ع الزيرو

عثمان علام يكتب: وقود جديد للطائرات

عثمان علام
عثمان علام

■ بقلم: عثمان علام

تتجه مصر عبر وزارة البترول والشركة القابضة للبتروكيماويات لتدشين مشروع باستخدام وقود أكثر استدامة للطائرات بديلاً للوقود، وذلك وفقاً لقرار الاتحاد الاوروبى الذى صدر منذ أيام لتعميم الامر فى جميع أنحاء العالم فى محاولة للمساعدة لإزالة الكربون من القطاع.

وقد وافق المشرعون فى الاتحاد الأوروبى منذ أيام على قواعد جديدة تلزم شركات الطيران باستخدام وقود أكثر استدامة فى جميع أنحاء العالم فى محاولة للمساعدة لإزالة الكربون من القطاع.

و بموجب هذا فإن المعايير الجديدة التى تم اعتمادها خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبى فى ستراسبورج بفرنسا، يجب أن يكون 2 % من وقود الطائرات مستداما اعتبارا من عام 2025، مع زيادة هذه الحصة كل خمس سنوات لتصل إلى 70 % بحلول عام 2050.

و قال البرلمان إن الوقود المستدام سيشمل “الوقود الاصطناعى، وبعض أنواع الوقود الحيوى المنتجة من المخلفات الزراعية أو الغابات، والطحالب، والنفايات الحيوية، وزيت الطهى المستخدم أو بعض الدهون الحيوانية”.

وسيتم اعتبار وقود الطائرات المعاد تدويره والمنتج من غازات النفايات والنفايات البلاستيكية، بالإضافة إلى الهيدروجين المتجدد، صديقًا للبيئة، فى حين لن يتم اعتبار الوقود القائم على المحاصيل الغذائية والوقود المشتق من مواد النخيل وفول الصويا.

و قالت المفوضية الأوروبية إن قطاع الطيران يمثل 13.9 % من انبعاثات وسائل النقل فى الاتحاد الأوروبى، مما يجعله ثانى أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة فى القطاع بعد النقل البرى.

و يعد هذا التشريع جزءا من حزمة الاتحاد الأوروبى مناسبة لـ 55، والتى تحدد هدف خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحرارى العالمى بنسبة 55 ٪ على الأقل بحلول عام 2030. كما حدد الاتحاد الأوروبى هدف الوصول إلى الحياد المناخى بحلول عام 2050. وتقول إنها بحاجة إلى خفض انبعاثات وسائل النقل بنسبة 90٪ مقارنة بمستويات عام 1990 لتحقيق ذلك.

و تمت الموافقة على القواعد الجديدة بأغلبية 518 صوتا مقابل 97 صوتا وامتناع ثمانية عن التصويت. وبمجرد إقرارها من قبل الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، فإنها ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يناير 2024.

و قالت المفوضية الأوروبية فى وقت سابق من هذا العام إنه من المتوقع أن تؤدى هذه الخطوة إلى تقليل انبعاثات الكربون من الطائرات بنسبة الثلثين بحلول عام 2050 مقارنة بسيناريو “عدم اتخاذ إجراء”.

و مع ذلك، لا تزال مخزونات وقود الطيران المستدام منخفضة.

و تقول وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبى إن العرض يمثل أقل من 0.05 % من إجمالى استخدام وقود الطائرات فى الاتحاد الأوروبى.

ولا يمكن لمصر أن تقف متفرجة فى هذا الصدد، لأن ذلك سيعرض شركات الطيران المصرية لتوقيع غرامات كبيرة او ربما تمنع بعض الدول حركة الطيران اليها، وهذا يفتح آفاق جديدة لقطاع البترول المصرى بأن يجارى العالم فى النقلة البيئية الجديدة التى تخلص العالم من مخلفات الكربون المُضر، لخلق بيئة بظيفة.

وأعتقد أن هناك مباحثات تتم بين اعضاء الحكومة لإتمام هذا المشروع، وستشرع الشركات المصرية فى تدشين المشروع قريباً، لتكون مصر من الدول الاكثر استجابة للمعايير البيئية الدولية.