مصطفى محمد على رادار الدوري الإنجليزي.. و«النني» منحوس

مصطفى محمد ومحمد النني
مصطفى محمد ومحمد النني

■ تقرير: عمرو كمال - محمد جابر

بين مصطفى محمد نجم ومهاجم نادي نانت الفرنسي.. ومحمد النني لاعب وسط نادي الأرسنال الإنجليزي.. فوارق مثل المسافة بين السماء والأرض، من نقد ودعم الجماهير المصرية، وهى تتابع أداء الثنائي مع منتخب مصر خلال منافسات كأس الأمم الإفريقية المقامة الآن فى كوت ديفوار.. هدفي الأناكوندا مع المنتخب، رفعته فى عنان السماء، خاصة وأن 50٪  من أهداف الفراعنة فى البطولة قبل مباراة كاب فيردي.. بينما الننى وهو يدخل نادى الـ100 فى المشاركة مع منتخب مصر، مسجلا رقماً قياسياً فى السجل الذهبي، شُن عليه هجوماً شديداً من شريحة من المشجعين محملينه 50% من الأهداف التي مُنى بها المنتخب.

◄ نال التقدير بالأهداف| الأناكوندا..متألق دائمًا

أخيراً اطمأن القائمون على منتخب مصر بوجود رأس حربة «هجام»، بعد رحلة تنقيب وبحث عن مهاجم للفراعنة منذ اعتزال الخطير المتعب عماد متعب، وذلك بعد التألق الملحوظ لمصطفى محمد في بطولة كأس الأمم الأفريقية التى وضعته ضمن هدافى البطولة برصيد ثلاثة أهداف.. لم تكن صدفة ان يتحول مصطفى محمد لمهاجم منتخب مصر الأول فى بطولة كأس الأمم الأفريقية حيث نجح البلدوزر الملقب بالأناكوندا في إثبات نفسه في رحلة احتراف قوية جعلت الأندية الإنجليزية تضعه على رادارها في مقدمة تلك الاندية نادي توتنهام.. خصوصا بعد أن زاحم الدبابة العالمي النجم كيليان مبابي على صدارة ترتيب هدافي الدوري الفرنسي، فمن الطبيعى أن يتربع مبابي؛ ولكن وجود الفرعون المصرى مصطفى محمد في المركز الثاني جعله صوب العيون، وفي بؤرة الأنظار.

لم يأت هذا بالصدفة، فقد توقع الكثيرون له الفشل، والعودة بسرعة الصاروخ من تجربة الاحتراف، مثله مثل الكثير من اللاعبين أصحاب العزيمة الرخوة، وبرغم من إعارات بالجملة، جعلته يقوى فكرة اقتراب عودته للعب المحلي، إلا ان عزيمته الفولاذية  أوصلته إلى موقع أساسى مع نادى نانت الفرنسي، ليرسم الأناكوندا خريطة نقاط مضيئة فى مسيرته كمهاجم من طراز الفراعنة.
( مسيرة مصطفى محمد كادت أن تنتهى قبل تبدأ، وقبل أن يسطع نجمه، فقد تعرض لقطع فى الرباط الصليبي، ليغيب على إثرها لفترة كبيرة عن الملاعب، والبعيد عن العين بالطبع بعيد عن القلب، كما يقول المثل العامي، ولكن لان الأناكوندا عزيمته فولاذ، عاد من بعيد ليصبح الآن ليقود رأس حربة الفراعنة لجيل استثنائي.

(أحبط مصطفى محمد المتربصين به والمتوقعين، فشل احترافه، حيث أرغم باجتهاده وإخلاصه، الصحافة التركية والفرنسية بأن تسلط الضوء على تألقه ضمن صفوف منتخب مصر ببطولة كأس الأمم، لدرجة وصفه من جانب جماهير النادى الفرنسى بـ«محمد صلاح الجديد».. بعد إحرازه ثلاثة أهداف مع المنتخب  فى ثلاث مباريات من مجموع ٦ أهداف هى كل حصيلة منتخب مصر.

الأناكوندا الشهير ب «مصطفى محمد» يخوض موسمه الثالث كاملاً فى أوروبا، منذ انتقاله فى فبراير 2020 من الزمالك إلى جلطة سراي، وبالأرقام والاحصائيات التى لا تخطئ ولا تجامل، فإن مصطفى فى طريقه لتخطى النجم المصرى العالمى الملك محمد صلاح، عندما كان يخوض موسمه الثالث.. فى الموسم الأوروبي، حيث لعب صلاح بصفوف تشيلسى الإنجليزي، ولم يحقق النجاح المرجو، قبل أن ينتقل إلى صفوف فيورنتينا الإيطالى فى النصف الثانى من الموسم.. ووقتها سجل صلاح 6 أهداف فى الدورى الإيطالي، ولم يسجل أى هدف فى البريميرليج، ليرسم موسماً أوروبياً ثالثاً «جيداً» بسبب أهدافه المهمة فى إيطاليا.

