تبدأ بالطقطقة وقد تنتهي بالشلل| احذروا.. «سمكرة المفاصل»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«سمكرة المفاصل» مصطلح جديد انتشر على نطاق واسع في الفترة الأخيرة، وجعل الكثيرين يبحثون عنه خاصة أن التسويق له على مواقع التواصل جيد وجذاب، فمن خلال مقاطع الفيديو تستعرض المراكز طرق المساج (التدليك) التى تقوم بها للمرضى باستخدام بعض الآلآت الصلبة التي تعمل على تعديل مسار العظام والفقرات، فضلا عن أجهزة المساج الكهربائية الأخرى وأحيانا يتم إجراء الحجامة أيضا فى نفس الجلسة.

◄ عوامل الزمن المؤثرة في العظام لا تعالج

◄ الجلسة تبدأ بـ500 جنيه والعدد مفتوح

تواصلنا مع عدد من هذه المراكز للتعرُّف إلى هذه التقنية، وكيفية تنفيذها، واستمعنا لآراء أطباء متخصصين فى العظام والعلاج الطبيعى للتأكد من حقيقة تأثير هذه الطريقة العلاجية على المرضى.

أحد الأطباء يعمل فى مجال «سمكرة المفاصل»، قال إن هذا الإجراء يعرف بجلسات الاستشفاء العضلى، التى يمكن الشعور بالتحسُّن بعد إجراء جلسة واحدة فقط، حيث يتم استخدام الأجهزة فى الوصول للأنسجة العضلية العميقة وإرخاء وراحة العضلات المتوترة، بالإضافة لإجراء علاجى يدوى لفك التشنجنات العضلية المسببة لآلآم الرقبة، ويتم عمل عدة جلسات حسب حالة المريض.
وأشار إلى أن تكلفة الجلسة الواحدة تتراوح بين 500 و700 جنيه، شاملة الأدوات، وهى أدوات حديدية صلبة ومسدس مخصص لعمل المساج، بخلاف إمكانية إجراء حجامة جافة إضافية إلى برنامج الجلسات.

◄ طقطقة أم سمكرة؟
من جانبه، يقول الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام، إن ما يعرف بـ«طقطقة» مفاصل الجسم يختلف تماما عمّا يُعرف بـ«سمكرة المفاصل»، لأن الأخير مصطلح علمى يطلق على عملية جراحية يتم فيها تثبيت المفصل ومنعه من الحركة، لكن ما يتم فى بعض المراكز من طقطقة لمفاصل الجسم واستخدام أدوات صلبة تحت شعار تعديل وضع العظام وإعادتها للمكان الطبيعى، مختلف تمامًا فأغلب من يقوم بمثل هذه الإجراءات غير مؤهل ولا يتمتع بخبرة كافية فى هذا المجال.

ويؤكد أنه لا يوجد أى بحث علمى من مركز متخصص يثبت فاعلية أو فائدة هذه الإجراءات، ولذا نجد الكثير من المرضى بعد إجراء هذه «الطقطقة» قد يشعرون بتحسن بسيط لفترة مؤقتة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، ثم تعود الحالة أسوا مما كانت عليه، وآخرون لا يشعرون بأى تحسن، وغيرهم قد يصاب بمضاعفات خطيرة نتيجة حدوث الإجراء بطريقة غير احترافية، ما قد يؤدى لمضاعفات تصل فى بعض الحالات إلى الشلل بسبب عمل التدليك بعنف تحت زعم «رد العظام إلى مكانها»، وقد ينخلع مفصل من موضعه، فتحدث مضاعفات بسيطة أو متوسطة أو خطيرة.

الدكتور عمارة يحذّر من تجربة هذه الأنواع من العلاجات، لأن الفائدة منها أقل بكثير من احتمالية حدوث مضاعفات، ويظهر ذلك فى الحالات المرضية التى تقبل على العيادات ويكون لدى أصحابها شكوى من خلع فى مفصل أو كسر فى إحدى العظام أو التعرض للضغط على أحد الأعصاب والشرايين عند تحريك المفاصل ما قد يؤدى لحدوث قطع به، وللأسف هناك العديد من الحالات التى تتطلب تدخلا جراحيا لتثبيت كسر أو رد مفصل أو بناء أربطة حدث بها قطع، أو لعلاج عصب تمت فيه إصابة أدت لحدوث شلل.

◄ اقرأ أيضًا | لصحتك.. كيف يتم إصلاح مشاكل القدم بدون «سمكرة المفاصل»؟

◄ الخلايا الإلكترونية
واختتم حديثه محذرًا المرضى من الانسياق وراء إعلانات مواقع التواصل الاجتماعى وما تتضمنه من تعليقات إيجابية، لأنها غالبا تعمل وفقا لما يعرف بـ«تجنيد الخلايا الإلكترونية» مدفوعة الأجر، التى تعمل فقط من أجل رفع معدلات المشاهدة والتفاعل، لذا يجب الحذر عند التعامل مع المعلومات المقدمة من على الإنترنت واستشارة طبيب متخصص.

◄ التقنيات الحديثة
من جانبه، ينفى الدكتور أمين مكرم، استشارى العلاج الطبيعى، وجود ما يعرف بـ«سمكرة المفاصل» فى مجال العلاج الطبيعى: «هذا المصطلح يطلق على طريقة إصلاح الأجسام الصلبة فقط، أما المفصل فهو يتكون من عظام تربطها عضلات وأوتار وسوائل تشحيم طبيعية وضعها الله تعالى لتحمى الجسم من الانهيار طوال العمر، لكن ما يحدث للمفاصل بمرور الوقت أنها تتعرض للضعف نتيجة الاستهلاك أثناء الأعمال اليومية أو بسبب استهلاكها بشكل خاطئ أثناء القيام ببعض التمارين أو بسبب إهمال الصحة عمومًا، ما قد يحدث تآكلًا فى المفاصل والإصابة بالخشونة، ثم يبدأ الألم في الزيادة، ما يمنع المريض من الحركة ويجعله يلجأ للعديد من العلاجات الطبية التى تساعده على الراحة، ولكن للأسف قد ينخدع وراء أساليب الدجل والنصب التى انتشرت مؤخرا التى توحي له بأنها تصلح لشفاء كل مشكلات العظام والمفاصل، علما بأن عوامل الزمن المؤثرة فى العظام لا تُعالج، بل على العكس أى خطأ يحدث فى علاج العظام يتسبب فى مضاعفات أخطر أبرزها كسر العظام المتآكلة».

يتابع: «لا يجب على المريض أن يذهب من تلقاء نفسه لمثل هذه المراكز قبل استشارة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لوصف العلاج السليم سواء كان ذلك عن طريق الأدوية أو باستخدام تقنيات العلاج الطبيعى المتقدم ذات البروتوكول الطبي المعتمد ومنها وسائل العلاج الطبيعى أو الحقن الموضعى أو حقن الزلال أو التردد الحرارى، وغيرها.