جمعة: الثقافة الإسلامية تجمع بين التأصيل الشرعي والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضرها

الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الثقافة الإسلامية بوصفها مجموعة المعارف والمعلومات النظرية والخبرات العملية والتطبيقية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرَّفة، هي الهوية الراسخة لتكوين الشخصية الإسلامية المتميزة في معارفها، المطَّلعة على ثقافة عصرها المتبنِّية لقضاياه، وهي التي يكتسبها الإنسان ويحدد في ضوئها طريقة تفكيره ومنهج سلوكه في الحياة.

وأضاف "لا شك أن خطابًا ثقافيًّا وسطيًّا سمحًا رشيدًا منضبطًا يسهم وبقوة في قضايا البناء والتعمير وتحقيق الأمن المجتمعي والأمن النفسي، كما يسهم في تحسين مناخ العلاقات الإنسانية في المجتمع، وتحقيق وسائل الاندماج وقبول الآخر وفقه العيش المشترك بين أبنائه، وهو مطلب ديني ووطني وإنساني.

 وتابع  "إذا كانت الثقافة أمرًا تراكميًّا، وكلما كانت المعلومات المتراكمة عبر الزمن أكثر كانت الثقافة أغزر وأعمق؛ فإن الثقافة الإسلامية تتميز بأنها تجمع بين التأصيل الشرعي والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها، وما يواجهها من تحديات وما يتاح لها من فرص، وعرض ذلك كله بما يتسق وروح العصر، حيث عرَّفها بعض المفكرين والكتاب بأنها: معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر.

وذكر "من منطلق مسئوليتنا الشرعية في نشر صحيح الثقافة الإسلامية، ثقافة التسامح والسلام، وبيان أوجه الكمال والأدب والجمال فيها، وتأصيل فقه العيش المشترك، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومواجهة التحديات الفكرية نقدم من خلال التعاون مع وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب "موسوعة رؤية" تلك الموسوعة العصرية التجديدية في الثقافة الإسلامية؛ لتلقي الضوء على بعض الجوانب الرئيسة فيها، بدءًا من ثوابت الإيمان، وأوجه الكمال والجمال في القرآن الكريم، والأدب مع سيدنا رسول الله ، مرورًا ببيان المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية.

وفلسفة الحرب والسلم والحكم في الإسلام، ومسئولية الكلمة وأمانتها، مع مقالات في بيان أهمية التجديد وحتميته في ضوء مستجدات الواقع والفهم الصحيح له في إطار الحفاظ على الثوابت الشرعية، وإلقاء الضوء على فن الخطابة عبر العصور الإسلامية بوصفه من الوسائل الرئيسة التي لا غنى عنها في نشر الثقافة الإسلامية، ثم الحديث عن دلالات ومعاني وبركة أسماء الله الحسنى، والحديث عن فلسفة الحياة والموت، وبيان أن الموت للمؤمن ليس عقدة وليس عائقًا؛ لأن المؤمن يُدرك أنه سيجني ثمرة عمله إما في الدنيا وإما في الآخرة وإما فيهما معًا، فالموت عند المؤمن انتقال لا انتهاء، وختامًا يأتي الحديث عن فن المقدمات والخواتيم الذي لا غنى عنه لباحث أو كاتب.

ويبدأ معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 التي تقام تحت شعار «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة»، فتح أبوابه لاستقبال الجمهور من الساعة العاشرة صباحا وذلك خلال الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس.

ويستقبل عرض القاهرة الدولي للكتاب، زواره يوميًا من 10 صباحًا حتى 8 مساءً، عدا يومي الخميس والجمعة من 10 صباحًا حتى 9 مساءً

وتأتي خطوات التطوير تباعًا وضمن الخطط المستقبلية المرجوة من قبل الهيئة، لمواكبة استراتيجية الجمهورية الجديدة في مواكبة التحول الرقمي والدخول إلى عالم المستقبل، ورؤية مصر 2030، وإيمانًا بتوجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمى، ودعمًا للعدالة الثقافية، وتشجيعًا لمبادرة اتحضر للأخضر باستخدام مكونات صديقة للبيئة.

اقرأ أيضا | جناح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يشهد إقبالًا كثيفًا بمعرض الكتاب

يأتي معرض الكتاب 2024 في دورته الحالية متحديًا الصعاب التي تواجه العالم، بمشاركة 1200 ناشر، من قارات العالم، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، بإجمالي عدد عارضين 5250 عارضًا.