«المكتبات العامة.. القوة الكامنة».. ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

جانب من الندوة
جانب من الندوة

- الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية: المكتبات العامة قادرة على العبور بالدول إلى المستقبل.. ولابد من مواكبة عصر التحول الرقمي.

- مكتبة الإسكندرية شعاعُ معرفة للإنسانية جمعاء وتحتضن نحو 2 مليون و 153 ألف كتاب بمختلف لغات العالم.

إن التطور التكنولوجي الهائل الذي يعيشه العالم وضع المكتبات العامة في تحدي كبير وفرض عليها مواكبة هذا التطور من خلال تدريب العاملين بها وكذلك تطوير البنية التحتية للمكتبات من خلال إدارتها بأحدث التقنيات التكنولوجية.

وناقش خبراء ومتخصصون في إدارة المكتبات أهمية المكتبات كونها منشآت معرفية تعدّ من أهم المعالم التي تشير بوضوح إلى مستويات التقدّم الحضاري والثقافي للشعوب حول العالم، فهي مستودعات الفكر، والمعرفة، والوعاء الضامن والحاضن لتراث الأمم وتاريخها.

اقرأ أيضًا| وزيرة الثقافة تلتقي رئيس هيئة الشارقة للكتاب ويهديها آخر إصدارات حاكم الشارقة

جاء خلال ندوة «المكتبات العامة.. القوة الكامنة للعبور إلى المستقبل»، التي نظمها مركز أبو ظبي للغة العربية في جناحه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وشارك فيها الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية و الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية ويحي رياض مدير مكتبة القاهرة وأدارها جمعة الظاهري مدير ادارة الكتاب مركز ابو ظبي للغة العربية

من جانبه، أعرب الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية عن سعادته   بالتواجد في مصر بلد الحضارة والتاريخ وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب، هذا الحدث المهمّ الذي استطاع وعلى امتداد أكثر من خمسة عقود أن يحتفي بالكتاب والمعرفة، وأن يزوّد جمهوره بكل ما يلزم من أجل أن يبقى على اطلاع وحكمة.


وشدد «بن تميم» على أن المكتبات العامة قادرة على صناعة المستقبل المعرفي والثقافي والعبور بالدول إلى الأمام بشرط مواكبة التطورات التكنولوجية والتحول الرقمي لدعم المجتمعات التي تتواجد بها فلكل مكتبة عامة رسالة تتخطى عرض وحفظ الكتب، بل هي الشاهد على العصور والمؤهل للمفكرين والأدباء المثقفين. 

وأشاد «بن تميم» بالجهود التي بذلتها الدولة المصرية في إعادة ترميم مكتبة الإسكندرية مما ساهم في إبقاء وهجها الإنساني والحضاري متّقداً، ورسّخ مكانتها بشكل أكبر في نفوس جميع أبناء المجتمع المصري والعربي والعالمي على حدّ سواء.


وقال إن مكتبة الإسكندرية ليست إرثاً خاصاً لمصر أو المنطقة العربية وحسب، بل هي شعاعُ معرفة للإنسانية جمعاء حريٌّ بنا أن نعتزّ به ونقدّره، ونجلُّ ما قدمه ويقدمه للأجيال المتلاحقة فهذه المكتبة التي تحتضن نحو 2 مليون و153 ألف كتاب بمختلف لغات العالم، ومكتبات متخصصة، ومتاحف، ومراكز بحثية متخصصة، ومعارض ومراكز فنية ومسرح وسينما وغيرها الكثير من الخيارات الثقافية والحضارية.

وتابع: مركز أبو ظبي للغة العربية أطلق  منصة "مِداد" للخدمات المكتبية، وهي منصة رقمية متكاملة لدعم احتياجات ومتطلّبات مكتبات المستقبل بهدف  تقديم أفضل تجربة للمستفيدين من النظام عبر إتاحة مجموعة من الخدمات ذات الصلة بالمكتبات والبحوث الرقمية، كما قمنا بإطلاق مبادرة "خزانة الكتب" التي حرصنا على أن تكون فعّالية ثقافية سنوية تُقام في مختلف مراكز التسوّق والمواقع الأخرى بهدف  تعزيز ثقافة القراءة وترسيخها لتكون عادة متأصّلة بين جميع أفراد المجتمع المحلي، وأن تُصبح منصّة فاعلة تعرّف جميع فئات المجتمع بمشاريع المركز وأحدث إصداراته في مختلف المجالات الأدبية والعلمية والمعرفية.


ومن جانبها، قال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية إن المكتبات العامة لها دور محوري في نهضة الأمم فهي تبني العقول البشرية وتنشر السلام والثقافة فهي منصة حوار وتبادل معرفي مع الآخر، ولا يجب أن تكون متحيزة لأي ثقافة، ويجب أن تقدم نموذجا للعالم الذي نعيش فيه، الذي به قدر كبير من الصراعات التي تقربنا من شفا الحرب.


وأكد «زايد» أنه لا مفر للمكتبات العامة للاحتفاظ بمكانتها الراسخة سوي مواكبة التطور التكنولوجي الهائل والتطور من خلال تطوير مهارات العاملين بها وتدشين بنية تحتية مزودة بأحدث النظم التكنولوجية لجذب اهتمام الأجيال الجديدة.

ومن جانبه، قال يحي رياض مدير مكتبة القاهرة إن دور المكتبات العامة ليست كونها مكان للاطلاع والقراءة فقط بل إنها عامل رئيسي في دعم الدولة والمجتمع المحيط بها من خلال الاهتمام بمشاكله ومتطلباته.


وأضاف أن المكتبات العامة تعتبر مؤسسة اجتماعية وثقافية وتربوية لها هدف سام هو جمع وحفظ وتنظيم تراث الإنسان الثقافي والحضاري وجعله في متناول أيدي أفراد المجتمع وذلك بهدف الارتقاء بمستوى هؤلاء الأفراد فكريا وثقافيا وتربويا من خلال ما توفره من أوعية ثقافية في شتي المجالات.