قريباً من السياسة

الضبعة قاطرة التنمية

محمد الشماع
محمد الشماع

رغم كل التحديات الصعبة التى واجهتنا، وتواجه مشروع إقامة أول محطة نووية للاستخدامات السلمية للطاقة النووية وإنتاج الكهرباء من أحداث عالمية وإقليمية ومواقف متعددة ومتوترة، فقد استطاعت مصر بالتعاون مع روسيا الاتحادية الدولة الرائدة بدون منازع فى الصناعة النووية عالميا تحقيق قفزات كبرى فى تنفيذ المشروع العملاق على أرض الواقع باستخدام أحدث تكنولوجيا متطورة فى هذا المجال لتحقيق مزيد من التنمية المستدامة فى مصر.

المشروع حلم كان بعيد المنال منذ عشرات السنين، لكن فى عام ٢٠١٧ وقع الرئيسان السيسى والروسى بوتين الاتفاقيات النهائية لبناء محطة الضبعة النووية خلال زيارة الرئيس الروسى للقاهرة، وبالأمس شارك الرئيسان فى مراسم احتفالية صب خرسانة المفاعل الرابع فى المحطة التى تضم أربعة مفاعلات من الجيل الثالث التى تعمل بالماء المضغوط بقدرة إجمالية ٤٨٠٠ ميجاوات بواقع ١٢٠٠ ميجاوات لكل مفاعل، ومن المقرر تشغيل المفاعل الأول وربطه بالشبكة الكهربائية الموحدة للجمهورية فى العام ٢٠٢٨ ويصل العمر الافتراضى للمحطة إلى ٨٠ عاماً.

ويأتى مشروع المحطة فى إطار تنفيذ وتنويع مصادر استراتيجية الطاقة وتأمين توفيرها لجميع الاستخدامات. وتعتبر الطاقة الكهربائية المنتجة من المحطة طاقة رخيصة ونظيفة وآمنة، بل أكثر أماناً من باقى مصادر الطاقة التقليدية فى العالم وتتمتع بأعلى معايير الأمان والسلامة عالميا.

يسهم المشروع العملاق فى تجنب أزمة الطاقة وتقلبات أسعارها ويوفر احتياجات الطاقة اللازمة لخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما يوفر المشروع طاقة كهربائية نظيفة للتصدير لدول المشرق والمغرب العربى وأفريقيا وأوروبا من خلال شبكات الربط الكهربائى وتبادل الطاقة الكهربائية خلال أوقات الذروة.

ويسهم المشروع فى توفير استخدام النظائر المشعة فى مجالات الطب المختلفة وفى مجال استنباط سلالات جديدة من المحاصيل الزراعية عالية الجودة وفيرة الإنتاج وكذلك حفظ المحاصيل الزراعية لفترات طويلة مما يساعد على خفض الفاقد وزيادة الكميات المطروحة للاستهلاك والتصدير. المشروع الحلم سوف يخلق مجتمعا عمرانيا زراعيا وصناعيا جديدا.