ابنة الشيخ حصان أشهر قراء مصر: تقدمنا بطلب لإطلاق اسمه على أحد شوارع كفر الزيات

ابنة قارئ القرأن الكريم الشهير الشيخ محمد عبدالعزيز
ابنة قارئ القرأن الكريم الشهير الشيخ محمد عبدالعزيز

على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما على وفاة قارئ القرأن الكريم الشهير الشيخ محمد عبدالعزيز حصان إلا أن ذكراه لازالت باقية في قلوب كل محبيه في محافظات جمهورية مصر العربية وخاصة محافظة الغربية كونه أحد أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي والإسلامي، وابن من أبنائها حيث قضى معظم حياته بمدينة كفرالزيات.

اقرأ أيضًا| جولة مفاجئة على المخابز وضبط عدد من المخالفات بالغربية

إلا أن أسرته على مدار عدة سنوات تسعى لإطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة تخليدا لذكراه كونه أحد أعلامها ورموزها على مدار عشرات السنوات ورغم استكمال كافة الأوراق والمستندات المطلوبة لذلك، إلا أن الأمر لازال متوقفا لتحقيق حلم الأسرة وأبناؤه، خاصة مع اختيار نجلته هناء حصان أم مثالية لمحافظة الغربية عام ٢٠٢٢ التي عبرت عن أمنيتها في تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظار تحقيقه عدة سنوات.

تقول هناء حصان لـ«بوابة أخبار اليوم»: إنني تقدمت بالعديد من الطلبات لمجلس مدينة كفرالزيات ومحافظة الغربية لإطلاق اسم والدي على أحد شوارع المدينة تخليدا لذكراه كونه مثل مصر في العديد من المحافل الدولية بالعالم العربي والإسلامي واحيا الكثير من ليالي رمضان وقراءة القرآن الكريم، حتى أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارا جمهوريا بتعيينه قارئ لمسجد السيد البدوي بمدينة طنطا وكان هو القارئ الكفيف في التليفزيون المصري.

وبالفعل وجدت قبولا كبيرا من مجلس مدينة كفرالزيات برئاسة عادل داود رئيس مدينة كفرالزيات ووافق مجلس تنفيذي كفرالزيات في ٢٥ فبراير من عام ٢٠٢٣ الماضي على اطلاق اسمه علي شارع السلخانه العمومي بمدينة كفرالزيات ليصبح شاري القارئ الشيخ محمد عبدالعزيز حصان تخليدا لذكراه كرجل خدم القرآن الكريم طوال حياته ولازلنا حتى الان في انتظار تنفيذ القرار واعتمادها من مجلس تنفيذي محافظة الغربية حتى يصدر قرار رسمي بإطلاق اسم والدي على الشارع.

ويضيف الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بالجمهورية: اننا بالفعل تقدمنا بطلب إلى محافظ الغربية لاطلاق اسم الشيخ الراحل على أحد شوارع مدينة كفرالزيات تخليدا لذكراه لانه رمز ديني كبير وعلم من اعلام مدينة كفرالزيات نعتز بها ومن حق اسرته إطلاق اسمه على أحد شوارعها ، ونأمل قريبا في سرعة إصدار قرار من الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية في المجلس التنفيذي بإطلاق اسمه علي شا ع السلخانه العمومي بمدينة كفرالزيات وكل الأهالي يطالبون بذلك. 

جدير بالذكر أن الشيخ محمد عبد العزيز بسيوني حصّان قارئ المسجد الأحمدي بطنطا، وقد ولد يوم 22 أغسطس عام ١٩٢٨ في قرية الفرستق بمركز بسيون والقريبة من مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية ثم انتقل بعد ذلك إلي الإقامة بمدينة كفر الزيات حتى وفاته.

وحفظ الشيخ حصّان القرآن الكريم وهو ابن السابعة  وساعده على ذلك تفرغه الكامل لحفظ القرآن الكريم بسبب فقد البصر، فكان ذهنه متفرغاً لحفظ كتاب الله عز وجل. وأكمل حفظ كتاب الله في فترة وجيزة قبل أن يكمل سن السابعة ثم تعلم القراءات السبع وحفظ الشاطبية في مدة لا تزيد على عامين فقط فأصبح عالماً بأحكام القرآن قبل العاشرة من عمره.


