«بايدن» يعمل على دفع «عجلة السلام» في غزة قبل انتخابات أمريكا 2024

الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو

مع اقتراب موسم الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية، يعمل الرئيس الأمريكي، جو بايدن بشكل ملحوظ على دفع عجلة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، أملًا في أن يكون لذلك تأثير إيجابي على صورته ودعمه السياسي واستعادة جماهيريته خاصة من فئة الشباب التي أبدت استياءها من سياسات بايدن إزاء دعمه القوي والمطلق لإسرائيل على غرار حرب غزة.


أمريكا تراهن على «إستراتيجية الضغوط»

وأفادت تقارير أمريكية بأن الخطة الجديدة للسلام في الشرق الأوسط لا تزال في مراحلها الأولية، ولم يتضح حجم ما تم صياغته منها أو ما إذا كانت تستهدف إبرام اتفاق ينهي الحرب في غزة وتطلق عملية سياسية لحل دائم للصراع.

وأشار موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، إلى أن الصفقة التي قدمها بايدن للسلام لا تزال غير واضحة، لكنها تهدف إلى حل دائم للنزاع، وتعتمد على مبادئ محددة تعكس تصوّر أمريكا لمستقبل المنطقة بعد انتهاء الحرب في غزة.

وفي ذات السياق، لا تزال الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ترفض أي مسار يقضي بإقامة دولة فلسطينية حتى الآن.

وتقضي مقترحات السلام المتداولة بمنع قطاع غزة من أن يصبح منصة لشن هجمات مستقبلية على إسرائيل، إلى جانب السماح للسلطة الفلسطينية بلعب دور في مرحلة ما بعد حماس في غزة، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية أيضًا، بحسب "سكاي نيوز" البريطانية.

وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي مع اقتراب انتخابات أمريكا 2024 إلى الترويج لخطتها في المنطقة، خاصة وأنها تتفق مع توجهات عدة دول أخرى، ويدرك بايدن تحديات هذه الجهود، خاصة مع معارضة إسرائيل المحتملة للصفقة في المستقبل القريب، ولكن بالرغم من ذلك تراهن أمريكا على الضغوط الدولية والداخلية على إسرائيل للموافقة عليها في النهاية.


مطالب بإعلان «بايدن» فقدانه الثقة في «نتنياهو»

وشهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة حالة من الانقسامات والخلافات، واتسعت حدتها بشكل ملحوظ فيما يتعلق بالحرب المستمرة على قطاع غزة لأكثر من ثلاثة أشهر. 

فيما أكدت تقارير أخرى، على أن هناك شعورًا متزايدًا داخل البيت الأبيض بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يعتبر ملف إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الذي احتجزته حماس، من أولوياته. 

ومع بدء موسم الانتخابات الأمريكية، تظل حالة الإحباط سائدة في واشنطن بسبب استمرار مدة الحرب التي دخلت شهرها الرابع عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ورفض نتنياهو مناقشة الوضع في غزة، ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جماهيرية بايدن بسبب سياسته في دعم إسرائيل، حتى وصلت الأمور إلى درجة طلب مقربون من الرئيس الأمريكي منه أن يعلن عن فقدانه الثقة في نتنياهو. 


بعد عودة الحوار.. مكالمة بايدن ونتنياهو «إيجابية»

وبعد قطيعة دامت تقريبًا شهر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي نتيجة للتوترات والخلافات المرتبطة بأزمة غزة وكذلك بسبب معارضة نتنياهو لتصريحات بايدن حول سيادة القطاع فيما بعد الحرب، عاد الطرفين لاستئناف الحوار والتواصل هاتفيًا.

وقام بايدن ونتنياهو بمناقشة المسئولية الإسرائيلية في تقليل الأضرار التي تتسبب فيها الأحداث الجارية في قطاع غزة، وذلك بعد قطيعة للحديث بينهما استمرت لمدة تقرب من الشهر في 23 من ديسمبر الماضي، بحسب البيت الأبيض.

وأقرّ المتحدث باسم البيت الأبيض، بالتحديات الكبيرة التي يواجهها حل الدولتين في المنطقة، مؤكدًا على أن جو بايدن "ما زال يؤمن بوعد إمكانية حل الدولتين". 

وفي نهاية المحادثة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف البيت الأبيض المكالمة الهاتفية بأنها «إيجابية»، مشيرًا إلى أنه شمل عدة ملفات، مما قد يفتح الباب أمام تغييرات محتملة في الموقف.