«غزة تنزف حتى الموت».. دعوات أممية لإنقاذ القطاع من الاحتلال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في محاولةٍ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في قطاع غزة، أطلق كلٌ من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش ومدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم نداءات إنسانيةً عاجلة لفتح المجال أمام دخول المزيد من المساعدات لقطاع "قبل فوات الأوان" في الوقت الذي تنزف فيه غزة "حتى الموت".

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة ومدير عام منظمة الصحة العالمية، من استمرار الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة في ظل الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023.

ووصف جوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي، الوضع بأن سكان غزة بأكملهم يواجهون "دماراً غير مسبوق"، مشدداً على ضرورة السماح فوراً بمزيد من دخول المساعدات الإنسانية ووقف "العقاب الجماعي" بحق الشعب الفلسطيني.

وذكر جوتيرش أن الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني "مروّع" وأن "سكان غزة لا يواجهون خطر القتل أو الإصابة بسبب القصف المتواصل فحسب، بل يواجهون أيضاً فرصة متزايدة للإصابة بأمراض معدية مثل التهاب الكبد إيه والزحار والكوليرا"، داعيا مجدداً إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

تزامنت تصريحات جوتيريش مع دعوات لمنظمة الصحة العالمية، لإنهاء الظروف الصعبة التي يعيشها المدنيون والعاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة. 

وأكّد جيبريسوس، خلال زيارته لإحدى المستشفيات في غزة، على "الظروف الصعبة" التي يتعرض لها الآلاف من المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن 25 ألف شخصٍ قتلوا خلال الأشهر الماضية.

ووصف المسؤول الأممي حياة 1.7 مليون شخص في غزة نزحوا وليس لديهم مكان آمن للعيش فيه بأنها "مأساة مطلقة". وذكر أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها وصلوا أمس الإثنين إلى مستشفى الشفاء شمال غزة، ووزعوا 19 ألف لتر من الوقود. وأشار إلى أن الطرق المؤدية للمستشفى تعرضت لأضرار بالغة.

ولفت جيبريسوس إلى أن هناك زيادة كبيرة في عدد العاملين بمجال الرعاية الصحية، ومعظمهم من المتطوعين، الذين يعملون في المستشفى في غزة، وأكد أنه "معجب" بهؤلاء العاملين.

وأضاف أن "ثلث المستشفيات فقط في شمال غزة بالكاد تعمل"، وذكر أنه لا يوجد ما يكفي من الوقود والإمدادات الطبية والمياه النظيفة والغذاء، فضلاً عن الكوادر الطبية المتخصصة لعلاج جميع المصابين.

وقال جيبريسوس: "هذه الظروف التي يعيشها المدنيون والعاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة يجب أن تنتهي"، داعياً إلى وقف إطلاق نار فوري.

كما حذرت موظفة الأمم المتحدة أولجا تشيريفكو من أن غزة ستنزف "حتى الموت" ما لم يضمن الوصول المستمر والآمن لقوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، خاصةً المستشفيات التي تفتقر الآن لأبسط مقومات العمل.

وأكدت تشيريفكو أن المآسي التي شاهدوها أثناء مجيئهم إلى المستشفى لا يمكن تصوره ووصفه، مشددة أن المعدات والوقود والمياه والغذاء في المستشفى محدودة للغاية. ونقلت شيريفكو عن طبيبة في المستشفى قولها: "نحن وحيدون في هذا العالم، لقد نسوا أمرنا".

جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن جيش الاحتلال عدوانه الدموي على قطاع غزة، مخلفا حتى صباح الثلاثاء "25 ألفاً و490 شهيداً و63 ألفاً و354 مصاباً معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.