وكان صوت الشيخ حصان جميلا منذ الصغر كما حباه الله بإمكانات صوتية متفوقة عززها بشدة إتقانه لحفظ القرآن وتمكنه الشديد من أحكام التجويد وبراعة الانتقال من مقام إلى مقام وكيفية أداء التلاوة أداءً عاقلاً ملتزماً منذ الطفولة، مما أدى  إلى ذيوع صيت الشيخ حصان حتى عرف بين الناس بأنه الفتى القادم والذي ينتظره مجد وشهرة لا تقل عن كوكبة القراء الأفذاذ الذين سطروا تاريخ تلاوة القرآن بجهدهم والتزامهم وقوة أدائهم وجمال أصواتهم.

وقبل بلوغه العشرين عاماً كانت شهرته قد اتسعت في جميع مدن وقرى محافظة الغربية وانهالت عليه الدعوات من كل مكان وأصبح قارئاً معروفاً بين المشاهير من القراء، يدعى لإحياء المناسبات الدينية المختلفة التي يحضرها عمالقة الشيوخ أمثال الشيخ «مصطفى إسماعيل و«الحصري، و«المنشاوي و«الشعشاعي و«عبد الباسط وغيرهم من المشاهير.

وكان "حصان" يحب مساعدة طلاب العلم غير قادرين وكان منزله  بابًا مفتوحا لكل الناس، وعلى الرغم من أنه كان رجلاً كفيفا فكان دائم السعي لقضاء حوائج الناس من جميع البلاد ولايغلق بابه أبدا أمام أى أحد.


وقال له الشيخ «الحصري» ذات يوم: "يا شيخ محمد سيكون.. لك مستقبل عظيم لأنك تهزني داخلياً بخشوعك وتعبيرك وقوة تصويرك لما تقرأ، فصوتك يؤثر في القلب مباشرة"، كما كان لديه التزام وعزة بالنفس لا يعرف اليأس إليه طريقاً، لذا أصبح في فترة وجيزة القارئ المفضل للقاعدة العريضة من الناس، وخاصة بعد رحيل الشيخين مصطفى إسماعيل والحصري.


وعلى مدى خمسين عاماً، قضاها الشيخ حصّان في تلاوة القرآن الكريم جاب خلالها معظم بلدان العالم فكانت له جولات على المستوي الدولي فسافر إلى كثير من الدول العربية و الإسلامية وخاصة دول الخليج العربي التي تعتبر هي الوطن الثاني في قلب الشيخ «حصّان» لأنه كان يشعر بالحب والآمان فيها ولم يشعر بالغربة نظراً لحسن المعاملة وشدة الإعجاب والتقدير لأهل القرآن.

وقد كان القارئ المفضل للأسرة الحاكمة في الإمارات العربية و حصل علي وسام من الشيخ زايد رحمة الله عليه

وفي حالة فريدة من نوعها، أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرارا  جمهوريا بتعين فضيلة الشيخ قارئا للمسجد الأحمدى بطنطا  ويذكر أن فضيلة العارف بالله الشيخ محمد عبدالعزيز حصان كان القارئ الكفيف الوحيد في التليفزيون.


وأطلق على الشيخ حصان  ألقاب كثيرة منها القارئ الفقيه وقارئ العبور وقارئ النصر ولكن أهم هذه الألقاب هو أستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي.

القارئ الفقيه هو اللقب الذي أطلقه عشاق الشيخ محمد عبدالعزيز حصان عليه لابتكاره أسلوباً جديداً في التلاوة يجعله يعطي لآيات القرآن معاني جديدة 

وكأنه يفسر القرآن تفسيراً متفرداً، وبخلاف ذلك يتميز الشيخ حصان بين أقرانه من مشاهير قراء القرآن الكريم إنه كان كفيفاً أتم حفظ كتاب الله قبل أن يكمل سن السابعة، وتوفي في ليلة الجمعة الموافق ٢ مايو عام ٢٠٠٣ بمنزله بمدينة كفرالزيات بمحافظة الغربية.