ويتوقع المتفائلين لمصطفى محمد - بعد أن أخرس المتشائمين -  فى طريقه لتجاوز صلاح في موسمه الأوروبي الثالث، حيث سجل حتى الآن 5 أهداف من 6 مباريات، ويشق طريقه نحو الوصول لـ10  أهداف على الأقل، هذا الموسم فى فرنسا، وهو ما يتمناه محمد صلاح وبقوة، حيث يدعم صديقة فى المنتخب لهذا الانجاز ليجعله ثابتاً فى نانت، او ينتقل لنادٍ أكبر فى كبرى الدوريات الأوروبية، وربما الدورى الإنجليزى الممتاز، خاصة إذا واصل التألق مع نانت الفرنسى بالطموح، والعمل.

ويحلم مصطفى بالمنافسة عاجلاً أو آجلاً بالحصول على الحذاء الذهبى فى الدورى الفرنسي، هذا الحلم سيجعله محور اهتمام الأندية الأوروبية، وهو الآن الهداف الثانى فى الدوري، وقد يتصدرالترتيب بعد العودة من كأس الأمم، خاصة لو ظل مبابى غائباً بسبب إصابه الأخيرة.
 

◄ برغم الأرقام القياسية ومدح فينجر| النني..مفاجأة و«منحوس»!

في الوقت الذي حسد فيه نجم فريق أرسنال على تكريم ادارة النادي اللندني له، وتجديد تعاقده برغم اصابته، وتعيينه لتدريب أحد فرق الناشئين بالنادي لثقتهم في قدراته الفنية والخلقية، إلا أن كل هذا الحظ تحول للقب يخشاه أى لاعب وهو المنحوس، فقد لازم محمد النني نجم منتخب مصر نحس غريب مع الفراعنة فى البطولة الحالية بكوت ديفوار، لينال نقداً، وصل للسخط  شديد، متهمينه بالبطء في الحركة، ومحملينه أهدافاً دخلت شباك الشناوي، مما جعل السوشيال ميديا بقطاع كبير يحملنه أخطاء، وحاولوا اكمال الحملة لإقناع الجميع بأن غيابه عن  المشاركة في مباراة المنتخب الأخيرة.. ليطرح المنصفون، سؤالاً مهماً «النني ظالم.. أم مظلوم»؟ 
 

هل ظلمه البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني للفراعنة بالمشاركه، واصراره على الدفع به فى مباريات بطولة كأس الأمم، رغم عدم جاهزيته؟!..ام ان النني هو من ظلم نفسه، بتراجع مستواه وعدم تركيزه فى الملعب لتغيب شمس التألق عن النني الذى كان يبني عليه تشكيلة المنتخب.

ليطرح الجماهير سؤالاً آخر هل تجديد الأرسنال للننى حتى، وإن جلس على دكة البدلاء مع المنتخب، حيث ستستمر رحلة محمد الننى مع أرسنال لتصل لعامها الثامن، إذ انضم لاعب الوسط لصفوف الجانرز عام 2016، فى رحلة لعب خلالها 155 مباراة فى جميع المسابقات، وسجل 6 أهداف وصنع 10 أخرى، هل هذه الارقام، وموقف الأرسنال دفع فيتوريا لمشاركته كاساسى مع الفراعنة؟.

ولكن السؤال الأهم، قبل ان نتفق او نختلف هل مستوى النني تراجع؟.. السؤال «ما الذى يدفع إدارة أرسنال للإبقاء على الننى ليصبح اللاعب الأطول بقاءً بين المتواجدين فى صفوف الفريق حاليا»؟، رغم أنه ليس لاعباً أساسياً في صفوف المدفعجية؟.. وهل هو نفس سبب اصرار فيتوريا عليه ولعل ابرز تلك الأسباب هى الخبرة.. ليس هذا فقط بل اسناد تدريب أحد فرق الشباب، وهذه تجربة نادراً ما تحدث، إن لم يكن قد حدثت أصلاً.

اختار أرسن فينجر، أسطورة تدريب أرسنال، صاحب دوري اللا هزيمة التاريخي، النني بين نظرائه في أوروبا، لينضم لصفوف المدفعجية في صيف 2016 قادماً من نادي بازل السويسري، في صفقة قدرت وقتها بـ 12.5 مليون يورو.

وعلل وقتها فينجر اختيار النني في 3 أسباب، أولها: أنه «لم يأت من مصر مباشرة للعب في ناد كبير، وإنما كان هناك وسيط وهو بازل الذى منحه خبرة اللعب فى الدوريات والبطولات الأوروبية، وبالتالي لن يحتاج وقتاً للتأقلم».

;