باختصار

صناعة الأمل

عثمان سالم
عثمان سالم

تأهل محبط بكل المقاييس. ولولا الفضيحة لقلنا إنه أكرم لنا الخروج من الدور الأول حيث جاء التأهل بأقدام منتخب موزمبيق الذى حول تأخره بهدفين إلى التعادل بمثلهما..

لقد ظهر منتخبنا بصورة مؤسفة فى المباريات الثلاث فى الدور الأول ولولا أن مدرب الرأس الأخضر ادخر جهد سبعة من لاعبيه فى الشوط الأول ـ على الأقل ـ للأدوار المتقدمة لحدث ما لا يحمد عقباه..

لقد عجز ثنائى الدفاع  حجازى ـ القائد ـ ومحمد عبد المنعم ومعهما الدولى محمد الشناوى فى آخر  دقائق المباراة عن تشتيت هدف مخزٍ ينم عن الحالة السيئة للدفاع والدفاع المتقدم فى خط الوسط على الرغم من التغييرات التى أجراها فيتوريا فى هذا الخط ودفع بأفضل لاعبيه: عاشور ومحمد حمدى ومروان عطية، المشكلة فى أن القادم قاسٍ ولن يرحم أحدا لخروج المغلوب ولا توجد فرصة للتعويض..

غالبا سنقابل الكونغو الديمقراطية ـ المرشحة ـ حتى كتابة هذه السطور لاحتلال مركز الوصيف فى المجموعة السادسة وعن الكونغو حدث ولا حرج فقد أحرجت المغرب ـ رابع العالم ـ بالتعادل الإيجابى «١/١»..

لقد أظهرت مباريات الدور الأول أن الفرق التى وصفت بالصغيرة لها أظافر تخربش وربما أنياب ولنا فى «كاب فردى» القادم من دولة تعداد سكانها نصف مليون ليفوزعلى موزمبيق بثلاثية نظيفة وغانا ـ إحدى القوى التقليدية «٢/١» وكان من الممكن أن يصيبنا بالصدمة..

وعلينا أن نتذكر هذا الفريق جيداً ونحن نقابله فى تصفيات المونديال وبوركينا فاسو ليست بعيدة عن هذا الطوفان الأفريقى القادم من الأحراش لتنفيذ الخريطة الكروية وإنهاء أسطورة الكبار فى كل أرجاء القارة..

وربما يكون المنتخب السنغالى الوحيد الذى يمكن أن ينجو من هذه المقصلة.. علينا أولا أن نعالج لاعبينا نفسياً قبل الإعداد الفنى والبدنى للجولة القادمة والدليل أنهم يتغيرون ـ ولكن ليس كثيراً ـ عندما يمنى مرماهم بأهداف وهذا ما حدث فى الجولات الثلاث..

ويجب ألا يكون خروج محمد صلاح من الحسابات الفنية للإصابة عاملا سلبيا بل يجب أن يكون البدلاء فى هذا المركز: زيزو وتريزيجيه ومصطفى فتحى على قدر الثقة التى ستمنح لأى منهم على مركز الجناح الأيمن..

وقبل كل هذا لابد أن يجد البرتغالى فيتوريا حلا لأزمة الدفاع وخط الوسط وإنهاء حالة الخصومة الفنية بين الثنائى حجازى وعبد المنعم وأن يخرج الشناوى من حالة التوهان التى يعيشها وإلا على فيتوريا أن يدفع بالأجهز نفسيا من بين أبو جبل وصبحى..

كذلك عودة الربط الجيد بين الدفاع والدفاع المتقدم وأن يكون الفريق وحدة واحدة يعزف نغمة منسجمة وليس نشازا.. لدينا لاعبون  جيدون من حيث القدرات الفردية لكن لدينا مشكلة كبيرة فى الأداء الجماعى يسأل عنها المدير الفنى الذى خيب الآمال التى كانت معقودة عليه واكتشفنا بكل أسف..

أنه مدرب عادى يلعب بطريقة واحدة «٤/٣/٢/١» دون إحداث تغيير فى الخطة وحتى التشكيل وإن ارتدى ثوب الشجاعة فى لقاء الرأس الأخضر بالتغييرات الكبيرة التى أحدثت الفارق خاصة عندما يدفع بتريزيجية..

مازال الأمل يراودنا فى إزالة عدم الثقة بين اللاعبين أنفسهم وفى المدرب وفى أنفسنا وربما حققوا المعجزة التى تكررت وآخرها الدورة السابقة التى وصلنا فيها للنهائى ولكن كل هذا لن يكون إلا بصناعة الأمل..