدها إبراهيم سعفان على تعلم اللغة العربية في 6 أشهر، بما يعادل درجة طالب في الإعدادية.
انطلقت سعاد حسنى في السينما فلم تمثل للمسرح ولا التليفزيون ـ سوى مسلسل هو وهى ـ ولا الغناء في الحفلات فعملت خلال مشوارها الفني مع 37 مخرجا وقدمت 85 فيلما منها: حلوة وشقية، شقاوة رجالة، حواء والقرد، شباب مجنون جدا، بابا عايز كده، التلميذة والأستاذ، ثم انتقلت الى مرحلة متقدمة في الأشقياء الثلاثة، غصن الزيتون، ليلة الزفاف، الثلاثة يحبونها، الطريق، صغيرة على الحب، شقة الطلبة، الزوجة الثانية، الزواج على الطريقة الحديثة، أميرة حبي أنا، شيء من العذاب، موعد على العشاء، شفيقة ومتولى، اين عقلي، الحب الذي كان، خلى بالك من زوزو، شروق وغروب،الكرنك، أهل القمة، وغيرها وآخر أفلامها فيلم الراعي والنساء مع أحمد زكي ويسرا.
بالإضافة الى أربعة أفلام أجنبية قدمتها سعاد حسنى للسينما الأول لبناني اسمه "نار الحب" عام 1968، والثاني مصري سوفيتي باسم "الناس والنيل" عام 1972، والثالث عراقي باسم "القادسية" عام 1981، والرابع فيلم مغربي.
من أشهر أغانى سعاد حسنى في أفلامها يا واد ثقيل، بانو بانو بانو على أصلكم بانو، بمبي بمبي، ما انتاش قد الحب يا قلبي، حبيبي أنت يا فيلسوف، خلى بالك من زوزو، دولا مين دولا مين دولا عساكر مصريين التى كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم، إلى جانب أغانى مسلسلها التليفزيوني الوحيد "هو وهي "مع الفنان أحمد زكي حيث لم تكرر التجربة فى التليفزيون.
حصلت سعاد حسني على جوائز متعددة عن معظم أفلامها واختار النقاد تسعة من أفلامها في استفتاء قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية هى: الزوجة الثانية، غروب وشروق، القاهرة 30، الاختيار، زوجتي والكلب، الكرنك، أهل القمة، خلي بالك من زوزو، على من نطلق الرصاص.
أصيبت سعاد حسنى في سنواتها الأخيرة بزيادة كبيرة في الوزن وورم في الوجه ومشاكل فى العمود الفقرى، وسافرت إلى لندن للعلاج، لكنها ماتت في حادث مأساوى عام 2001 بعد أن وجدت ملقاة على الأرض بعد سقوطها من شرفة شقة صديقتها نادية يسري ليصنف الحادث انتحارا، بينما أكدت الشواهد أنها جريمة قتل لتغلق القضية بدون قرار.
